تكثر التحليلات والاخبار والحديث عن المستجدات العراقية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية ، وقد عمدت مختلف القوى الامنية في لبنان الى اخذ اجراءات اضافية تحسبا لأي اعمال اجرامية يقوم بها التكفيريون ضد المدنيين والابرياء في لبنان ، كما ان مختلف القوى السياسية بما فيها «تيار المستقبل» ابلغوا القوى الرئيسية في 8 اذار ان تيار المستقبل لا يعنيه كل ما يعلن عن افعال المجموعات التكفيرية من «داعش» وغير «داعش» وهو كتيار الى جانب ضرب كل هذه المجموعات، مجددا دعوته لحزب الله للانسحاب من العمليات العسكرية في سوريا وليدع الجميع وشأنهم.
وفي شان الفراغ الرئاسي ، فإن «تيار المستقبل» وبحسب مصادر، عاتب على حليفه المسيحي المعرقل لعمل مجلس الوزراء ويعتبر انه ـ اي حليفه المسيحي في 14 اذار يمارس معادلة ليست ضد 8 اذار بل ضد تيار المستقبل والطائفة السنية في لبنان ، بأ=اعتبار ان المسيحيين في 14 اذار لا يأتمن سُنة المستقبل على الحكم تحت عنوان الفراغ الرئاسي يجب ان يستتبع بإعاقة عمل مؤسستي مجلس الوزراء ومجلس النواب وهذا غير منطقي وهو ضرب لصلاحيات رئيس الحكومة السني الحليف لكل فريق 14 اذار وهذا غير مقبول. من الفريق الحليف.
ويتابع وزراء بارزين في «تيار المستقبل» ان هذا الاستخفاف في العمل المؤسساتي في لبنان تحت عنوان الفراغ الرئاسي في وضع امني متفجر في المنطقة وينعكس على لبنان الذي لا ينفصل ابدا عن محيطه ولبنان معرض لحالات طارئة من هذا النوع وبالتالي لا يحق لأي فريق ان يجعل من الفراغ الرئاسي الذي بات اكثر من توافق اللبنانيين ويبنى عليه من اجل تعطيل البلد.
المصادر الوزارية في «تيار المستقبل» تتخوف من ان تكبر الحالة القائمة في البلد من خلال دعوات تعطيل المؤسسات وتتحول الامور من خلافات سياسية الى خلافات طائفية سياسيا حول الفراغ ورئاسة مجلس الوزراء التي تبقى محتفظة بصلاحياتها وتواقيعها التي لا يحق لأحد ان يلعب بالسياسة في شأنها اكان من فريق 14 اذار او من 8 اذار، وهذه الامور الميثاقية تنبطق على رئاسة الجمهورية كما تنطبق على رئاسة مجلس الوزراء وصلاحياتها.
في الحقيقة «تيار المستقبل» غير عاتب على حزب الله ولا على حركة امل، بل يرى كل تعاون منهما في القضايا التي يريد ان يتعاون معه اذ عندما يتطلب الامر في بعض الامور الامنية والسياسية تعاونا كان كل من الوزيرين اشرف ريفي ونهاد المشنوق ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا يعملون لحل الامور وهذا ما جرى في العديد من الملفات والمحطات واحيانا كثيرة خلف الاضواء. وكل ذلك تحت قاعدة ان لبنان يتطلب هدوءاً واستقرارا امنيا وسياسيا.
بالمقابل جاء التعطيل لعمل مجلس الوزراء اليوم من حلفاء المستقبل وتحديدا الفريق المسيحي في 14 اذار، وهذا ما كان لا يتوقعه المستقبل من حلفائه الذي كما تقول المصادر الوزارية المشار اليها من تيار المستقبل ما كنا نتوقعه الا من حزب الله وحركة امل والعماد ميشال عون فاذا بنا نفاجأ بأن التعطيل جاء من فريقنا الذي يعلم علم اليقين ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان بات اكبر من اللبنانيين وان التوافقات الاقليمية والدولية هي المقررة فيه وليس اي لبناني.
على الصعيد الامني تؤكد مصادر مطلعة على مسار التطورات في المنطقة ان عمليات الجيش اللبناني العسكرية جاءت وفقا لمعطيات ومعلومات عن حركة المجموعات التكفيرية التي تنوي اعادة عقارب الساعة الى الوراء من خلال حركتها على الحدود اللبنانية لتعيد فتح ابواب امامها فكانت العمليات العسكرية الاستباقية والمحدودة للجيش اللبناني في جرود عرسال والتي حققت اهدافها واوصلت رسالة واضحة الى التكفيريين في تلك المنطقة الا يلتفتوا مجددا الى الاراضي اللبنانية، اذ لم يكن لبنان او حدوده مسرحا لاعمالهم الارهابية ضد اللبنانيين او منطلقا لأي عمل ارهابي من حدود لبنان وهذا قرار نهائي ليس خاضعا لاي توافق سياسي داخلي ولا لأي نقاش وان قيادة الجيش بهذا السياق لا تساوم وقد اتخدت قرارها بالتصدي للمجموعات الارهابية التي تريد التحرك على الاراضي او الحدود اللبنانية.
كما ان الجيش اللبناني تضيف المصادر اتخذ تدابير وقائية على الحدود الجنوبية في منطقة العرقوب والى جانبه كل المعنيين بعد الحديث عن امكانية تسلل بعض المجموعات التكفيرية بغطاء اسرائيلي من جبال واودية منطقة العرقوب عبر بلدة شبعا الجنوبية حيث المعابر البرية الفالته سابقا والتي تمّ ضبطها بشكل تام إذ لا يسمح لاحد بالدخول من خلالها او التسلل عبرها، والمحاذير من تلك المعابر الحدودية القريبة للجولان السوري المحتل كون المعارك التي تدور في مدينة نوى السورية اضافة الى مناطق اخرى في الجولان كلها مناطق قريبة من الشريط المحتل مع العدو الاسرائيلي، هذا العدو الذي من المؤكد بالدليل الحسي قد قدم كل وسائل الدعم للمجموعات التكفيرية في مناطق الجولان العربي السوري المحتل.