Site icon IMLebanon

«المستقبل»: السعوديّة أكثر الدول مُعاناة من الإرهاب

تعيش الساحة الداخلية على وقع الحربين العراقية والسورية، ولبنان مجدداً صندوق بريد لتلقف الرسائل الإقليمية وحالة الرعب هي الطاغية في معظم المناطق اللبنانية، لكن اللافت في سياق ما يجري في العراق ويحصل في الداخل اللبناني من تفجيرات وفلتان أمني وأجواء ترقب وقلق وخوف، ما يتمثّل بعودة نغمة الحملات السياسية على المملكة العربية السعودية على خلفيات كثيرة، على حد قول مصادر في تيار المستقبل وتحديداً ما يحدث في العراق، دون أن يدري هؤلاء ممن يقومون بتلك الحملات بأن السعودية أكثر دول العالم تعرضاً للإرهاب وفي الوقت عينه اكثرها مكافحة له، وكم من بيانات صدرت عن مجلس الوزراء السعودي تدين وتنبذ الإرهاب بكل أشكاله، حتى هنالك قرارات اتخذت تقضي باجراءات صارمة وقاسية بحق كل من يقاتل خارج المملكة.

واشارت المصادر الى ان الرياض هي من رموز محور الاعتدال ومن يسعى الى العمل على اجتثاث الإرهاب ولأي جهة انتمى، لأن ذلك لا يمت للدين الاسلامي الحنيف بأي صلة وتلك من ثوابت ومسلمات المملكة، وهذه الحملات تركت استياء لدى المراجع المعنية خصوصاً ان السعودية اقدمت على سلسلة خطوات في الآونة الأخيرة شكلت دعماً غير مسبوق للبنان بدءاً من المكرمة السخية المخصصة للجيش اللبناني والتي تعتبر أبرز دعم يقدم للمؤسسة العسكرية، حيث منحت لمؤسسة ضامنة للاستقرار والأمن وراعية للسلم الأهلي وليس لطرف سياسي أو حزبي، تالياً الزيارة التي قام بها رئىس الحكومة تمام سلام الى جدّة والتي حظيت بدعم والتفاتة ملكية تنم عن محبة الرياض للبنان ولأبنائه كافة، الى ما جرى من مؤتمرات اقتصادية سعودية ـ لبنانية من جدة الى بيروت، وهذا أيضاً يشكّل دلالة مهمّة في سياق حرص المملكة على دعمه ومساعدته. واليوم تشكّل زيارة وفد سعودي من اعلاميين وسيدات من المملكة للبنان، تضيف المصادر، علامة فارقة في خضم ما يعيشه البلد من هرج ومرج وانفجارات وانقسامات، وان يأتي وفد بهذا الحجم إنما القصد منه التأكيد على الروابط التاريخية ما بين لبنان والمملكة واشارة بارزة لدعم موسم السياحة والاصطياف في كل المناطق اللبنانية على حد سواء.

ولفتت المصادر في المستقبل الى ان جولات سفير السعودية علي عواض عسيري على كافة القيادات والأطياف السياسية والروحية، هي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز من اجل تقريب المسافات بين اللبنانيين وحضّهم على انتخاب رئيس عتيد للجمهورية، في حين بات القاصي والداني يدرك ان المملكة لا تدعم اي مرشح ولن تتدخل في هذا الاستحقاق لا من قريب ولا من بعيد. واستغربت المصادر نفسها هذه الحملات على المملكة حيث يعتبر البعض ويُخيّل لهم أنها تدعم هذه الجهة او تلك في سياق ما يحصل بين سوريا والعراق، بينما مواقفها واضحة وثابتة في ادانة الارهاب وحضّ الجميع على وقف العنف والقتل والاجرام وايجاد حلول سلمية بعدما سبق وحذّرت منه في سوريا جرّاء ممارسات النظام وما آلت اليه الاوضاع اليوم من قتل ودمار وخراب وتهجير، اضافة الى الدور الذي اضطلع به نوري المالكي وما اوصل به العراق من تفتيت وحروب، وبالتالي ترى المصادر ان موقع المملكة الاقليمي والدولي ليس بحاجة الى شهادة وتنويه وان لم يع هؤلاء الذين يهاجمون الرياض ذلك، فبالأمس القريب كانت قمة الطائرة الملكية في القاهرة بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئىس المصري عبد الفتاح السيسي، الى زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى جدة والتواصل القائم يومياً بين قيادات المملكة وعواصم القرار، مما يؤكد على موقعها ودورها الحاضن للاعتدال وفي الوقت عينه لمكافحة الإرهاب.