Site icon IMLebanon

الراعي لـ«المستقبل»: خارطة الحريري ممتازة ويجب أن تُنفّذ

المشنوق يعاهد الشهداء الاستمرار في «ربط النزاع».. والرواتب تفتح أبواب التوافق على «السلسلة»

الراعي لـ«المستقبل»: خارطة الحريري ممتازة ويجب أن تُنفّذ

 

بينما لا تزال الدعوات التشريعية الممهورة بطابع الانتخابات الرئاسية خالية الوفاض في ظل التعطيل المستمر للنصاب وما يفرضه من تأجيل تلو التأجيل لجلسات انتخاب الرئيس حتى إشعار سياسي آخر وموعد تشريعي عاشر حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري في 12 آب المقبل، خصّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «المستقبل» بتعليق على المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في خطابه الأخير مؤكداً أنها «ممتازة جداً ويجب أن تُنفّذ»، وأضاف على هامش رعايته العشاء السنوي للمركز الكاثوليكي للإعلام الذي أقيم مساء أمس في كازينو لبنان لـ«المستقبل»: «مبادرة الرئيس الحريري قيّمة وتمثل خارطة طريق لإنجاز الانتخابات الرئاسية ويجب أن تحظى بالاهتمام السياسي والإعلامي الملائمين».

البطريرك الراعي ألقى كلمة وجدانية مؤثرة أمام المشاركين في عشاء المركز الكاثوليكي جدد فيها مخاطبة ضمائر النواب المعطلين لجلسة الانتخابات الرئاسية لافتاً انتباههم إلى أنهم يطعنون بسيف تعطيلهم كرامة لبنان واللبنانيين من خلال إبقائهم الجمهورية بلا رئيس، وأعرب في مقاربته الأوضاع الإقليمية عن الحزن والألم لما يتعرض له مسيحيو الموصل مبدياً تضامنه الكامل معهم ومع مسيحيي العراق وسوريا عموماً، مع تأكيد وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الذي يتعرض له.

الجلسة الرئاسية

وكانت مأسوية العدوان الإسرائيلي الإرهابي الهمجي على الشعب الفلسطيني في غزة والاعتداء الإرهابي الفتنوي على مسيحيي الموصل قد طغت على ما عداها أمس من المواقف على هامش الجلسة التاسعة للانتخابات الرئاسية في ساحة النجمة، حيث سُجلت وقفة نيابية تضامنية مع الشعب الفلسطيني بدعوة من كتلة «المستقبل» أمام مقر «اسكوا» سلّم في ختامها الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من نواب «المستقبل» الممثل المقيم في المقر مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الفلسطينيين. في حين دعا الرئيس بري المجلس النيابي إلى الانعقاد في جلسة عامة بعد غد السبت تضامناً مع غزة والموصل.

أما على مستوى المواقف من الاستحقاق الرئاسي، فقد جدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب الإعراب عن أسفه لاستمرار تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وانتقد «من يطرح التعديلات الدستورية في ظل الفراغ الرئاسي»، لافتاً إلى وجود «عاملين يساهمان في تعطيل الانتخابات الرئاسية، الأول داخلي متمثل بتكتل «التغيير والإصلاح» الذي يريد إيصال العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة بأي ثمن، بينما العامل الثاني خارجي متمثل بـ«حزب الله» وإيران وينتظر الحصول على سعر أفضل لبيع رئاسة الجمهورية اللبنانية على مذبح المصالح الإيرانية والإقليمية». بينما برز موقف للنائب روبير غانم على هامش الجلسة التاسعة للانتخابات الرئاسية وصف فيه مطالبة عون بانتخاب رئيس الجمهورية مباشرةً من الشعب بأنه طرح يجسد «انقلاباً شاملاً وتغييراً جذرياً يقضي على مبرر وجود لبنان».

