Site icon IMLebanon

الجيش يتصدى للارهابيين منفرداً في عرسال متسلحا بالتفاف اللبنانيين حوله

الجيش يتصدى للارهابيين منفرداً في عرسال متسلحا بالتفاف اللبنانيين حوله

«داعش» اسقطت التهدئة بهجوم على مواقع الجيش وانهت وساطة «العلماء»

وحدة اللبنانيين حول جيشهم حسمت المعركة لصالح الجيش وانتصاره وتالياً لصالح لبنان ووحدته واستقراره وعدم تفتيته والغرق في حروب الزواريب الطائفية وأكدت وجزمت بأن سيناريو الفوضى في الدول العربية لا يمكن ان يمتد للبنان بفضل وعي اللبنانيين ورفضهم لهذه الافكار الهدامة وتمسكهم بالتنوع والوحدة وحب الحياة.

الجيش اللبناني يخوض معركة ضد الارهابيين في عرسال منفرداً، وحزب الله لم يدخل المعركة الى جانب الجيش ولم يقدم الدعم العسكري له، لكن بيان الحزب كان واضحا لجهة الوقوف مع الجيش في حربه ضد الارهاب وانه لن يتردد في الدفاع عن الجيش بكل الامكانيات. كما ان الجيش السوري لم يقدم الغطاء الجوي ولا القصف المدفعي حيث الجيش يخوض طرد المسلحين من عرسال بالويته وضباطه وجنوده وحقق نجاحات لافتة وسيطر على تلال استراتيجية واعاد التواصل مع قواعده، وهذه المعادلة يجب ان يعرفها جميع اللبنانيين وان يبتعدوا عن بث الشائعات والاخبار غير الصحيحة.

وكان اللافت امس صدور مواقف عربية ودولية مؤيدة للجيش ولحربه حيث تم الرد سريعاً على مطلب قائد الجيش العماد جان قهوجي بضرورة الاسراع في تزويد الجيش بالاسلحة والمعدات والاليات، حيث تلقى الرئيس ميشال سليمان اتصال تعزية بشهداء الجيش من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز واكد عزمه على الاسراع في تنفيذ الدعم الاستثنائي للجيش اللبناني كما اعلنت الخارجية الفرنسية استعدادها لكي تلبي سريعاً احتياجات لبنان بعدما طالب العماد قهوجي باريس بتسريع تسليم الاسلحة التي من المقرر أن يحصل عليها الجيش بموجب هبة سعودية، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية «نحن على اتصال مع شركائنا من اجل تلبية احتياجات لبنان سريعاً»، واضاف «ان فرنسا ملتزمة بالكامل بدعم الجيش اللبناني».

وكان العماد قهوجي ادلى بتصريح الى وكالة الصحافة الفرنسية اشار فيه الى ان معركة جرود عرسال التي يخوضها الجيش ليست الا حلقة في مواجهة الارهاب بكافة اشكاله واينما كان، واكد ان المعركة ضد الارهابيين مستمرة لافتا الى ان الجيش مصر على استعادة العسكريين المفقودين.

«تسليح الجيش» واتصالات بري – سلام

اما المسؤولون فتركز نشاطهم على محورين وتحديدا الرئيسين نبيه بري وتمام سلام بضرورة تسليح الجيش بالاسلحة النوعية وقد اثار هذا الموضوع الرئيس بري وكذلك الرئيس سلام مع سفراء اميركا والاتحاد الاوروبي والسعودية، وحسب ما نقل الزوار عن الرئيس بري انه تلقى وعوداً ايجابية بعد ان شرح للسفراء حاجة الجيش لمثل هذا السلاح لمواجهة الارهاب طالب عدم التذرع بالرفض الاسرائيلي لاننا بمعركة الان ضد الارهاب وانتم تقولون انكم ضده.

وتلقى الرئيس برى اجواء ايجابية من السفراء لجهة تزويد الجيش بالسلاح، علما ان كلام الملك السعودي عن تزويد الجيش بالسلاح حصل نتيجة جهود واتصالات المسؤولين المكثفة في لبنان الى الرياض وخصوصا الرئيس بري مع السفير السعودي وكذلك الحكومة مع المسؤولين السعوديين.

واشاد الرئيس نبيه بري بموقف الحكومة والرئيس سلام وقال «اتبنى هذا الموقف ويعبر عن موقف المجلس ايضا. ووصف موقف الحريري بانه جيد.

اما عن الاصوات التي صدرت عن بعض النواب وغير النواب فلم يعلق عليها، واكتفى بالقول: انها من باب التنكيل السياسي.

اما بالنسبة للتسوية فقال «الجيش ليس له علاقة بالتسويات لكنها اذا نجحت الوساطة فالافراج عن العسكريين وقوى الامن واخراج المسلحين من عرسال، فهذا الامر جيد. واستطرد بالقول انه بعد ان تنتهي هذه المعركة المطلوب معالجة مخيمات النازحين السوريين من كل النواحي خصوصا انه تبين انها تحوي مسلحين واسلحة.

