قناعة خارجية بصعوبة إجراء الانتخابات في موعدها
الفاتيكان يطلب مساعدة أوباما لمنع الفراغ الرئاسي
تتضارب المعلومات الآتية من الخارج حول مآل الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بين تأكيد ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيتم ضمن المهلة الدستورية، وبين من يعكس صورة سوداوية عبر تأكيده أن الفراغ قدر محتوم لا مفر منه وسيمتد لفترة من الوقت، في حين ان الحراك الداخلي يحاول إحداث خرق في ملف الاستحقاق يؤمّن أحد توجهين: إما انتخاب ضمن المهلة، وإما فراغ محدود الأجل وقصير جدا يدفع الجميع نحو خيار التوافق.
من هنا يمكن وضع عودة السفير السعودي علي عواض عسيري الى لبنان في خانة العمل الوقائي السعودي الذي يحمل تفسيرين واقعيين: الاول، ان هذه العودة في هذا التوقيت هي لتسهيل عملية التواصل حول ملف الاستحقاق، بحيث يعمل على ترجمة ما يتم التوصل اليه إقليميا ودوليا مع السعودية بسرعة بأوسع مروحة اتصالات ولقاءات، وبالتالي هي عودة للدفع باتجاه الاستحقاق. والتفسير الثاني، هو ان هذه العودة هي لتأكيد وقوف السعودية إلى جانب لبنان في حال عدم إتمام الاستحقاق في موعده، لمنع تأثير ذلك على المسار الايجابي الذي انطلق مع تشكيل الحكومة، وضمان الاستقرار وإسقاط الحظر على قدوم السعوديين الى لبنان».
أما في إيران فإن المعطيات تشير الى ان الاتجاه هو لتوقيع الاتفاق بين ايران والغرب حول الملف النووي الايراني خلال شهرين، وهذا سينعكس إيجاباً في مقاربة الملفات الاخرى في المنطقة، ومن ضمنها لبنان. فالموقف الايراني المعلن من الملف الرئاسي اللبناني هو التوافق اللبناني اللبناني، وهم يلتقون مع القناعة الروسية بأن «اللبنانيين ينتظرون حتى نهاية الحافّة وقبل السقوط ينقذون أنفسهم، وكذلك في الاستحقاق الرئاسي فهم ينتظرون ربع الساعة الاخير».
أما في العواصم الدولية فتكثر المداولات السرية حول قضايا المنطقة، حيث تشدّد دول القرار على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري في لبنان، لكن عند استعراضهم للمعطيات في بيروت وبعض العواصم العربية يسود التشاؤم لدى تلك الدول من إمكانية حصولها في موعدها.
وفي الفاتيكان يصرّ الكرسي الرسولي على إجراء الانتخابات قبل 25 ايار، من دون أن يناقش الأسماء المتداولة. «فالفاتيكان لم يتدخل تاريخيا في تعزيز حظوظ شخص على آخر، واعتمد سياسة تقوم على عدم استقبال أي من المرشحين للرئاسة عند اقتراب الموعد الدستوري للانتخاب، حتى انه يحجم عن لقاء الرئيس الحالي، لان المهم لديه منع الفراغ».
يعلن الفاتيكان مواقف محددة تنطلق من المسار الدستوري للاستحقاق الرئاسي لكنه لا يتحرك مباشرة، وغالبا ما يطلب من الدول المؤثرة العمل والمساعدة على إتمام الاستحقاقات، وهو بالفعل طلب على أرفع مستوى من الرئيس الاميركي باراك أوباما عندما زار البابا فرنسيس بأن تعمل الادارة الاميركية على تسهيل حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهذا كان أحد بنود المحادثات مع أوباما.
ومع تشديد الفاتيكان على حصول الانتخابات في مواعيدها، يهمه ان يصل الى سدة الرئاسة شخص يسهل الأمور في لبنان ويكون على تواصل مع الجميع ومتوافق عليه، ويهمه ايضا ان يستطيع لبنان تقطيع المرحلة الصعبة التي تحيط به بأقل الخسائر، من خلال رئيس للجمهورية يؤمن التواصل مع الجميع، فالمسؤولون في الفاتيكان يركزون على التواصل بين جميع اللبنانيين بلا استثناء، والحفاظ على صيغة العيش المشترك بكل معانيها الحضارية والرسالية على صعيد لبنان والعالم.