اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان التزامنا الوطني المشترك والمتجدد يقتضي منا أن نضع نواب الأمة أمام واجبهم الوطني الخطير الذي يطالب ضميرهم المسؤول، أفرادا وكتلا، بحكم الميثاق الوطني والدستور، أن ينتخبوا رئيسا للجمهورية في موعده الحاسم، رئيسا ينطلق من حيث بلغ الرئيس ميشال سليمان بالبلاد إلى مكانة محترمة في الأسرتين العربية والدولية، وقد لاقت منهما الدعم والتأييد». احتفاء بالذكرى الثالثة لانتخاب البطريرك الراعي، وبرعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اختتمت اعمال مؤتمر «مذكرة بكركي – مشروع وطن» الذي انعقد على مدى يومين في فندق الهيلتون – الحبتور. واقيم عشاء في المناسبة تقدمه الرئيس سليمان والبطريرك الراعي وحشد من الوزراء والنواب والمطارنة والقيادات العسكرية والامنية.
كلمة الخازن
وألقى الوزير السابق فريد هيكل الخازن كلمة قال فيها أيها الحفل الكريم، لبنان بحاجة إلى رئيس جديد لا من أجل الميثاقية فحسب بل أيضا من اجل مواجهة تحديات كبرى ليس أقلها تحدي النازحين السوريين، والمحنة الإقتصادية والإجتماعية، وهجرة الشباب والأزمة الأمنية، فما نفع أن تبقى حكومة وأن يبقى نواب وأن يبقى رئيس إذا خسرنا لبنان»؟
وتمنى الخازن «رجاؤنا ألا تنقضي المهل الدستورية إلا ونكون على موعد لتقديم التهاني للرئيس الجديد نطلب إلى الله أن يحمي لبنان ويلهم المسؤولين فيه سواء السبيل لما فيه مصلحة الوطن».
كلمة الراعي
وتحدث البطريرك الراعي فقال: «(…) إننا نرفض بالمطلق الفراغ في سدة الرئاسة، لأنه يقصي المكون المسيحي عن السلطة الميثاقية ولو ليوم واحد، ويعطل الدستور. إننا نحمل المتسببين به نتائجه التاريخية الوخيمة. إن كرامة لبنان واللبنانيين تأبى بكل شدة أن ترى أبواب القصر الجمهوري مقفلة في 25 أيار الجاري، بعد مسيرة ست سنوات شرعت أبوابه وحمى الرئيس السيادة والاستقلال، والميثاق والدستور، وزرع في القلوب الرجاء بمستقبل أفضل. فلا يحق ولا يليق بالمجلس النيابي أن يخذل ثقة الشعب الذي وكله، ويحطم آماله، بداعي صراع القوى التي تشل الدولة من جراء لعبة المحاور الإقليمية(…)».
دعم الجمهورية
وذكر الراعي انه منذ العام 1919 والبطريركية المارونية تدعم الجمهورية اللبنانية في مسيرتها كيانا وشعبا ومؤسسات، وعلمتْ أبناءها الموارنة الولاء الكامل للبنان من دون أي بلد سواه، وعلمتهم الانفتاح على جميع البلدان والشعوب ومصادقتهم، وعلى التعددية في الوحدة».
وقال الراعي «تعاون بطاركتنا مع رجال قادة حققوا الآمال ووصلوا بلبنان إلى تكوينه وعزته وازدهاره، وإلى خصوصيته ونموذجيته ورسالته، في الأسرتين العربية والدولية. واليوم أمام واقعنا المتقهقر على كل صعيد، نتساءل مع أحد المفكرين وكتاب التاريخ: «هل انتهى عهد الكبار؟(…)».
وختم الراعي «في بداية السنة الرابعة من خدمتي البطريركية المتزامنة مع بداية عهد رئاسي جديد للجمهورية، نشكر الله على «خريطة الطريق» التي ترسمها «المذكرة الوطنية» والوثيقتان الأخريان، بالإضافة إلى نتاج هذا المؤتمر. فإذا سلكناها معا كنيسة ودولة بالتعاون، مع حفظ ما بينهما من تمايز واستقلالية، استطعنا النهوض بلبنان إلى سابق عهده الزاهر وإلى مستقبل واعد».