Site icon IMLebanon

الغارات الإسرائيلية على رفح عجزت عن حماية «جنود العدو من القتل والأسر»

الغارات الإسرائيلية على رفح عجزت عن حماية «جنود العدو من القتل والأسر»

قادة العدو مصابون بـ «هستيريا» إبداعات المقاومة وصواريخها وكمائنها وصمودها

جيش لا يرتكب الا المجازر ولا يفهم الا لغة القتل والذبح، والاجرام جيش «مصاصي الدماء» لا يقيم للاوزان العسكرية وللشرف العسكري اي معايير اخلاقية وانسانية. ان الجيش الاسرائيلي، الجيش الذي لا يعرف في قاموسه العسكري الا لغة القتل والاجرام والذبح «ومص الدماء» وقتل الاطفال بصواريخ بعيدة المدى، وهتك الاعراض باسلحة فيها كل انواع التقنيات العسكرية، لكنها لا تصنع نصرا ولا تحسم معركته ولا تغير المعادلات على الارض، ان هذا الجيش لا يملك لغة الشرف والاخلاق العسكرية والايمان لانه جيش من المرتزقة، ومن لا يملك الايمان بعدالة قضية هو جيش مهزوم، وهذا هو حال الجيش الاسرائيلي اما مقاومو غزة الذين لا يملكون الا الايمان بعدالة قضيتهم وبان ارض فلسطين هي ارض الاباء والاجداد ولا بد من تحريرها مهما بلغت التطمينات، وهذا هو سر تفوق المقاتل الفلسطيني واللبناني اللذين يملكان الصفات الانسانية والاخلاقية التي لا يملكها جيش العدو، وبالتالي فان الحرب في غزة في جانب منها هي حرب اخلاق بين مقاومين يتجنبون قصف المدنيين رغم كل المجازر ولا يستهدفون الا المنشآت العسكرية، وجيش لا يعرف الا قتل المدنيين العزل. وهذا الجيش الذي يملك هذه العقلية لن ينتصر مهما تلقى من دعم واسلحة وتقنيات. اسرائيل اليوم مهزومة وفي مأزق، وتستنجد بالعالم من اجل هدنة اذ يقف جيشها عاجزاً عن التقدم على الارض والهروب من المواجهة البرية، وفي المقابل مقاتلون يبتدعون كل اشكال النضال ضد جنود العدو ليوقعوهم في الأسر.

قادة اسرائيل يبلغون شعبهم ان غزة دمرت وتم القضاء على الانفاق، وما يكاد المتحدث الاسرائيلي ينتهي من بيانه، حتى تنفذ المقاومة عملية استثنائية تصيب اسرائيل بالذعر والشلل.

مقاومو غزة نفذوا امس عملية بطولية ضد جيش العدو في «رفح» بينما كان جنوده يفتشون عن الانفاق لتدميرها، فقد خرج لهم المقاتلون من تحت الرض وفجر مقاوم نفسه بجنود العدو الذين وقعوا في كمين محكم، فتم اسر الضابط هدار غولدن وفي الموقع نفسه الذي اسر فيه شاليط. وبالتالي اعترفت اسرائيل بأسر المقاتلين الفلسطينيين لجنديين اسرائيليين منذ بدء المعارك. وعلى الاثر جن جنون العدو الذي نفذ اكثر من 700 غارة على 60 منزلا سواها بالارض وارتكب مجزرة ادت الى استشهاد اكثر من 50 فلسطينياً وعشرات الجرحى.

مصادر طبية فلسطينية قالت إنه استشهد 50 فلسطينيا، وجرح أكثر من 200 في رفح، جراء الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل بعد إعلان الأخيرة انتهاء الهدنة.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية إن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة ادى الى استشهاد 25 فلسطينياً على الأقل، وسط مؤشرات على تداعي وقف إطلاق النار الذي بدأ في الثامنة صباح امس.

واتهمت إسرائيل حركة حماس وجماعات فلسطينية أخرى بانتهاك الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لكنها لم تقدم تفاصيل. بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مقاومين فتحوا النار على جنود إسرائيليين في منطقة رفح.

المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة قال إن العملية الإسرائيلية المستمرة منذ 26 يوماً على قطاع غزة، قد أوقعت حتى الآن 1490 شهيداً و8350 جريحاً.

فيما أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان أن أكثر من 5230 منزلاً، فيما طال التدمير الجزئي 30050 منزلاً وأكثر من 4374 وحدة سكنية لم تعد صالحة للسكن، إضافة إلى تدمير محطة الكهرباء الوحيدة في غزة وشبكات الكهرباء، الأمر الذي تسبب في إغراق كامل قطاع غزة بالظلام منذ أربعة أيام.

