تندرج زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لكل من بغداد واربيل في اطار تحرك استدعاه ما يمارس على المسيحيين في العراق من اضطهاد لحملهم على هجر أوطانهم مرغمين الى دول كلبنان والاردن او مناطق اكثر امانا مثل اربيل. نتجت من تلك الارتكابات مجازر فضلا عن اكراههم على تغيير دينهم او دفع خوات او التهجير.
والدافع للزيارة هو اعتقاد باسيل أن التهجير لن يقتصر على الموصل ومدن ومناطق اخرى بل يمكن ان يتوسع ليشمل مسيحيين في دول عربية اخرى ووصول مسلسل الارهاب ربما الى دول اوروبية. وسبق لوزير الخارجية والمغتربين ان خطط للزيارة منذ ان وصلت “داعش” الى الموصل وبدأ مقاتلوه التنكيل بالمسيحيين وفرض نمط عيش عليهم لم يعتادوه.
وسمع باسيل من المسؤولين العراقيين الذين التقاهم في بغداد كلاما مطمئنا يؤكد حرص هؤلاء على الوجود المسيحي في العاصمة وسواها من المدن لأنه “مكوّن اساسي من الشعب العراقي، واذا غادر المسيحيون نهائيا فإن بنية البلد تتغير، ويجب توفير حماية لهم تعيد اليهم ثقة تولّد بدورها الطمأنينة في نفوسهم”.
وأكد المسؤولون العراقيون لباسيل ان تنظيم “داعش” ذو حجم يتخطى حدود العراق تمويلا وتسليحا مما يتطلب مساعدة دولية في مواجهته، واتفق معهم على وضع استراتيجية عربية متكاملة للقضاء على هذا التنظيم الذي يشكل خطرا ليس على مسيحيي العراق وحدهم بل ايضا على الدول العربية التي يكون فيها. وتفاهموا على وضع اطر فعلية للمواجهة وتعطيل اي توسع او امتدادات لتنظيم “داعش”. واكد وزير الخارجية والمغتربين ايضا ضرورة ايجاد منظومة عربية لمكافحة الارهاب”.
أما في اربيل فأثنى رئيس وزراء كردستان على تميز اللبنانيين العاملين في كردستان عن الجنسيات الاخرى بنشاطهم وتوظيفاتهم في كل الحقول وادخالهم تحسينات على الاقتصاد، وعلى ادائهم في المهن الحرة من هندسة وطب وسوى ذلك.
وخلال لقائه المسؤولين الكنسيين في المطرانية في اربيل، نقل وزير الخارجية والمغتربين رسالة تركز على اهمية بقاء مسيحيي العراق في ارض وطنهم مهد الحضارات، مما يميزه عن دول اخرى. وشدد على ضرورة ايجاد آلية تحميهم، مكررا ان اضطهاد المسيحيين ليس بجديد وهم مهددون حتى في اوروبا، ويجب حمايتهم في كل الشرق مذكرا بأن إيمانهم يرتكز على القيامة، وقال: “لم نأت الى اربيل كي نبكي بل لايجاد سبل تضمن حمايتكم وبقاءكم في ارضكم”.
واكد المسؤولون في بغداد اهمية اعادة تأمين الحماية للمسيحيين الذين بقوا في منازلهم او من انتقلوا من الموصل الى اربيل انقاذا لحياتهم وهربا من ممارسات ذلك التنظيم.
ويأمل باسيل في ان تضم الحكومة العراقية العتيدة ممثلين لمكونات الطوائف كي تكون قوية وتستطيع وقف تمدد “داعش” والسيطرة عليه عسكريا باستعادة المناطق التي احتلها في ضوء قرار دولي يوفر حلولا في العراق والمنطقة، خصوصا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قرر وضع استراتيجية طويلة الامد من اجل انهاء “الدولة الاسلامية” التي تشكل خطرا ايضا على بلاده، وبعدما بدأ “داعش” يهدد بضرب المصالح الاميركيّة.
يذكر ان رئيس الحكومة العراقية المكلف حيدر العبادي استقبل باسيل في اليوم السادس على تكليفه وكان أول وزير خارجية عربي يلتقيه بعد تعيينه.