«المستقبل» يطوي «الأرثوذكسي».. موقتاً في الرابية!
نصرالله: لولانا.. لوصلت «داعش» إلى بيروت
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والعشرين على التوالي.
وفي انتظار افتتاح «المونديال» الرئاسي، واجه لبنان مجددا «اختبار اللا دولة». فضيحة جديدة برسم الطبقة السياسية تمثلت بحرمان تلفزيون الدولة، من حق بث مباريات «المونديال»، ليلجأ القيمون عليه، إلى «القرصنة» سبيلا وحيدا لحماية حق الدولة والناس.
فضيحة شاركت فيها الحكومة بالتواطؤ مع الشركة المحتكرة وشركات خاصة، فكان ما كان من بدائل، قبل أن يُشرع البث عبر كل «الكوابل» الا «تلفزيون لبنان»، وبمال الدولة، مزينا بهبات مريبة، فتكون المحصلة أن الشركة التي استجدت فجأة ولا هوية واضحة لمالكيها، تمكنت من القبض مرتين، بعدما أهانت اللبنانيين كلهم ملايين المرات بحجم الدولارات التي قبضتها من دون رفة عين!
وبينما تنتظر الحكومة من يجيز لها ادارة البلاد في «زمن الشغور»، فان المجلس النيابي، يبقى أسير لا نصاب رئاسي من جهة و«فتوى داعشية» سياسية، تقضي بعدم جواز التشريع قبل انتخاب رئيس جديد من جهة ثانية!
في ظل هذا الترف السياسي اللبناني، يفرض المشهد العراقي نفسه، استكمالا لما يدفعه لبنان منذ بداية الأزمة السورية حتى يومنا هذا، وقد استوجب هذا الوضع مصارحة رئيس الحكومة تمام سلام زواره بوجوب الإقدام على خطوة ما تكسر حالة المراوحة رئاسيا، وبينها القيام بزيارات الى عواصم غربية وعربية من أجل محاولة استنقاذ الاستحقاق الرئاسي، ورفض بعض الصيغ التي اقترحها عدد من الوزراء والتي بلغت حد اختراع طائف جديد بعنوان وضع منهجية جديدة لعمل مجلس الوزراء.
في هذا الوقت، جدد الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن وانهاء حالة الفراغ الرئاسي الحاصل. وقال في لقاء مع قادة «كشافة المهدي»، امس الاول، لمناسبة الخامس عشر من شعبان عبر الشاشات في الجنوب والبقاع وبيروت ان «حزب الله» يريد رئيسا للجمهورية في اقرب وقت، «وكما قلت في عيد التحرير لا نريد رئيسا يطعن المقاومة في ظهرها».
واعرب نصرالله عن ارتياحه للوضع الامني الداخلي، وقال: لا يعني ذلك ان الوضع عاد الى طبيعته مئة في المئة، ومن هنا وجوب الحذر الدائم.
وتوقف نصرالله عند سيطرة «داعش» على الموصل ومناطق أخرى في العراق، واشاد بموقف المرجعية الدينية في النجف، معتبرا أن ما صدر عنها من دعوة لحمل السلاح بوجه الإرهابيين «ليس القصد منه حماية طائفة بعينها بل حماية العراق بأسره».
وطرح نصرالله تساؤلات حول ادوار بعض الدول الخليجية والإقليمية في ما يجري في العراق، ومن المستفيد مما يجري هناك، كما رسم علامة استفهام حول حقيقة الموقف الأميركي، وقال: «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ثقوا بأن السحر سوف ينقلب على الساحر، ولقد انتهى الزمن الذي يسمح فيه لأحد بهدم أو تدنيس المقدسات الدينية».
وإذ أشار نصرالله الى الاصوات التي ارتفعت ضد تدخل «حزب الله» في سوريا، سأل: «لماذا لم نسمع تلك الاصوات تدين داعش»، واضاف: «لو اننا لم نتدخل في سوريا في الوقت المناسب وفي الطريقة والكيفية المناسبتين.. لكان داعش الآن في بيروت».
سياسيا، ينتظر ان تشهد الساعات القليلة المقبلة لقاء في باريس بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، في ظل حرص، عبر عنه الجانبان، على الخروج بنتائج ايجابية على مستوى الملفات التي ستناقش وأولها الملف الرئاسي، وثانيها العلاقة الثنائية، بالاضافة الى مجمل تطورات لبنان والمنطقة.