الى ذلك استشهد فلسطيني في مواجهات في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بين شبان فلسطينيين وجنود اسرائيليين اثر صلاة الجمعة كما اصيب 39 فلسطينيا بينهم 21 بالرصاص الحي، في مواجهات في كل انحاء الضفة الغربية جرت على اثرها مسيرات تضامنية مع قطاع غزة، بحسب مصادر امنية وطبية فلسطينية.

واستشهد الشاب تامر سمور(22 عاما) بعيار ناري في الصدر في المواجهات في طولكرم. واصيب 39 فلسطينيا في مواجهات اندلعت بعد صلاة الجمعة على حاجز قلنديا ومعبر عوفر في منطقة رام الله، وفي نعلين وسلفيت وكفر الديك وطولكرم شمال الضفة الغربية، وفي باب الزاوية في مدينة الخليل وعند معبر قبة راحيل في الخليل.

واعلنت «كتائب القسام» من جهتها، عن «قصف قوة اسرائيلية راجلة شرق حي الزيتون بخمسة قذائف هاون واصابتها بشكل مباشرة».

من جهة اخرى طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من حركة «حماس» إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي قامت بأسره في غزة». فيما أكد مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ان «الهدنة في غزة دامت لمدة 90 دقيقة فقط»، معتبرا ان «الفلسطينيين يعيشون حياة مأسوية بسبب نقض الهدنة». واعتبر فيلتمان، ان «عملية أسر الجندي الإسرائيلي في غزة ستؤدي الى تطورات خطرة»، موضحا ان «الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعا لإطلاق سراح الجندي لمحاولة تجنيب الفلسطينيين من الرد الإسرائيلي».فيما طالب كيري مساعدة عاجلة من قطر وتركيا للافراج عن الجندي الاسرائيلي المخطوف.

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن في بيان أن قواته المنتشرة جنوب قطاع غزة تبحث عن جندي فقد اثره، ويخشى أن يكون أسره مقاتلون فلسطينيون خلال مواجهات الجمعة. وكشف الجيش الاسرائيلي هوية الضابط الذي يعتقد انه اسر وهو ضابط صف عمره 23 عاما يدعى هدار غولدن من كفر سابا، شمال تل ابيب.

وقال البيان: «هناك مؤشرات اولية على قيام ارهابيين بخطف جندي»، واضاف أن القوات الاسرائيلية «تقوم الآن بجهود استخباراتية وعمليات بحث مكثفة لتحديد موقع الجندي المفقود». كما قتل جنديان اسرائيليان في جنوب قطاع غزة خلال عملية اسرائيلية ادت على الارجح الى وقوع ضابط اسرائيلي اسيرا في ايدي مقاتلين فلسطينيين، كما اعلن الجيش.

وأعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة انتهاء العمل بالتهدئة مع حماس في قطاع غزة. ورد الناطق باسم الجيش بيتر ليرنر بالايجاب على سؤال طرحه صحافيون ما اذا كانت التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ انتهت. وقال: «نعم، نواصل عملياتنا على الارض».

البيت الابيض اعتبر حركة حماس مسؤولة عن الانتهاك «الهمجي» لوقف اطلاق النار في غزة مستندا الى معلومات اسرائيلية تحدثت عن مقتل جنديين اسرائيليين واسر ضابط على الارجح.

من جهتها اتهمت حركة حماس وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة اسرائيل بأنها «خرقت التهدئة» الانسانية التي انهارت بعد ساعات على اعلانها، بعد مقتل اكثر من 35 فلسطينيا الجمعة في قصف اسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة. وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان صحفي «العدو يدعي كذباً أن المقاومة هي من خرقت التهدئة». واوضح البيان «نحن نؤكد أنه وعلى مدى الأيام العشرين الماضية لم يكن هناك تواجد لأي جندي صهيوني في المنطقة الشرقية لرفح، إلا أنه وبعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة فإن العدو بدأ بالتحرك في تلك المنطقة، وتوغل شرق رفح مسافة كيلومترين ونصف الكيلومتر».

واضافت «أمام هذا التقدم الصهيوني قام مجاهدونا بالاشتباك مع القوات المتوغلة وأوقعوا في صفوفهم عددا كبيرا من من القتلى والجرحى».

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في بيان صحافي ان «الاحتلال الاسرائيلي هو الذي خرق التهدئة والمقاومة الفلسطينية تعاملت وفق التفاهمات التي تعطيها حق الدفاع عن النفس». وتابع «العالم كله الان مطالب بالتدخل العاجل لوقف ما يجري من مجازر ضد اهلنا». وقال سامي ابو زهري وهو ايضا متحدث باسم حماس ان اسرائيل تتذرع بخطف الجندي «للتغطية على المجازر الوحشية». وقال في بيان صحافي «اعلان الاحتلال اسر احد جنوده هو محاولة للتضليل وتبرير تراجعه عن التهدئة والتغطية على المجازر الوحشية وخاصة في رفح».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن خمسة من جنوده قتلوا، مساء الخميس، على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة، لترتفع بذلك حصيلة خسائره منذ بدء الهجوم على القطاع إلى 61 قتيلا. وقال الجيش في بيان إنه «يؤكد أن خمسة جنود قتلوا مساء الخميس في سقوط قذيفة هاون عليهم بينما كانوا يقومون بمهامهم على الحدود مع قطاع غزة».

