تستضيف ايطاليا غدا الثلثاء المؤتمر الدولي المخصص لدعم الجيش اللبناني الذي يضم وزراء الخارجية والدفاع لـ45 دولة بهدف “اظهار الدعم السياسي الدولي للجيش اللبناني بوصفه اداة لتأمين الاستقرار في المنطقة”، وفق ما اعلنت وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغربيني التي زارت لبنان اخيرا من اجل وضع اللمسات الاخيرة على المؤتمر وانجاح بنوده. ويشكل هذا المؤتمر من حيث المبدأ استكمالا لورقة مفاهيم اجتماع “مجموعة الدعم الدولية للبنان” التي انطلقت في نيويورك بحضور الرئيس ميشال سليمان على وقع تأثير الازمة السورية اكثر فاكثر على لبنان وامنه وابراز الاهتمام الدولي لمساعدة لبنان للتعامل مع التحديات التي تفرضها عليه انعكاسات الازمة السورية. وهي كانت اقرت دعم لبنان في ثلاثة مجالات هي الدعم الفوري للاجئين والمجموعات الاجتماعية المضيفة لهم في لبنان بما في ذلك عبر خطة استجابة اقليمية وثانيا بالدعم المالي للحكومة اللبنانية وفقا للمطلوب نتيجة لهذه الازمة وثالثا تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية تجاوبا مع خطتها لتطوير قدراتها اضافة الى المطلوب في سياق الحوار الاستراتيجي مع القوة الموقتة للامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان.
وفيما يشكّل المؤتمر الداعم للجيش اللبناني في ايطاليا منصة اضافية تؤشر لالتزام المجتمع الدولي الموحد والمتواصل استقرار لبنان ودعم مؤسساته، فانه يكتسب، وفق مصادر معنية، اهمية مضاعفة في هذا التوقيت الذي يصادف، ولو ان الموعد مقرر منذ اشهر، الشغور في موقع الرئاسة الاولى بحيث قد يكون المؤتمر مناسبة لتوجيه رسائل دولية ملحة وضاغطة في هذا الاتجاه والتمسك بضرورة المحافظة على المؤسسات اللبنانية علما ان ثمة خشية لا تخفيها المصادر المعنية من طغيان التطورات العراقية وتداعياتها الاقليمية الخطيرة على المنطقة والخطوات الدولية المرتقبة على اجواء المؤتمر على غرار ما طغت اجواء ضم روسيا القرم وازمة اوكرانيا على المؤتمر الثاني الذي انعقد في اطار اجتماعات مجموعة الدعم الدولية في باريس في آذار الماضي.
وفيما لبنان لا يحتل اي اولوية في سلم الاهتمامات الخارجية فان الجانب الآخر المهم في توقيت الحدث الراهن يرتبط بالعامل الذي يعيد لبنان الى بعض واجهة الاهتمام الدولي من خلال دعم الجيش على خلفية التطورات التي تزداد خطورتها في المنطقة بحيث تضغط اكثر في اتجاه السعي الى توفير الحماية للبنان قدر الامكان والاسراع في ذلك، علما ان هناك تحضيرات سبقت الموعد المحدد للمؤتمر. فكان هناك مؤتمر تقني تمهيدي لرؤساء الاركان في الدول المعنية في ايار الماضي من اجل درس الحاجات الملحة للجيش، وفق الخطة التي كان وضعها اضافة الى اتصالات ولقاءات ذات صلة في كل من العواصم المعنية بهذا الملف على خلفية الهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار من الاسلحة والعتاد الفرنسيين، وسعى الرئيس سليمان خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاشهر الاخيرة الى ان تشمل الهبة سلاحا نوعيا يحتاج اليه الجيش بشدة وفي مقدمه صواريخ للمروحيات جنبا الى جنب السعي الى الحصول على اسعار تشجيعية لهذه الاسلحة.
في المؤتمر الذي تستضيفه ايطاليا غدا، ثمة توقعات متفائلة باستعدادات ابدتها ايطاليا لتقديم اسلحة متوسطة للجيش وتدريب ضباطه اضافة الى اقامة مركز تدريب للجيش في الجنوب في منطقة عمليات القوة الدولية وبان تستكمل الهبة السعودية بما يحتاج اليه الجيش اللبناني في خطته التي اقرها مجلس الوزراء اللبناني في ايلول 2012 تحت عنوان خطة خمسية لدعم المؤسسة العسكرية ورصدت لها اعتمادات مالية بنحو مليار و600 مليون دولار في حين ان الخطة تحتاج الى 6 مليارات دولار تقريبا.
في المقابل يرسم البعض علامات استفهام اذا كان نجاح مؤتمر دعم الجيش اللبناني، سيشكل مؤشرا يمكن ترجمته سياسيا في انتخابات رئاسة الجمهورية متى حصلت.