Site icon IMLebanon

«الراعي شاهد على الحوار الرئاسي بين المستقبل والوطني الحر»

«الراعي شاهد على الحوار الرئاسي بين المستقبل والوطني الحر» أوساط «المستقبل»: لا فيتو سعوديّـاً على عون وليتقدّم باقتراحه الى مجلس النواب قال الكثير في الحريري وزاره.. والتوافق يتأمّن رئاسيّـاً بموافقة حلفائه

تتسع دائرة الكلام لدى رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون، وفريق عمله بأن رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري يؤيد انتخابه رئيسا للجمهورية، لكن السعودية لا تزال تعارض وصوله على ما اعلن عون امام وفد «المؤسسات المارونية» ابان زيارتها له في الرابية.

وكذلك تسود هذه القناعة الى جانب عون بعضاً من فريق عمله، تقول اوساط في «تيار المستقبل»، التي يستند بعضها الى التواصل المستمر بين وزير الخارجية جبران باسيل وبين السيد نادر الحريري رئيس مكتب الحريري، وهي علاقة انتجت تفاهماً حكومياً واتفاقاً على الكثير من الملفات ومن بينها الادارية، وهي لم تنقطع حتى ان اتصالات استمرت بالرئيس الحريري من قبل الوزيرين باسيل وابو صعب بعيد مبادرتي العماد عون الأمنية والرئاسية..

ولذلك استنادا الى «شهر العسل» الذي شهدته العلاقة بين تياري «المستقبل» و«الوطني الحر»، فان الاوساط المحيطة بعون تجزم بأن رغبة الحريري بانتخابه رئيسا اصطدمت بقرار سعودي رافض، لكون الحوار مع رئيس المستقبل لم تواجهه عقبات بل كان مثمراً لمصلحة البلاد، عدا ان وصول عون الى بعبدا من شأنه ان يعيد الحريري الى السراي على ما قال عون بوضوح في مبادرته الاولى.

الا ان قناعة العماد عون والمحيطين به، لا تتلاقى مع استعادة اوساط رفيعة في «كتلة المستقبل» نشوء العلاقة وموقف الرئيس الحريري منذ زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح اليه لمناقشة انتخابه رئيساً للجمهورية، بقولها، انه منذ اللقاء الاأول صارح الحريري ضيفه بأنه لا يمانع انتخابه في حال تفاهم مع حلفائه المسيحيين، لأنه من غير الممكن التخلي عنهم وتجاوز مرحلة النضال المشترك وما واجهوه معاً من تحديات امنية واغتيالات، ولذلك كما انه من موقعه الحليف لـ «حزب الله» ولا يريد التخلي عن حلفائه، ايضاً لا يتمكن الحريري من تجاوزهم لاعتبارات مبدئية، ثم ان سعيه لأن يكون رئيسا توافقياً تتابع الاوساط، يتطلب منه الدخول في حوار مباشر مع كل من رئيس حزب القوات اللبنانية ومرشح قوى 14 آذار الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل وسائر المستقلين في هذه القوى، خصوصاً ان التحاور مع هؤلاء قد يكون اسهل وطأة من التقارب مع المستقبل»، بعد اتهامه له بتغطية الارهابيين مقابل الجيش اللبناني، و«أسلمة» البلاد، وسرقة الأموال العامة من خلال ما جاء في كتاب الإبراء المستحيل. و«وان واي تيكيت» والمطالبة بالمحاسبة والمحاكمة لأركان التيار… اذ ان التفاهم مع القوى المسيحية لطمأنتهم هي التوطئة لترجمة الخيار التوافقي، المفترض ان ينسحب ايضاً على العلاقة مع الحلفاء اسوة برئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئىس حركة «امل» نبيه بري..

انما من غير الممكن تضيف الاوساط ان يعمد عون الى تجاوز كل هذه القوى ويطلب تأييد الحريري على قاعدة انه توافقي، وهو ما كان ابلغه الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس المستقبل في لقاءاتهما بأنه لا يمانع انتخاب عون اذا ما توافقت عليه القوى المسيحية، لأنه لا يزال متمسكاً بضرورة انجاز الاستحقاق، استناداً الى ما اعلنه في ذكرى 14 شباط الماضية، ولذلك بات الراعي متفهماً وعالما بالجانب الذي يعطل الاستحقاق.

لكن ماذا عن المبادرة الامنية الاولى التي ربط فيها عون عودة الحريري الى السراي بانتخابه رئىساً للجمهورية؟

تجزم الاوساط الرفيعة في «المستقبل» بأن عودة الحريري قرار يعود له شخصياً، وقرار توليه رئاسة الحكومة ملك له وحده، واذا كان لا يريد تولي رئاسة الحكومة فهو الذي يسمي رئىس الحكومة الذي يجده مناسباً.. واذا ما رفض العماد عون او القوى الحليفة له هذا القرار، فما عليهم سوى العودة الى تجربة اختيارهم لرئيس حكومة من صفوفهم على غرار الرئيس نجيب ميقاتي وليتحملوا بعضها نتائج فشل هذا الخيار، سياسياً، اقتصادياً، وامنياً.. فعودة الرئيس الحريري ليست منّة من قبل اي فريق.

وفي ما خص المبادرة ذات الطابع الرئاسي، تقول الاوساط نفسها، إنه بعيدا عن كونها والسابقة كرسائل واضحة الابعاد ثم التلميح بتعديل النظام القائم بهدف ممارسة ضغط على الرئىس الحريري لدفعه الى انتخابه، تعتبر الاوساط أن المكان الطبيعي لتعديل الدستور ومناقشة هكذا افكار، هو مجلس النواب، واذا ما كانت خطوة عون جدية، فما عليه سوى طرح افكاره من خلال تقدم نواب تكتله باقتراح قانون لهذه الغاية، لكن هل يضمن عندئذ الا يطرح فريق سياسي، رغبته باستحداث منصب نائب رئيس للجمهورية، وثم النقاش بصلاحياته ثم يأتي فريق سياسي اخر ليطالب ايضاً «بتعديلات طفيفة» على غرار ما طرح عون لكن في اتجاه آخر.. يتناسب مع حساباته..

وتعود الاوساط بالكلام الى ان البطريرك الراعي هو الشاهد الوحيد على كل مسار الحوار في هذا الموضوع، اذ اطلع الرئيس الحريري الذي يلتقي واياه على مخاطر الفراغ على كل تفاصيل الحوار مع التيار الوطني حيال الملف الرئاسي وانتخاب عون من قبل الرئىس الحريري الذي لن يعمد الى خطوة غير كاملة في هذا المجال، مشيرة الى انه لو كان الاتفاق المسيحي على اي من المرشحين المطروحة اسماؤهم او اي مرشح او طامح آخر، سيكون الحريري مؤيداً لانتخابه.. لكن الكرة ليست في ملعبه بل في ملعب عون، الذي يعتبر أن المرشح جعجع ليس توافقياً، اذ عليه هو ان يقدم على خطوات انفتاحية وحوارية مع سائر القوى من اجل ترجمة طرح ذاته توافقياً الى رئاسة الجمهورية.