واستشهد ما لا يقل عن ثمانية فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، وأصيب 10 آخرون بجروح في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف، منزلهم في خان يونس جنوب قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، إنه «استشهد 8 مواطنين على الأقل من عائلة الفرا بعد إصابة منزل المواطن عبدالمالك الفرا بقصف عدواني بقذائف الدبابات، حيث استشهد صاحب المنزل وسبعة آخرون من العائلة نفسها، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة».

وأضاف أن «عشرة مصابين آخرين من العائلة نفسها نقلوا إلى مستشفيي غزة الأوروبي وناصر» بخان يونس.

وبمقتل أفراد هذه العائلة يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة إلى 1451 شهيدا على الأقل منذ بدء الحرب والعدوان» في الثامن من تموز، وفقا للقدرة.

وذكر شهود عيان أن منزل الفرا الواقع قرب مقبرة «الشهداء» في منطقة معن شرق خان يونس، تعرض لقصف مدفعي عنيف، مما أدى إلى دمار كبير في المنزل وأضرار في عدد من المنازل المجاورة وأضرار في عدد من المدافن.

الاتصالات السياسية

وامس اعلنت الرئاسة الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكل الوفد الفلسطيني الذي سيتوجه الى القاهرة لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف لاطلاق النار في غزة.

وجاء في بيان للرئاسة الفلسطينية نقلته وكالة الانباء الرسمية (وفا) ان «الرئيس عباس شكل الوفد الذي سيتوجه إلى القاهرة مهما كانت الظروف». وسيضم الوفد 12 ممثلا عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حماس التي تسيطر على قطاع غزة وعن حركة الجهاد الاسلامي.

كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التقى في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووزير خارجية قطر خالد العطية، وذلك مع استمرار الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في يومه الرابع والعشرين. وقال عريقات في اتصال هاتفي في رام الله عقب الاجتماع «التقيت معهما بصفتي مبعوثا من الرئيس محمود عباس لبحث وقف العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقف شلال الدم الفلسطيني بسبب المجازر الاسرائيلية المتواصلة». واكد ان «الطرف الفلسطيني مستعد للتعامل مع كل المبادرات التي تهدف الى وقف العدوان على شعبنا لكن اسرائيل هي التي تريد استمرار مجازرها ضد شعبنا»، مشددا على ان «الاساس في كل تحركات القيادة الفلسطينية هو وقف هذا العدوان وسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة». واذ وصف لقاءه ومشعل بانه «تشاوري بين القيادة الفلسطينية وقيادة حركة حماس حول الاوضاع في غزة»، لفت الى ان «وجهة نظرنا متطابقة مع الاشقاء في قطر لحقن الدم الفلسطيني». وفي اليوم الـ24 للهجوم الاسرائيلي على غزة، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين 1437 على الاقل لتتخطى عدد القتلى الذين سقطوا في عملية «الرصاص المصبوب» الاسرائيلية، وهي الاعنف على القطاع في نهاية العام 2008. من جهته، دعا مجلس الامن الدولي الخميس الى «وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار» في قطاع غزة، مطالبا ايضا بـ«هدنات انسانية» لاغاثة السكان.

وامس امتدت شرارة المواجهات الى مناطق الضفة الغربية حيث نزل الفلسطينيون بالمئات الي الشوارع تضامنا مع غزة واصطدموا مع جنود العدو ما ادى الى استشهاد مواطن فلسطيني وجرح العشرات.

على صعيد آخر، تظاهر آلاف الاردنيين، في مناطق مختلفة من المملكة مطالبين بالغاء معاهدة السلام مع اسرائيل تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم اسرائيلي اوقع زهاء 1500 ضحية وآلاف الجرحى.

وشارك حوالى 2500 شخص في تظاهرة نظمتها «الحركة الاسلامية» وانطلقت عقب صلاة الجمعة من امام المسجد الحسيني في وسط عمان، مطالبين بدعم حركة «حماس» والغاء معاهدة السلام الموقعة بين الاردن واسرائيل عام 1994». وحمل هؤلاء اعلاما فلسطينية واردنية الى جانب لافتات كتب فيها «الاردن يدعم المقاومة» و«لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة» و«ليطرد سفير الارهاب الاسرائيلي»، فيما احرق مشاركون علم اسرائيل.