Site icon IMLebanon

الفيصل… هل دعا ظريف؟

تصريح الامير سعود الفيصل عن توجيه الدعوة الى وزير الخارجية الايراني وعن استعداد السعودية للتفاوض مع ايران، اثار زوبعة من التأويلات لأنه تزامن مع تطورات لافتة. فقد جاء عشية بدء المفاوضات النووية الايرانية في فيينا ومع وصول تشاك هيغل الى الرياض لعقد اجتماع مع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي تتصل بالمسائل الامنية في المنطقة على خلفية الاتفاق المتوقع مع ايران.
سارع البعض الى اعطاء هذا التصريح ابعاداً لا يحتملها في الواقع، اما إيجابياً على خلفية المؤشرات المشجعة في الشهرين الماضيين والمتصلة باللقاء بين السفير السعودي في طهران عبد الرحمن الشهري وهاشمي رفسنجاني، الذي حمّله رسالة الى خادم الحرمين الشريفين، وإما سلبياً من خلال تعمّد تصويرالدعوة والاستعداد للتفاوض وكأنهما تسليم او رضوخ استباقي امام الاندفاعة الاقليمية الايرانية.
وفي هذا السياق، يتوقف هؤلاء في سوريا عند تحسّن وضع بشار الاسد الذي يذهب الى الانتخابات ويعود الى حمص، وفي العراق عند إمكان بقاء نوري المالكي في رئاسة الحكومة، وفي لبنان حيث ترتبط عملية انتخاب رئيس جديد بمواقف حلفاء ايران، التي ترى ان حدودها باتت على الشواطىء اللبنانية، وفي اليمن حيث تقوى شوكة الحوثيين، وفي فيينا حيث يمكن توقيع اتفاق نهائي مع مجموعة 5+1، وفي واشنطن حيث يترامى باراك اوباما على مصالحة طهران!
لكن القراءة المدققة في تصريح الفيصل تؤكد انه كان يشير الى الدعوة السابقة، التي وجهتها الرياض نهاية العام الماضي الى محمد جواد ظريف، عندما كان يقوم بجولة خليجية حملته الى عمان والكويت وقطر ودولة الامارات، في اطار السعي لترجمة سياسة الانفتاح التي كان قد تحدث عنها حسن روحاني، ويومذاك لم يذهب ظريف الى الرياض لأسباب بروتوكولية.
زميلنا عبد الرحمن الراشد استطلع الأمر من وزارة الخارجية في الرياض، فابلغته ان كلام الفيصل كان مجرد جواب عن سؤال وان الدعوة ليست جديدة، فقد سأل مراسل “رويترز” الفيصل: “هل تخطط لدعوة وزير الخارجية الايراني لزيارة المملكة ومناقشة الاوضاع”؟
وكان الجواب: “كانت هناك محادثات عن الرغبة في إعادة احياء التواصل بين بلدينا والتي عبّر عنها مسؤولون ايرانيون… وقمنا بتوجيه الدعوة الى وزير الخارجية لزيارة المملكة، لكن هذه الزيارة لم تصبح حقيقية ولم يقم بزيارة المملكة حتى الآن، لكننا نرحّب بزيارته متى يشاء، فايران جارة وسنتفاوض معها بأمل اجتياز الخلافات إن وجدت، ونأمل في أن تصبح جزءا من الجهود لازدهار المنطقة وفي ألا تكون جزءا من عدم استقرارها “!
فهل هذا يعني ان لا جديد في الدعوة القديمة؟