منذ زمن بعيد ونحن نقول إنّ مجيء آية الله الخميني بالشكل الذي جاء به الى إيران هو مدار ريبة وتساؤل… إذ هناك علامات إستفهام كبيرة تُرسم حول الهدف من عودته.
إبتداءً من الحرب التي شنتها إيران على العراق واستمرت 8 سنوات، طبعاً هم يتهمون صدّام بأنّه كان البادئ في قرار الحرب، ولكن الحقيقة أنّ الخميني كان أذكى من صدّام… والسبب الحقيقي للحرب هو أن يلمّ الخميني الإيرانيين جميعاً حوله، وقد كانوا منقسمين بين مؤيّد له ومؤيّد للشاه محمد رضا بهلوي… وفعلاً… بإعلان الحرب إلتفّ الشعب الإيراني حول قيادة الخميني.
والسبب الثاني هو أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تخططان لفتنةٍ سنّية – شيعية، وهذه لا تحدث إلاّ إذا وجدت مرجعية كبرى تنفخ في نيرانها… ولـمّا كان متعذّراً إيجاد شخصية سنّية تقوم بهذه المهمّة، مال الإتجاه الى إيران، فجيء بالخميني لينفذ هذه الفتنة.
فبفضل آية الله الخميني صار «حزب الله» حزباً غب الطلب… بينما كان دوره أن يحرّر الأرض… فتحوّل الهدف الى احتلال بيروت، وإلى محاربة السنّة في المنطقة…
ولم يكفِهِ تورّطه في الأمور الداخلية اللبنانية واستخدامه مشروع الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنّة… ليس فقط في لبنان بل كلفوه مهمّة في سوريا تحت ذريعة الدفاع عن مقام الست زينب… وسرعان ما أصبح في القُصير وفي القلمون وفي حمص وفي كسب (…) والآن يتهيّأ الحزب لإيفاد ميليشياته الى العراق للمشاركة في الفتنة الكبرى الى جانب الجيش العراقي الذي يقوده قاسم سليماني.
والفضيحة الكبرى أنّهم منذ 12 سنة وهم ينكّلون بأهل السنّة في العراق… وعندما انتفض أهل السنّة لم يحكّم الشيعة العقل بل حكّموا العصبيّة… وأفضل مثال على ذلك صورة الشيخ المعمّم الذي حمل القرآن الكريم ومرّر المقاتلين من الميليشيات الشيعية تحته.
هذا تخلّف… هذا عيب… ولو كانت هناك دولة في العراق لجرت محاكمة أصحاب هذه التصرّفات الفتنوية.
إنّ إيران لم تستطع ولن تستطيع أن تسيطر على العراق… والغريب أنّ طهران لم تسأل نفسها عن أسباب الاضطرابات الهائلة منذ تولي نوري المالكي الحكم.
ألَيْس أنّ هناك مشكلة أساسية وأنّ العراق لا يمكن أن يُحكم بهذه العقلية؟!.
في تقديرنا أنّ الحل الحقيقي في العراق هو أن تعترف إيران بأنّ المشروع الذي تنفذه في العراق هو مشروع فاشل وغير قابل للتحقيق حتى وإن كان العالم العربي في ظروف غير طبيعية (مصر – سوريا – العراق…) فهذا لا يعني أنّ تلك الدول إنتهت.
إنّ مشكلة الولي الفقيه أنّه لا يعرف الحساب… لا يعرف أنّ عدد أهل السنّة مليار و350 مليوناً مقابل 150 مليون شيعي! وهذا الرقم في حد ذاته يكفي لأن يتعظ به جماعة ولاية الفقيه ليدركوا انّ الله حق… لو كانوا يعقلون!