أعجبني التصريح الذي أدلى به الدكتور سمير جعجع تعقيباً على المبادرة التي أطلقها العماد ميشال عون والتي طالب من خلالها بانتخابات رئاسة الجمهورية على مرحلتين.
المرحلة الأولى: ينتخب المسيحيّون بضعة مرشحين للرئاسة… ثم يتأهل منهم الى المرحلة الثانية المرشحان الأكثر حصولاً على الأصوات المسيحية.
المرحلة الثانية: ينتخب اللبنانيون واحداً من الإثنين اللذين تأهّلا.
جعجع ردّ على هذا الإقتراح – المبادرة قائلاً: طالما أنّ المسيحيين إختاروا اليوم، (كما يعرف الجميع ويقرّون به)، ميشال عون وسمير جعجع بأكثرية ملحوظة على سائر الآخرين…- كما تظهر جميع استطلاعات الرأي – فلنتوجه الى مجلس النواب، ممثل الشعب، ونوفّر علينا وقتاً…
النقطة الثانية التي تناولها جعجع هي الرد على أنّ ميشال عون لم يعترف بـ»اتفاق الطائف».
فإذا كان لا يقبل بـ»اتفاق الطائف» فلماذا يترشح الى الانتخابات النيابية ويرشح الآخرين على لوائحه إنطلاقاً من نظام «الطائف»؟
ولماذا يترشح لرئاسة الجمهورية وهو يعرف أنّ الرئيس المنتخَب سيقسم اليمين على صيانة الدستور… وهو دستور «الطائف»؟
أمّا بالنسبة الى تعديل الدستور فقال جعجع إنّنا عجزنا عن التفاهم على قانون انتخابات فكيف سنتوصل الى الاتفاق على تعديل الدستور… وأضاف جعجع: إنّ عون يعترف بـ»الطائف» ساعة يشاء ويعارضه ساعة يشاء.
وذكر جعجع أنّ عون وحليفه «حزب الله» يتمنعان عن الذهاب الى مجلس النواب ما يعني الإستمرار في الدوران في الحلقة المفرغة من حيث تعذّر اكتمال النصاب، ما يمدّد مرحلة الفراغ الرئاسي.
وطلب جعجع من عون أن يدعو حلفاءه الى الانسحاب من سوريا…
وقد جاءت هذه المداخلة وافية شافية، شاملة، وهي تأكيد آخر على تمكن الحكيم من المنطق بواقعية وبتحليل سليم للأحداث، ما يجعله يقترب أكثر فأكثر من قلوب الناس.