بري: لم يفاتحني أحد من الخارج بالاستحقاق وجنبلاط لمعادلة «لا غالب ولا مغلوب»
تواصل الجميل وجعجع لم يوحد الموقف والحريري لن يحضر جلسة 23 الجاري
حزب الله: نريد رئيساً حافظاً للمقاومة والوطني الحر: التفاهم ضروري للوصول الى رئيس جديد
لم تنضج بعد صورة ما ستؤول إليه جلسة الانتخاب الرئاسية التي حددها الرئيس نبيه بري يوم الاربعاء في 23 الجاري، حيث اكد انه ما زال يبذل الجهود لكي يكون انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية.
كل الكتل النيابية اكدت على المشاركة في جلسة الانتخاب الاولى، وكلها اجمعت على ان الانتخاب لن يحصل في الجلسة الاولى، لكنها ستكون البداية لمقاربة ملف الاستحقاق بطريقة جديدة، رغم تأكيد كل الكتل انه لم يتم التوافق على اسم مرشح معين، وان كانت بعض الكتل بدأت تلمح علانية في الساعات الماضية الى احتمال الوصول الى «الفراغ» وعدم حصول الاستحقاق حتى انقشاع صورة الاستحقاقات في سوريا ومصر والعراق وان كانت رست في الجزائر على عودة بوتفليقة المدعوم من الجيش الجزائري.
وحسب اوساط عين التينة، فإن الرئيس بري وسائر المسؤولين اللبنانيين لم يفاتحهم احد من الخارج في موضوع الرئاسة. وهذا الامر يجب ان يشجع اللبنانيين على استغلال هذه الفرصة وانتخاب رئيسهم دون اي تدخل خارجي. وبات بحكم المؤكد، حسب الاوساط السياسية المتابعة، ان جميع الكتل النيابية ستحضر جلسة الانتخاب الاربعاء وستؤمن نصاب الثلثين للجلسة الاولى، لكن هذا النصاب «سيطير» في الدورة الثانية وسيرفع الرئيس بري الجلسة ربما الى 30 نيسان. علما ان مصادر بكركي اشارت الى احتمال عدم انجاز الاستحقاق في الدورة الاولى. وقال المطران سمير مظلوم «الرئيس لن ينتخب من الدورة الاولى لكنها ستكون البداية». في حين تكثفت الاتصالات بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية وبالتحديد بين الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع في شأن الاستحقاق الرئاسي لجهة توحيد الموقف الذي لم يحصل حتى الآن ولم يتم اي توافق بينهما، لكن وفداً من القوات اللبنانية سيزور القيادات المسيحية والاسلامية واحزاب 8 و14 اذار لتسليمها برنامج جعجع الانتخابي. وبالتالي فان اصوات الكتل في الدورة الاولى ستذهب بين عون وجعجع والجميل وهنري حلو وغيرهم، وبعدها سيبدأ البحث الجدي في الاستحقاق.
وقالت مصادر تيار «المستقبل» ان نواب «المستقبل» سيحضرون الجلسة، لكن الرئيس الحريري لن يشارك شخصيا في جلسة 23 الجاري كما ذكر النائب سمير الجسر.
اما النائب محمد رعد، فتمنى ان يجري الاستحقاق في موعده الدستوري. واعتبر ان بعض الترشيحات ممن ليس اهلا لها، قد تعوق اجراء هذا الاستحقاق، مؤكدا «اننا نريد رئيسا يكون حافظا لخيار المقاومة ومدافعا عنها وعن وحدة اللبنانيين وما يتوافقون عليه».
اما بالنسبة للنائب وليد جنبلاط وموضوع الاستحقاق الرئاسي، فقد ترأس اجتماعا لجبهة النضال الوطني اللبناني. وقالت مصادر مقربة من الحزب التقدمي الاشتراكي ان «جنبلاط ليس ملتزما بأي اسم، ولم يحدد خياراته بعد، والامور محسومة لجهة الجلسة الاولى بعدم حصول الانتخاب». واشارت الى ان المناخ الاقليمي والدولي غير واضح، والفراغ غير مستبعد، واذا حصل لا يمكن لاي كان تحديد مدته، لكنه المرجح حتى الآن.
