Site icon IMLebanon

الحريري يجمع أهل الاعتدال في «الوسط»

دريان مفتياً للجمهورية: الأولوية لمكافحة التطرّف وشرّ المذهبية.. والتضامن مع المسيحيين

الحريري يجمع أهل الاعتدال في «الوسط»

 

لأن دار الفتوى دار الاعتدال و»ركن اساسي من اركان الوحدة الوطنية اللبنانية والعيش المشترك»، انتخب امس الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً جديداً للجمهورية اللبنانية ليتولى قيادة دار الفتوى في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ لبنان وفي العلاقات الاسلامية الاسلامية والاسلامية المسيحية، وسط آمال عقدها الرئيس سعد الحريري على المفتي الجديد في «حماية الوحدة الاسلامية، والتأكيد على خطاب الاعتدال، وفي المحافظة على مكانة دار الفتوى»، على حد تعبيره خلال إقامته مأدبة غداء تكريمية على شرف دريان جمع فيها كل اركان الطائفة السنية في بيت الوسط.

وفي أول كلمة له بعد انتخابه بـ74 صوتاً من أصل 93 من اعضاء الهيئة الناخبة الحاضرين حدّد المفتي دريان مجموعة من المهام والاولويات أبرزها «مكافحة التشدد والتطرف والعنف باسم الدين في اوساطنا»، والحاجة الى «تواصل وتفاهم اكبر في العلاقات الاسلامية الاسلامية والاسلامية المسيحية». وقال: «ديننا دين الاعتدال، دين التسامح والعيش المشترك»، مؤكداً الحاجة الى «اعادة تنظيم المعاهد الدينية وتطوير البرامج وتدريب المدرسين والعناية بثقافة الأئمة والخطباء في المساجد».

واذ وصف دريان العلاقات بين الشيعة والسنة بأنها «ليست على ما يرام» وأن النزعة المذهبية والطائفية «تفاقمت وظهر عندنا وعندهم غلو كثير..»، مشدداً على أنه «لا بد من المبادرة.. لمواجهة هذا الشر المستطير»، اكد ان «بيننا وبين المسيحيين في الوطن والثقافة والقومية شراكات ووجوه عيش عريق»، متوجهاً الى الشركاء المسيحيين «بمشاعر التضامن والتعاطف وإحقاق الحق والقسط». وطمأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كما طمأن اللبنانيين الى انه «لن يغير من طبيعتنا الطغيان ولا العدوان ولا التطرف ولا الإرهاب».

سلام

وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي علمت «المستقبل» انه دعا مجلس الوزراء الى جلسة الخميس المقبل وعلى جدول اعمالها 120 بنداً، القى كلمة في بداية العملية الانتخابية اكد فيها «المضي معاً في انتخاب مفتٍ للجمهورية بهدف ترسيخ وتوطيد دار الفتوى ببعدها المؤسسي الجامع في قيادة الطائفة دينياً وسط ما يشهده الاسلام والمسلمون من حالات ووضعيات شاذة مؤذية ومضرة لا تمت الى الاسلام والمسلمين بشيء». وقال ان «طائفتنا طائفة الاعتدال، طائفة الانفتاح والدين الاسلامي الرحب الذي يتفاعل مع كافة مكونات الوطن».

الحريري

وبعد إتمام العملية الانتخابية اقام الرئيس سعد الحريري، الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء، مأدبة غداء تكريمية في بيت الوسط لمناسبة انتخاب دريان، القى خلالها كلمة اكد فيها ان المسؤولية الملقاة على دار الفتوى وعلى كل العلماء المسلمين في هذه المرحلة «لا تحتمل التردد او التخلف عن مواجهة التطرف وانقاذ رسالة الاسلام والمسلمين من السقوط في هاوية الارهاب». اضاف: «لن نرضى لقلة من المتطرفين ان تأخذ الاسلام والمسلمين الى مواجهة مع باقي الشركاء في الوطن والأمة. ان تلك الفئة التي تقتلع المسيحيين في العراق هي فئة ضالة معادية للاسلام».

واكد الحريري ان الهبة النبيلة التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين تركت «الوقع الطيب لدى جميع اللبنانيين الذين عبروا عن شكرهم للمملكة وقيادتها وشعبها، ووجدوا فيها عملاً أخوياً صادقاً لا وظيفة سياسية له سوى دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والامنية».

عرسال

على صعيد آخر أحكم الجيش اللبناني السيطرة على كل المواقع المحيطة ببلدة عرسال، بعد انتشار قواته في مواقع استراتيجية عدة مثل وادي الحصن ووادي حميد ووادي عطا، وفي محلة رأس السرج وقرب مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي محلة المصيدة شمال عرسال. كما استحدث الجيش حواجز ثابتة ومتنقلة للحفاظ على الامن وسط ارتياح شعبي ملحوظ.

في المقابل لم يكشف النقاب عن تطورات جديدة تتعلق بمصير العسكريين المفقودين، بانتظار ما يمكن ان تسفر عنه مساعي هيئة العلماء المسلمين التي تحدث متابعون عن امكانية تحقيقها خروقاً جدية في الساعات المقبلة في هذا الملف.