Site icon IMLebanon

الخلايا السياسية النائمة؟!

 

يطمئننا المسؤولون على مدار الساعة الى ان الامن ممسوك فيما يعرفون العكس ومعه الفلتان السياسي بالنسبة الى المعايشات، ان لجهة ما بين ايدي الدولة من معلومات او لجهة ما ليس بوسع احد الخوض فيه، خصوصا بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية العالقة بين ضبابية اللعبة السياسية الداخلية والاقليمية، حيث يقال ان المسؤولين ينتظرون ما ستسفر عنه المحادثات الدولية ذات العلاقة بملف ايران النووي، والعلاقة السعودية – الايرانية وتلك المرتبطة بدول المنظومة العربية التي لم يعد احد يعرف من اين يبدأ بتحديدها في دول الخليج او في دول المغرب العربي، من دون ان ننسى ما يفعله تنظيم داعش على الارض العراقية – السورية وصولا الى الحدود مع لبنان؟

ومن هنا بالذات يقال كذبا ان الحرب الاسرائيلية على غزة قد انتهت بهزيمة فاضحة للاحتلال الصهيوني على رغم ما زرعته اسرائيل من قتلى وجرحى ودمار وهيهات لو قال الفلسطينيون صراحة ما حصل معهم من غير حاجة الى تقليد اللبنانيين في  كذبهم عن ان البلد في حال استقرار وامان، فيما هناك حراك مطلبي يكاد يدمر البلد لكثرة الاضرابات زيادة على التعقيدات السياسية؟!

وما يقال في لبنان قد يكون مقبولا بالنسبة الى ما هو حاصل في كل من سوريا والعراق حيث لداعش الكلمة الفصل الى جانب بقية المعارضة والشيء بالشيء يذكر  بالنسبة الى الاوضاع المتدهورة في كل من ليبيا واليمن وليس من يعترف صراحة بالمعاناة  هناك، فيما لا سلطة ولا دولة ولا جيش باستثناء الفلتان العسكري والسياسي الذي يكاد يشكل قاسما مشتركا بين المشرق العربي ومغربه، لمجرد ان احدا لا يريد الاعتراف بالثورة الداعشية التي بشرنا بها الاميركيون يوم وعدونا بضياع استقلالنا (…)

ان ثورة داعش ليست جديدة، بدليل ما تفعله عن سابق تصور وتصميم، وليس من بوسعه الوقوف بوجهها طالما انها لا تقيم وزنا ولا اعتبارا للاديان والانظمة وهي مستمرة في هذا السياق الذي يبشرنا كما قال احد السياسيين اللبنانيين بقوله انه «لولا حزب الله لما كانت داعش قد تأخرت عن الوصول الى لبنان»، فيما لم يأت على ذكر ما فعله حزب الله في سوريا من خروقات سياسية وامنية اثبتت جدواها في اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد على رأس جمهورية لا تعرف اين تصل سلطتها، وهل لا تزال تصدق انها دولة موحدة، بدليل معاناة جنودها على ايدي داعش وقوى النصرة؟!

وما يحصل في سوريا والعراق نكاد نعيش مثله في «لبنان الاخضر» من غير ان نعترف بالكوارث التي نعيشها وتلك التي تنتظرنا في المستقبل المنظور «لان خلايانا السياسية النائمة مرشحة لان تستيقظ في المستقبل المنظور حيث لا رئاسة جمهورية ولا مجلسا نيابيا يعرف ماذا يجري في البلد، فيما يتسابق السياسيون على القول اننا في وضع طبيعي ولا ينقصنا سوى خفض مستوى «النق الشعبي»!

المهم في نظر السياسيين والحكام ان البلد بألف خير، والا لما استمروا في دجلهم على الشعب المسكين الذي لا استعداد لديه لان يعبر عن حقيقة شعوره، اضافة الى ان السياسيين ليسوا في وارد الاعتراف بالمأساة التي يجرون الشعب اليها تجنبا لمحاذير ابعادهم عن الواجهة، ما دفع ويدفع النواب الى التمديد لانفسهم «لان الخطوة توفر عليهم مصاريف كثيرة» والامر عينهم ينطبق على رؤساء الكتل ممن يصرفون من جيوبهم للمجيء بكتل نيابية فضفاضة؟!

كلمة حق تقال بالنسبة الى دوامة الكذب السياسي وهكذا بالنسبة الى الكذب الشعبي الذي يصدق ما يقال له، مع العلم انه يعرف الدجل على حقيقته لكنه ادمن عليه بمعدل ادمانه على المسكنات والمخدرات التي دأب على العيش في كنفها، من غير ان تصدر عنه بادرة اعتراض بدليل متابعته الكذب السياسي وتطلعه الى ما يصدر عن الخلايا النائمة، والا ما معنى عدم قدرة البلد على انتخاب رئيس للجمهورية،  فيما يتجه نواب الامة الى التجديد لانفسهم بذريعة عدم القدرة على اجراء انتخابات نظيفة وشريفة؟!