الرواتب و«السلسلة»

أما على صعيد الملفات الحياتية المعلقة على جدار الأزمات المؤسساتية في زمن الشغور الرئاسي، فقد برزت أمس حلحلة في ملف دفع الرواتب لموظفي القطاع العام إثر اجتماع عقده الرئيس السنيورة مع وزيري المالية علي حسن خليل والصحة وائل أبو فاعور تم خلاله الاتفاق عشية انعقاد مجلس الوزراء على أن يتولى خليل تأمين هذه الرواتب وفق الأصول القانونية على قاعدة «تقليص الإنفاق غير الضروري من الاحتياط المتوفر في القانون 238 على الوزارات المختلفة وإعادة توزيعه لنقل ما يغطي كلفة رواتب الموظفين العاملين في الإدارات والمؤسسات العامة» بحسب ما أوضح وزير المالية في دردشة مع الإعلاميين.

عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف الذي شارك في الاجتماع الذي عقد مع خليل، وصفه بأنه كان «إيجابياً جداً»، وأوضح لـ«المستقبل» أنّ الاجتماع خلص إلى إيجاد الحلول القانونية اللازمة لدفع رواتب القطاع العام «بما يمنح وزير المالية فسحة زمنية تمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر لاستكمال عملية قطع الحساب للسنوات الماضية وقوننة الإنفاق الإضافي من العام 2005 حتى العام 2013»، مشدداً على أنّ ذلك من شأنه أن «يمهّد لإقرار الموازنة العامة واستقامة الأعمال المالية في البلد».

ورداً على سؤال، أكد يوسف أنّ الأسبوع المقبل سيشهد عقد اجتماعات لاستكمال البحث في مشروع سلسلة الرتب والرواتب، مشيراً إلى أنّ هذه الاجتماعات ستناقش السبل التي تتيح «توحيد أرقام السلسلة» بشكل يؤدي إلى وضع مشروع توافقي يؤمن إقرارها على قاعدة التوازن بين الإيرادات والتكاليف.

المشنوق

في الغضون، أطلق وزير الداخلية نهاد المشنوق جملة مواقف سياسية لافتة خلال الإفطار الذي أقامه مساء أمس في باحة الوزارة بحضور المسؤولين الأمنيين والإداريين وعدد من الشخصيات الاقتصادية والإعلامية. إذ نبّه المشنوق إلى أنّ لبنان يعيش حالياً «وسط حريقين كبيرين جداً، الأول هو انهيار الدولة السورية وسط حرب مفتوحة على شعب أعزل بشكل غير مسبوق يتفوّق على مشاهد الحرب العالمية الثانية، بينما يتمثل الحريق الثاني في ترنّح الدولة العراقية واحتمال سقوطها وانشطارها الى زواريب وأحياء ودويلات».

وإذ ذكّر بأنّ تشكيل الحكومة الحالية أتى «كمحاولة لحماية ما أمكن من لبنان على قاعدة ربط النزاع مع من نختلف معهم، ومحاربة الإرهاب من دون مواربة بصرف النظر عن المسؤوليات التفصيلية عن الإرهاب الذي يتسلل إلينا»، توجّه المشنوق إلى الشهداء «من الشهيد الأول رفيق الحريري إلى الشهيد الأخير محمد شطح» بالقول: «ما زلنا نقف عند ما نختلف عليه من السلاح غير الشرعي ودوره المرفوض في الداخل اللبناني خارج مواجهة العدو الإسرائيلي، الى مسألة القتال في سوريا، وصولاً إلى قناعتنا بأنه ليس هناك نظام بديل يحكم العيش الواحد بين اللبنانيين خارج اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب وأنتج ميثاقاً وطنياً وبات دستوراً للبنان»، مضيفاً: «هذه عناوين الخلاف الأساسي ولن نغيّر في موقفنا منها حرفاً واحداً، وما نسعى إليه في هذه اللحظة المعقدة الخطيرة وطنياً وإقليمياً هو تحمل المسؤولية الوطنية عبر تنظيم الخلاف بيننا كلبنانيين وكقوى سياسية منعاً لانهيار الوطن».