لفت الانتباه وأثار الإهتمام في الأيام الماضية مجيء نائب وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان الى بيروت، خصوصاً بعد التصريح الخطير الذي صدر عن آية الله خامنئي الذي دعا فيه الى إزالة إسرائيل من الوجود.
وقد أعقب هذا المجيء اتصال أمين عام «حزب الله» سماحة السيّد حسن نصرالله بخالد مشعل القيادي في «حماس» وإبلاغه، رسمياً، الإستعداد لتقديم الدعم لـ»حماس».
نعلم أنّ القرار بتدخل «حزب الله» لنصرة غزة غير نابع من الحزب إنـما من إيران… وهذه حقيقة لم نكن في حاجة الى توافق زيارة المسؤول الإيراني الى لبنان باتصال الأمين العام بمشعل لكي نتأكد منها، إلاّ أننا لا نفهم كيف أنّ مرشد الجمهورية الإسلامية الذي يدعو الى إزالة إسرائيل يرسل نائب وزير خارجيته في مهمة يبدو أنّ ما يغلب عليها هو طابع التهدئة… وأنّ اتصال الأمين العام بمشعل ليس أكثر من ذر للرماد في العيون ورفع للعتب.
ومع أنّ الزيارة لم تتّضح معالمها بعد، يُحكى أنّ جوهرها كان الوساطة في مجال رئاسة الجمهورية اللبنانية… وإن كانت توافقت مع التطوّرات العدوانية على شعب غزة.
في أي حال، هذه الزيارة ليست أكثر من بالون اختبار ومن السابق لأوانه توقّع نتائج حاسمة لها أو حتى الحكم عليها بدقّة نهائية.
وهناك حيرة من هذه المواقف الإيرانية التي لا يزال الغموض يحوطها… ولقد درجت طهران في الآونة الأخيرة على اعتماد هكذا أسلوب في معظم مواقفها، فهي، على سبيل المثال وفي موضوع الملف النووي بالذات، ترخي وتشد… حتى إذا ضاق الخناق عليها أرخت، وإذا أرخى الغرب الضغط على عنقها فحلحل حبل العقوبات تشدّدت…
وهكذا دواليك.
وفي هذه المرحلة بالذات تجد إيران ذاتها مُحرجة جداً ازاء غزة فهي التي سرقت علم فلسطين منذ مطلع عهد الخميني… وها هي غزة تدمّر عن بكرة أبيها وإيران تقف متفرّجة، فأقلّه اللجوء الى الاسلوب الذي لا يقدّم ولا يؤخر، أسلوب الكلام، والذي أتحفنا، أمس بالذات، أحد أبرز قياديّي حرسها الثوري بالكثير منه، فقد توجّه قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الى أهالي غزة بوعود وعهود لو صدق ربعها لكان علينا أن نأمل اليوم، وليس غداً، بزوال إسرائيل عن الخريطة.