وقالت أوساط قريبة من جنبلاط لـ«السفير» انه «اذا لم نخرج من معادلة المرشحين الأقوياء، وبالتالي نطوي هذه الصفحة، ستبقى المراوحة مستمرة حتى اشعار آخر». وشددت على أهمية اختيار شخصية توافقية غير استفزازية للجميع، وأشارت الى أن جنبلاط سيلتقي ايضا الرئيس ميشال سليمان في العاصمة الفرنسية.
من جهته، نجح وزير الداخلية نهاد المشنوق، في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» مستفيدا من المناخ الايجابي المستجد بين الجانبين من جهة، ومن رصيده الشخصي في الرابية من جهة ثانية، وخرج من اللقاء مع العماد ميشال عون بانطباع مفاده أن كل ما يحكى عن استعداد «الجنرال» لفتح معركة سياسية بعنوان: «القانون الانتخابي الأرثوذكسي»، هو مجرد اجتهادات، إذ إن عون قال له ان ما نشر في بعض الصحف هو «حكي جرايد»، ولكنه ظل متمسكا بخيار رفض التمديد النيابي ودعوة الهيئات الناخبة بدءا من العشرين من آب المقبل، وقال له المشنوق ان الوزارة تتصرف على أساس أن الانتخابات ستحصل في موعدها.
وقال مصدر قيادي بارز في «المستقبل» لـ«السفير» إن قنوات الحوار بين الرابية و«بيت الوسط» مفتوحة، وإنه جرى تبادل المزيد من الرسائل بين الجانبين، ولم يستبعد احتمال عقد لقاء جديد في باريس، وقال إن «ما لم نقبله من «القوات اللبنانية» حليفتنا في «14 آذار» من تَبَنٍّ سياسي لـ«القانون الأرثوذكسي» لن نقبله من أي طرف آخر، وهو يعني بالنسبة إلينا إقفال أبواب أي حوار يمكن أن يؤدي إلى نتائج معينة».
ومن المقرر أن يطل عون مساء اليوم عبر شاشة «أو تي في»، حيث سيتناول المشهدين الرئاسي والنيابي، مركزا على فكرة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب على مرحلتين (انتخاب المسيحيين أولا، وبعدها يتنافس أول فائزين مارونيين على المستوى الوطني)، كما سيتطرق إلى الحوار مع «المستقبل» والرئيس نبيه بري ومستقبل علاقته بالنائب جنبلاط.
وبحسب مصادر معنية، فإن الحوار بين الحريري وعون يحظى بتشجيع اميركي حتى الآن. وعلمت «السفير» أن لقاء عقد منذ أيام قليلة بين السفير الاميركي في لبنان دايفيد هيل ووزير الخارجية جبران باسيل، في منزل «صديق مشترك». ونقل عن هيل قوله ان الحريري صادق في حواره مع عون، مشددا على وجوب اعطاء هذه التجربة فرصة من الوقت والجهد حتى تؤتي ثمارها.
من جهته، وضع وزير الداخلية ما يجري في العراق في خانة الإرهاب، واشار الى ان من يقول إن لبنان محيّد «يجب عليه مراجعة الجغرافيا والتاريخ، فلا التاريخ ولا الجغرافيا يؤكدان تحييد لبنان، من دون عمل جدي سواء من الأجهزة الأمنية أم القضائية، وقبل ذلك من الجهات السياسية المعنية».
أضاف خلال وضع حجر الأساس لمبنى السجناء ذوي الخصوصية الأمنية في روميه: «أقول في هذا السجن، هناك قاعدة للإرهاب وهي موجودة، ومثلما عملنا بالخطة الأمنية ورحنا إلى كل مكان في لبنان لنواجه الإرهاب، إن شاء الله خلال فترة قصيرة سوف نواجه الإرهاب أيضا داخل السجن، ولن نترك محلا عنوانه الإرهاب إلا وسنمد يدنا عليه».
يذكر أن منطقة الضاحية الجنوبية شهدت ليل امس حالة من البلبلة في ضوء شائعات اختلطت باجراءات أمنية، لا سيما في محيط مستشفى الرسول الأعظم، قبل أن تنفي مصادر واسعة الاطلاع كل ما تردد عن توقيف انتحاريين أو سيارات مفخخة أو اكتشاف أنفاق في هذه المنطقة تحديدا.