Site icon IMLebanon

«الرئاسة» بحاجة الى «دفشة»

قد تترك معركة عرسال والتي خاض خلالها الجيش اللبناني ملاحم بطولية في مواجهة الارهابيين، افرازات وتداعيات وانعكاسات على كافة المستويات السياسية والامنية الى الاستحقاقات الدستورية باعتبار ان الانتخابات الرئاسية والنيابية ما قبل معركة عرسال شيء وما بعدها شيء آخر، وذلك ما بدأ يتبدى عبر الحراك السياسي الراهن، ولا سيما عودة الرئيس سعد الحريري والتي تبقى الحدث الابرز لما لها من دلالات بحسب مصادر في تيار المستقبل في هذه المرحلة واهمية موقع الحريري في اللعبة السياسية الداخلية وموقعه في المملكة العربية السعودية وعلى المستويين الاقليمي والدولي، او في سياق متصل من خلال «غزوات» رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على المقار الرئاسية والسياسية بحيث فجأة يغط عند هذا الزعيم وذاك، حيث مقتضيات المرحلة تستوجب هذه الاندفاعة الجنبلاطية وتحديدا على ضوء ما جرى في عرسال، ما يعني تلك المخاطر، وهذا القلق الذي يعتري سيد المختارة يقتضي الترفع عن كل الخصومات والخلافات، وبالتالي هو السباق في هذه المحطات مهما كانت الظروف والاجواء الامنية والسياسية.

وهنا، تكشف المصادر عينها ان تداعيات معركة عرسال ستولد تسوية محلية و«ميني توافق اقليمي» على انتخاب رئيس للجمهورية في حال سارت الامور على ما يرام دون حصول مطبات وعوائق من هذا الطرف وذاك بعيدا عن الترف السياسي والميوعة و«العن والدّن» لان المرحلة الراهنة جد خطيرة ويخلق الله ما لا تعلمون، اذ ينام المواطن اللبناني على «خبرية» ويستيقظ على انفجار ومعركة هنا وهناك، والانكى في «قبائل الزولو» هناك شيخ قبيلة وفي موزامبيق رئيس للجمهورية. اما في لبنان، بلد التنوع والتعددية والديموقراطية، ليس هنالك من رئيس للجمهورية والمخاوف من ان تنقرض حتى «الكبة النية» و«التبولة» و«الدبكة» وهذه من الثوابت والمسلمات اللبنانية المنتشرة في اصقاع العالم قاطبة.

واشارت مصادر مقربة من جنبلاط انه استشعر دقة المرحلة وخطورتها، فيتحرك على كافة الخطوط من اجل الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وايضا على ايقاع حرب عرسال انطلق الرئيس امين الجميل في تحركات مماثلة والجميع بات في صورة المخاطر التي تزنر البلد من اقصاه الى اقصاه، وهو الذي يقف على «سوسة ونقطة» ويعيش اتعس ايامه دون اي مبالغة.

وفي سياق متصل، يكشف احد اللاعبين السياسيين ممن لديهم صداقات مع الطاقم السياسي برمته، ان هذا الحراك المتنقل قد يفضي الى توافق محلي على رئيس للجمهورية ومن الطبيعي، وبعيدا عن الانشائيات والمجاملات والمزايدات، هذا الامر يحتاج الى «دفشة» اقليمية لانتاج الرئيس العتيد وتحديدا من السعودية وايران.

من هذا المنطلق، يُرتقب وفق المتابعين والمواكبين لمسار الاوضاع، ان تتبلور الامور قريبا وعلى ضوء ما ستؤول اليه النتائج الكاملة لمعركة عرسال والتي رسمت خارطة طريق لما ستكون عليه الاجواء في لبنان إن من استحقاقات سياسية او دستورية، وحيث بالمحصلة يبقى الامن ثم الامن الاولوية لان البلد محاط بحروب المنطقة وتداعياتها على ساحته المحلية التي سرعان ما تشتعل لدى اي استحقاق اقليمي.