الاتصالات للتهدئة

وفي موازاة ذلك، تمكنت «هيئة علماء المسلمين» بعد اتصالاتها مع المسلحين في عرسال بالتوصل الى وقف لاطلاق النار لمدة 24 ساعة يبدأ من الساعة السابعة مساء وخرقه المسلحون بعد ثلاث ساعات بتنفيذ هجوم واسع على مواقع الجيش في رأس السرج ووادي الرعيان لكن الجيش صد الهجوم واعتقل 02 مسلحاً وبالتالي انهى المسلحون جهود هيئة العلماء وتغطية رئيس الحكومة وبعض الوزراء لوقف اطلاق النار. وكانت قيادة الجيش اعلنت موافقتها على التهدئة افساحاً في المجال لاخراج المصابين وتقديم العون للاهالي واعتبرت قيادة الجيش ان التهدئة هي انسانية.

علماً أن الشيخ نبيل الحلبي من «هيئة علماء المسلمين»، بقي في عرسال يفاوض المسلحين حيث نقل عصر امس ما تم الاتفاق عليه مع المسلحين، الى الرئىس تمام سلام في القصر الحكومي حيث كان يترأس اجتماعاً مع الوزيرين نهاد المشنوق واللواء أشرف ريفي وهيئة علماء المسلمين وتضمنت مبادرة الحلبي اعلان وقف لاطلاق النار لمدة 24 ساعة، انسحاب المسلحين من عرسال، الافراج عن عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، واخلاء الجرحى المدنيين من عرسال وتأمين المواد التموينية، وقد اتصل الرئيس سلام بقائد الجيش، ووضعه في اجواء المبادرة الاخيرة، وقد وافق قائد الجيش على هذه الصيغة والتزام الجيش هذه الهدنة مع التعامل بحزم مع اي خرق للهدنة من قبل المسلحين.

ولكن البارز في الامر انه لم يتم التطرق الى مطلب المسلحين بضرورة الافراج عن عماد جمعة وسائر العناصر والذين اعتقلوا في الاشتباكات الاخيرة، عدم التعرض للسوريين النازحين وتحديدا في مخيمات النازحين، وكذلك بحق بعض اهالي المدينة المؤيدين للنازحين. وافيد ان اي ممثل عن تنظيم فجر الاسلام الذي يترأسه جمعة لم يحضر الاجتماع.

وتشير المعلومات، ان هدنة الـ 24 ساعة هي لاختبار التزام المسلحين بما تعهدوا به، وهل سيطلقون عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي دون اطلاق سراح عماد جمعة.

واللافت ان وفد هيئة علماء المسلمين لاحظ مدى التنسيق الكامل بين «داعش» و«النصرة» داخل عرسال، وانهما شكلا غرفة عمليات موحدة ويقودان المعارك ضد الجيش اللبناني بعكس المناطق الاخرى حيث يخوضان معارك شرسة ضد بعضهما البعض.

وكان وفد هيئة علماء المسلمين قد تعرض لاطلاق نار ليل امس الاول خلال وصولهم الى عرسال، واصيب الشيخ الرافعي بجروح طفيفة فيما اصيب مرافقه جلال كلش بجروح خطيرة اما اصابة الشيخ نبيل الحلبي فكانت طفيفة وقد بقي في عرسال لمفاوضة المسلحين، فيما نقل الشيخ الرافعي ومرافقه الى المستشفى الفرنسي في زحلة، علما ان ابو مالك هو من فاوض باسم المسلحين وتحديداً الشيخ نبيل الحلبي الذي كان بدوره يضع رئيس الحكومة تمام سلام والوزيرين نهاد المشنوق واللواء اشرف ريفي باجواء ما يجري خصوصا ان الرئيس سلام والوزيرين المشنوق وريفي يميلون الى حل سياسي يجنب عرسال مآسي كبيرة مع الحفاظ على معنويات الجيش والتمسك بشروط انسحاب المسلحين من البلدة والافراج عن المعتقلين من الجيش وقوى الامن الداخلي، هذا مع العلم ان عدد النازحين السورين تجاوز الـ 120 الف نازح فيما تجاوز عدد سكان البلدة الـ 70 الف مواطن.

بدورها كانت قيادة الجيش واضحة بشأن ما يجري من اتصالات بين هيئة العلماء والمسلحين واكدت ان لا علاقة للجيش بالمفاوضات، وهو لا يفاوض مسلحين مع تأكيد قائد الجيش بان المطلب الاول والاساسي استعادة الجنود المختطفين وخروج المسلحين من عرسال ولا يمكن المساومة على دماء العسكريين، ولذلك رفض الجيش اللبناني اي تفاوض بشأن وقف اطلاق النار قبل معرفة مصير المفقودين.