وتابعت المصادر انه اذا لم يحصل تفاهم ايراني – سعودي بتسهيل اميركي على موضوع رئاسة الجمهورية لن يحصل الاستحقاق، لكنه من غير المستبعد ان يحصل هذا التوافق الذي انتج الحكومة، لكن الامور غير محسومة بعد.
وتابعت المصادر «جزء من الاستحقاق الرئاسي هذه المرة اقليمي – دولي وجزء منه محلي»، وفي ظل طرح البعض لضرورة المجيء بالرئيس الماروني القوي، فإن ترشيح جنبلاط للنائب هنري حلو يصبح قوياً وسيعطيه اصوات جبهة النضال ونواب مستقلين آخرين، وبالتالي لن ينال اي مرشح من المصنفين في خانة الاقوياء النصف زائدا واحداً، وبالتحديد ميشال عون وسمير جعجع.
وتتابع المصادر «ان جنبلاط سيتحرك ضمن هذه المناورة الداخلية اما اذا حسمت التسوية الخارجية موضوع الاستحقاق والاسم، فان جنبلاط لن يعارض التسوية الكبرى».
واشار النائب مروان حماده الذي التقى جنبلاط خلال اليومين الماضيين الى ان جنبلاط لن يصوت لرئيس «غالب ومغلوب»، اي انه لن يصوت لفريق ضد فريق.
اما جنبلاط فقال في حديث صحافي «سأختار في الدقيقة الاخيرة مرشحي بعد التشاور مع ضميري ومع شركائي، اتشاور ايضا مع الرئيس بري وايضا مع تيار المستقبل وجهات اخرى، لن اعلن شيئا حول هذا الموضوع وافضل ان يكون هناك مرشحون علنيون وبرامج، خصوصا اجتماعية – اقتصادية، سواء كان هناك ترشيح او لا، لا يمكنني ان اصوت لشبح».
على صعيد اخر، كشفت مصادر نيابية في تيار المستقبل عن ان السفير السعودي علي عواض عسيري سيعود الى لبنان اوائل ايار، وهذا ما سيرفع من مستوى الاتصالات بشأن الاستحقاق الرئاسي.
مواقف الكتائب والقوات والتيار
ولفت وزير العمل سجعان قزي الى ان الكلام عن اتفاق بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية بشأن الاستحقاق امر مغلوط، لكن الاتصالات مستمرة وحصل اتصال بين الرئيس الجميل والدكتور جعجع، مشيرا الى ان شخصية الجميل مؤهلة لان تكون مقبولة من قوى خارج 14 اذار.
اما القوات اللبنانية، فأشارت الى ان جعجع يتولى الاتصال بالرئيس الجميل لمقاربة الاستحقاق الرئاسي بنظرة موحدة، في حين اشارت معلومات الى ان الاتصالات لم تبدأ بعد لانسحاب سمير جعجع او الرئيس امين الجميل واختيار مرشح واحد من 14 اذار.
فيما اكد التيار الوطني الحر انه لم يتم التوافق بعد على اسم رئيس الجمهورية الجديد وفق كل المعطيات، ويجب ان يكون هناك تفاهم ولو بالحد الادنى للوصول الى انتخاب رئيس.
من جهتها، اشارت مصادر نواب المستقبل الى ان البحث لم يبدأ بين قوى 14 اذار لاختيار مرشح واحد لهذه القوى، والامور لن تحسم الا قبل 24 ساعة من موعد الجلسة الاولى.
سلسلة الرتب والرواتب
اما بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب، فإن اوساط عين التينة دعت البعض الى عدم اعتبار ما حصل في جلسة مجلس النواب الاخيرة «انه تطيير للسلسلة»، مؤكدة ان هذا الموضوع سيتابع حتى النهاية لانجازها فيما دعا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اللجنة النيابية المكلفة درس السلسلة الى انجاز تقريرها خلال 15 يوما كما وعدت «لاننا لن نسمح بأي تأجيل او مماطلة في هذا الملف وسنتابع موضــوع حقوق العمال حتى النهاية».