Site icon IMLebanon

الداعشيون واللبنانيون ! 

النتائج، سلبية أو ايجابية، غالباً ما تأتي متأخرة.

وعند المساءلة والمحاسبة، يكتفي الجميع بتلاوة فعل الندم.

والا لماذا بقيت سلسلة الرتب ثلاث سنوات بين المراوحة والتأخير والتسويف؟

هذا مع العلم أن معظم بنودها محقة.

إلا أن التلبية كانت صعبة.

وأحياناً لا تتحمل الخزينة أوزارها.

وهذا يسري على معظم أوضاع المياومين.

ويشمل الكثير من القضايا المتفجرة الآن، وعلى كل صعيد.

وما كان مطلباً، أضحى حقاً وواجب التلبية.

والتلبية الان باتت صعبة، وأحياناً غير ممكنة.

ومصيرها قد تترتب عليه كوارث اجتماعية لا تحمد عقباها.

هذه الأمور برزت، بادئ الأمر في زمان الوصاية.

وتعاظمت لاحقاً، وكبرت.

كانت الوصاية توحي بقوانين انتخابية مُريبة.

… وتدفع في اتجاه تلبيتها.

وتحث على التجاوب مع كل ما يطالب به أصحاب المطالب.

بعد نصف قرن أو أكثر، أصبحت هذه الأمور قضايا اجتماعية…

ولذلك، فإن معظم الفئات بحاجة الى عقد اجتماعي جديد.

وما دفعت الوصاية لبنان، الى وجوب تنفيذه، صار عبئاً على البلاد.

وأضحت الشقيقة فيما بعد، شقيقة للبنان، في مشاكلها الداخلية.

وهكذا، تتابعت حركة التأجيل.

وأصبح كل شيء في البلاد، رهناً بما يطلبه المسؤول، غير المسؤول عن شيء.

لبنان العاجز عن تلبية أي شيء، يواجه سوريا العاجزة عن تلبية أي شيء في بلادها.

وما تكرّمت به سوريا على اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين، هو عبء لاحق.

بعد ٣ سنوات، بات التراجع عن الحقوق كارثة على الجميع.

وهكذا أصبح لبنان بلد الكوارث الاجتماعية.

والاضراب الذي كان محظوراً على الموظفين، هو الآن من الحقوق، ولم يكن حقاً في السابق.

وأصبح السؤال: ماذا يستطيع بلد مشرف على الافلاس أن يتفادى الافلاس؟

أو يتفادى إنصاف من يشكّل انصافهم معجزة على الخزينة؟

أو عبئاً مادياً أو سياساً؟

وهذا المرض الذي تفشَّى في لبنان، يتفشى الآن في معظم الأقطار العربية.

من هنا وجد الأميركان والأوروبيون لعبة مصالحهم، تتقدم على لعبة النظام والانتظام في الحقوق.

اعتقد الأميركان أن القضاء على الشيوعية، يبدأ بافقار البلدان الدائرة في الفلك السوفياتي سابقاً، هو الطريق الى إغناء اسرائيل.

والولايات المتحدة منذ بروز هنري كيسنجر في بداية السبعينات، وبعد وصول جورج دبليو بوش الى الرئاسة، في بداية العام ٢٠٠٠، أخذت الكوارث الأميركية، تغدو طابعاً مميزاً لسياستها في العالم.

وعلى طريقة طابخ السُمّ آكله، طبخت الادارات الأميركية، المؤامرات الاسرائيلية الهوى أفعالها منذ قرابة الخمسة عشر عاماً.

وفي أميركا الآن كتاب مفصل، يروي للعالم، كيف كانت بلاد العم سام وراء داعش وأخواتها.

وبقيت وزيرة خارجية باراك أوباما، في ولاية أوباما الأولى، السيدة هيلاري كلينتون ترعى الداعشيين وتستعد لرئاسة أميركا، بعد انقضاء عهد الرئيس الحالي.

أفادت أميركا الرئيس أوباما، من التطرف الأميركي المعادي للشيعة، عند السنّة المتطرفين، وشجعتهم على تقديم الأموال لهم. وعندما اشتد ساعدهم وأخذوا في اقتلاع المسيحيين من العراق، بادرت داعش الى مهاجمة أربيل العراقية، حيث يعمل رجال مال وأعمال في كردستان.

وهكذا، أخذت توجه الي داعش ضربات خفيفة، لأنهم دقوا بالأميركان، ولم يكتفوا بتصفية المسيحيين والأيذيديين وسواهم.

الأميركان والأوروبيون دعوا الأقليات المسيحية الى بلادهم، وكانت فرنسا هولاند هي السباقة في دعوتها.

الا ان للشعوب الحرة هيمنة، غير الهيمنة الصهيونية، على الأوطان الأخرى.

إن العالم الغربي موبوء بالذهنية الاسرائيلية وليس عندهم غير ذلك.