Site icon IMLebanon

اللبنانيون يقطعون رأس الفتنة

سلام يدعو إلى الثقة بإدارة الحكومة لملف تحرير العسكريين «بعيداً من المزايدات»

اللبنانيون يقطعون رأس الفتنة

 

مرة جديدة نجا لبنان واللبنانيون من «قطوع» كاد أن يفتح باب الفتنة على مصراعيه وسط حالات الغضب التي نجمت عن استشهاد الجندي عباس مدلج على يد المسلحين الإرهابيين، لولا تضافر جهود حكومية وحزبية وشعبية قطعت رأس الفتنة وأعادت الأمور إلى نصابها، وبلغ التضامن الوطني أوجه مع قطع أهالي القلمون الطريق المؤدية إلى طرابلس وإقامة مجلس عزاء بالشهيد مدلج.

وتوزعت الأدوار طيلة يوم أمس وليل أول من أمس، إثر أنباء عن خطف مواطنَين بقاعيَّين هما حسين حسن الفليطي (عرسال) وعبدالله البريدي (بعلبك)، فأجريت اتصالات متسارعة بين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي وجّه أمس كلمة الى اللبنانيين، وقيادة الجيش وقيادة «حزب الله»، كما فتحت خطوط مماثلة بين وزير الداخلية نهاد المشنوق وبين المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والأمن في الحزب وفيق صفا، وكذلك مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام أدت إلى تطويق التداعيات ووعود لمخابرات الجيش بالإفراج عن الفليطي والبريدي ليل أمس.

ولم تتردّد عائلة الشهيد مدلج نفسها في القيام بالدور المطلوب لوأد الفتنة ولتتكامل جهودها مع الجهود الرسمية والأمنية، فدعت إلى «ضبط النفس والهدوء»، معتبرة استشهاد عباس «جريمة بحق اللبنانيين سنّة وشيعة ومسيحيين ودروزاً». فيما أكد والد الشهيد أن «علي السيّد وعباس مدلج شهيدان لكل لبنان ومستعدون أنا وأبنائي أن نكون في صفوف الجيش لنخدم مكان الشهيد عباس».

هذه المشهدية الوطنية التي حَمَت لبنان من «شرّ مستطير» كما قال الوزير المشنوق لـ«المستقبل»، واصفاً ما جرى بالقول «الله سَتَرْ»، اعتبرها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «أفضل ردّ على الإرهاب»، مضيفاً لـ«المستقبل» أن الخاطفين «وزّعوا جثث الجنود الشهداء على الطوائف، بينما رد أهل المخطوفين بأرقى خطاب سياسي وطني على لسان والدي الشهيدين عباس مدلج وعلي السيد، وكذلك والدي المخطوفين الحاج حسن وجعجع. فيما أقام أهالي القلمون مجلس عزاء عن روح الشهيد مدلج». أما وزير العدل أشرف ريفي فقال لـ«المستقبل» إن الأمور «كادت أن تخرج عن السيطرة في الساعات الماضية لكن حكمة الجميع حالت دون ذلك لأن أحداً لا يريد الفتنة، وأن كلاً من القوى السياسية لعب الدور المطلوب في بيئته وتجاوزنا القطوع».

اجتماع المصيطبة

هذه التطورات استدعت اجتماعاً طارئاً لخلية الأزمة الوزارية المولجة بمتابعة أزمة خطف العسكريين في دارة الرئيس سلام في المصيطبة، بحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل سمير مقبل والمشنوق وريفي وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير. وغاب عن الاجتماع وزيرا المال والخارجية علي حسن خليل وجبران باسيل بداعي السفر.

وأوضحت مصادر وزارية شاركت في الاجتماع أنه أحاط بما آلت إليه الاتصالات مع الجانب القطري حول تحرير العسكريين التي يقودها الرئيس سلام، وبنتائج الاتصالات مع أهالي المخطوفين وكذلك مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي. كما جرى عرض نتائج الجهود التي بذلت لتحرير المواطنَين البقاعيَّين المخطوفَين والتي سجّلت تقدماً من جانب مديرية المخابرات في الجيش قد يقود إلى الإفراج عنهما ليل أمس.

سلام

وفي كلمة وجّهها إلى اللبنانيين مساء قال الرئيس سلام إن خاطفي العسكريين «همجيون لا دين لهم، ولا يفهمون إلا لغة الذبح لاعتقادهم بأنها ستوصلهم الى تحقيق مآربهم»، أضاف: «إنهم يفاوضوننا بالدم».

وإذ نبّه إلى أن المعركة طويلة و«يجب ألا تكون لدينا أية أوهام في أنها ستنتهي سريعاً»، دعا إلى «الثقة بالحكومة وبإدارتها لهذا الملف بعيداً من المزايدات، وإلى الالتفاف الكامل حول الجيش والقوى الأمنية التي تحظى بتغطية سياسية كاملة في عملها الرامي إلى التصدّي للإرهاب وحفظ أمن لبنان واستقراره».

جنبلاط

من جهته أطلق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط سلسلة مواقف أمس خلال جولة قام بها في منطقة سوق الغرب، حيث أكد أنه «مع التفاوض عبر الدول (في ملف تحرير العسكريين) ولكن ليس مع المقايضة المباشرة»، كما أيّد الإسراع في محاكمة المسجونين «منذ أكثر من عشر سنوات». 

وإذ أكد «الدفاع عن الجيش في هذه المعركة الهائلة»، نقل عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي التقاه الأسبوع الفائت قوله: «عجّلوا بالتسوية في لبنان وانتخبوا رئيساً.. لأن أمن لبنان ورئاسة لبنان والانتخابات النيابية في لبنان تهمّنا أكثر من أي وقت مضى». وتمنّى جنبلاط للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي» التوفيق لأنه يقوم بكل مسعى خير من أجل خميرة الشرق، خميرة العرب الذين هم مسيحيو الشرق».