Site icon IMLebanon

«المستقبل»: السعودية حريصة على أمن لبنان واستقراره

يعيش لبنان مرحلة هي الأصعب في تاريخه في سياق مواجهته للارهاب والتكفيريين والأصوليين وحماية البلد مما يحيط به من مخاطر محدقة من كل حدب وصوب ولا سيما في ضوء ما يجري في عرسال من مخطط جهنمي لضرب البلد وإحداث حالات بلبلة في معظم مناطقه في محاولة لنقل نموذج الارهابيين من العراق وسوريا الى لبنان، الأمر الذي أحبطه الجيش اللبناني عبر تصدّيه البطولي لتلك الحالات الداعشية والتكفيرية والآتية من كواكب لم يسبق لنا أن شاهدناها والغريبة عن صيغة التعايش والتنوع والتعددية ضمن المجتمع اللبناني الذي لم تهزّه حروب الآخرين على أرضه وما حيك له من مؤامرات عبر أنظمة صدامية وقذافية وبعثية وأبو عمارية ومن سائر الأبوات ممن مرّوا على هذا البلد تاركين بصماتهم القذرة.

من هنا، سُجّلت في الساعات الماضية سلسلة محطات تُبقي الأمل قائما تقول مصادر في تيار المستقبل في دعم لبنان وعدم التخلي عنه لا سيما ما أعلنه الرئيس سعد الحريري من جدّة عن مكرمة المليار دولار التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش وما سبقها من دعم سخيّ قُدّر بثلاثة مليارات دولار، وذلك دليل، وفق المصادر، على حرص المملكة العربية السعودية على أمن لبنان واستقراره والتصدّي للارهاب الذي تحاربه وتكافحه المملكة، وما تبدّى عبر المواقف الأخيرة للملك عبدالله بن عبد العزيز والتي تركت أثراً طيّباً وذا أهمية داخل المجتمع الدولي لما تضمّنته من إشارات واضحة لاستئصال الارهاب ولإرساء السلام والاستقرار في المنطقة وايضاً التواصل والتلاقي بين مختلف الطوائف والمذاهب عبر مؤتمر الأديان الذي دعا اليه العاهل السعودي وايضاًَ لومه للمجتمع الدولي عبر تغاضيه عن الغطرسة الاسرائيلية المتمادية من خلال الجرائم الوحشية التي تُرتكب ضد الفلسطينيين في غزة وفلسطين.

وفي سياق متّصل، ترى المصادر المستقبل ان مبادرة الملك عبدالله تحمل دلالات كثيرة في هذه المرحلة بداية حرص الرياض على استقرار لبنان وسلامته، تاليا الدعم المخصّص للجيش اللبناني يؤكد بما لا يقبل الجدل ان المملكة لا تدعم هذا الطرف على حساب ذاك او هذه الجهة على حساب تلك بل الى الدولة اللبنانية ومؤسساتها وفي طليعتها المؤسسة العسكرية نظراً الى الدور المتقدّم الذي تقوم به في تصدّيها للارهاب، اضافة الى ان اعلان الحريري عن هذه المكرمة بعد لقائه الملك السعودي وما سبق ذلك من وقوفه الى جانب خادم الحرمين الشريفين والأمراء والقيادة السعودية في مناسبة عيد الفطر السعيد ومناسبات اخرى، فذلك لدليل تضيف المصادر على موقعه وتقديره كزعيم سني اول في لبنان ورجل وطني وما يُمثّل من خط اعتدال سياسي، وتلك اشارات واضحة لا تحتاج الى قراءة في ظل التقدير الذي تكنّه المملكة لزعيم تيار المستقبل على غرار والده الراحل الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ولفتت المصادر في المستقبل الى ان الدعم السعودي للجيش واستنكار العاهل السعودي للاعتداءات الارهابية التي تطاوله وحرصه على المؤسسة العسكرية، فذلك يُرسي حالة توافق سياسي في لبنان وتحديداً على المستويين السنّي والشيعي وتنفيس خانة الاحتقان بين الطرفين الى سلسلة محطات بدأت منذ استشهاد الحريري، فتلك المواقف السياسية الاعتدالية من المملكة الى الرئيس الحريري لها آثارها الايجابية جداً في ظل ما يشهده لبنان والمنطقة من احداث وتحوّلات مريبة.