وقد تمكن وفد هيئة علماء المسلمين بعد المفاوضات مع المسلحين اطلاق ثلاثة عناصر من الجيش وقوى الامن الداخلي وهم خالد صلح ومطانيوس مراد ورامي جمال وادعى المسلحون انهم اطلقوا جندياً درزياً وآخر سنياً والثالث مسيحياً، وقد تسلمت مخابرات الجيش في ثكنة رأس بعلبك العناصر الامنية كما أكد وفد العلماء المسلمين انه التقى 12 عنصراً من الجيش كانوا في عداد المفقودين وهم بصحة جيدة، 6منهم مع داعش و6 مع النصرة، اما الجنود الاخرون فأشار وفد الهيئة انه ربما كانوا مع مجموعات مسلحة.

الوضع الميداني

وفيما كانت الجهود من اجل الوصول الى التهدئة، استغل المسلحون هذا الامر وحاولوا شن هجوم باتجاه المواقع التي خسروها في رأس السرج ووادي حميد وقصفوا مواقع الجيش بكثافة الذي صدّ كل الهجمات وامطر المسلحين بمختلف انواع الاسلحة وبالتالي اصبح الجيش ومن خلال السيطرة على التلال الاستراتيجية يمسك بزمام المبادرة وقطع خطوط التواصل بين المسلحين، كما عمد الجيش على استعادة مبنى المحكمة الشرعية التي يتمركز فيها المسلحون ومحيط مبنى الجمارك داخل عرسال.

وتشير معلومات ان التفوق الميداني للجيش وضربه بشدة للمسلحين منفرداًومنعهم من السيطرة على مواقعه هو الذي اجبرهم على قبول الهدنة والانسحاب من عرسال بعد ان اصبح البقاء فيها من قبل المسلحين امراً مستحيلاً عسكرياً رغم ان بعض اهالي عرسال يؤكدون ان المسلحين لن ينسحبوا من عرسال مطلقا لان ما قاموا به كان مخططا له وانهم يريدون مناطق تحميهم من الثلوج خلال فصل الشتاء لانه من المستحيل عليهم البقاء في الجرود وبالتالي لن ينسحبوا من عرسال وهذا ما ابلغوه لبعض الفاعليات العرسالية وانهم يفاوضون لكسب الوقت رغم الخسائر التي تكبدوها في عرسال حيث قتل لهم المسؤول الميداني ابو حسن الحمصي وهو مسؤول عن صناعة المتفجرات وتفخيخ السيارات، كما قتل المسؤول ابو حسن الفلسطيني وهو من ابرز قادة داعش. لكن البارز ما ظهر خلال الاشتباكات بين المسلحين والجيش نوعية الاسلحة المتطورة التي يملكها المسلحون وتحديداً لجهة الصواريخ المضادة للدروع والموجهة وقد اصابت احد هذه الصواريخ آلية للجيش ادت الى استشهاد النقيب داني خيرالله والجندي علي محمد خضارو مما رفع عدد شهداء الجيش الى 16 شهيداً.

العماد عون

اما لجهة المواقف السياسية، فقد سجل موقف لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بعد اجتماع التكتل الذي حذر من اي تفاهم مع الارهاب ولمصلحة الجميع يجب التفاوض مع سوريا.

طرابلس

يوم امس لم تهدأ عمليات الكر والفر التي شنتها مجموعات مسلحة ضد مراكز الجيش اللبناني في طرابلس حيث عمد ملثمون فجر الثلاثاء الى استهداف مراكز الجيش اللبناني عند نهر ابو علي والملولة وطلعة العمري وفي القبة، كما تم اطلاق الرصاص باتجاه فان كان ينقل العسكريين الى مركز خدمتهم فاصيب 11 عسكريا بجروح متفاوتة تم نقلهم الى مستشفيات المدينة للمعالجة، واثر هجوم شنه مسلحون على مركز الجيش عند دوار نهر ابو علي حيث اطلقوا قذيفة صاروخية سقط بنتيجتها جريحان للجيش، وبعد رد الجيش عليهم انكفأ المسلحون الى داخل احياء التبانة فأعاد الجيش فتح الطريق الدولي بعد قطعها ساعات من الزمن حرصا على سلامة المواطنين من الرصاص الطائش.

ومساء امس شن مسلحون هجوما اخر على مركز الجيش عند دوار نهر ابو علي ما ادى الى عودة الاشتباكات بين الجيش والمسلحين. تزامن مع وصول موكب الشيخ سالم الرافعي الى مستشفى الشفاء في ابي سمراء فاستقبله انصاره باطلاق الاعيرة النارية الكثيفة.

كما اوقف ليلا ملثمون «فان» ينقل ركاباً بينهم عسكري فعمدوا الى انزاله من الفان والاعتداء عليه بالضرب حتى وصلت دورية للجيش وعملت على انقاذه.