تزداد الامور في لبنان تعقيدا على مختلف المستويات السياسية والامنية والاقتصادية، وذلك ما يفرمل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ذلك ان الامور ذاهبة الى المزيد من العرقلة، وهنا تقول مصادر في تيار المستقبل امام زواره «صدقوني اذا لم يعِ المسيحيون خطورة المرحلة ويخرجوا من خلافاتهم المستحكمة فسيخسرون الرئاسة الاولى وهذا ما لا يريده اي عاقل لان هذا الموقع المسيحي الاوحد في المنطقة يشكل علامة فارقة للبنان في سياق تنوعه السياسي والمذهبي والطائفي ومن شأنه ان يحمي الاقليات امام المد «الداعشي» والتكفيري والاصولي. وعليه تضيف المصادر مبدية قلقها ومخاوفها من كل ما يحيط بهذا الاستحقاق بصلة، لان المعلومات المتوافرة تشير الى فراغ طويل الامد خصوصا بعدما طرح موضوع انتخاب رئيس من الشعب والذي لم يأت من فراغ بل معد ومخطط له سلفا في مطابخ محلية واقليمية، خصوصا ان الاجواء في المنطقة غيرت وبدلت الكثير في ضوء ما يجري في العراق وسوريا وبعد التدخل الاميركي في العراق واستئناف حرب غزة ومواصلة الحرب في سوريا مسيرتها التدميرية.
ودعت المصادر الى ضرورة قراءة الحملة على المؤسسة العسكرية وقائدها دون وجه طائل بمعنى ان هنالك سيناريو يقضي على بعض الاطراف ان تعمل وفق اجندة اقليمية معينة اي ما زال لبنان صندوق بريد لتبادل الرسائل الاقليمية والدولية، والرسالة التي تبلغها تصب في خانة الاستمرار في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي بدعة انتخاب الرئيس من الشعب تضيف المصادر تعفي لبنان من نظامه البرلماني العريق الى نظام رئاسي وما يرتب ذلك من ضرب لصيغة لبنان الفريدة برلمانيا وثقافيا وسياسيا وطائفيا ومذهبيا.
وفي هذا السياق، تستغرب المصادر نفسها ما يقال عن ان الرئيس سعد الحريري لم يعد الى لبنان من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، وحيث كتلته النيابية الكبرى في لبنان تنزل الى المجلس لدى كل جلسة يحددها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية تاليا الرئيس الحريري سبق له وفي لقاءي روما وباريس مع البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ان قال لسيد بكركي «انه مع توافق المسيحيين على رئيس يحظى باجماع فيما بينهم وهو داعم ومسهل لكل ما يجمعهم ولا يقبل الا انتخاب رئيس مسيحي ماروني وفق الدستور والاليات المتعارف عليها»، وفي غضون ذلك فان الحريري ووفق المعلومات المقربة من تياره سيبلّغ البطريرك الراعي بما سبق واكد عليه اثر اجتماعهما في روما وباريس ولن يحيد عن هذا الخيار وفي المقابل لم يعد الحريري الى لبنان ومعه تسوية واسم الرئيس العتيد باعتبار ذلك يحتاج الى توافق داخلي وغطاء اقليمي ودولي والامور لا تنحصر في شخص.
واشارت مصادر المستقبل الى ان البعض يسعى الى التشويش على دور «التيار» وحضوره في مدينة طرابلس من زاوية الانماء وسوى ذلك لهذه الغاية، فان وزير العدل اشرف ريفي وضع حدا لهؤلاء بداية على مستوى تحقيق العدالة بعدما كشف عن المتورطين والموقوفين بهذه الجريمة والايام المقبلة تؤشر الى المزيد من اماطة اللثام حول هذه المسألة، اضافة الى ان وزير العدل تضيف المصادر كشف سابقا عن اعادة تأهيل في بعض شوارع المدينة بدعم من الحريري، وبالتالي لا ميزة بين عرسال وطرابلس واي مدينة على اجندته، وايضا فان ريفي يؤكد في مجالسه على السعي الى كل ما يؤدي الى امن طرابلس واستقرارها والتزام المدينة بخيار الدولة ومؤسساتها وجيشها وقوى الامن الداخلي وسائر المؤسسات الامنية الشرعية وليس هناك ما يدعو للقلق والخوف، ويشدد على أن دماء الشهداء في طرابلس والذين سقطوا في تفجيري مسجدي التقوى والسلام غالية عليه وعلى الطرابلسيين ولم يقبل الا تحقيق العدالة وهو سائر في هذا الامر حتى النهاية ولديه الكثير من المعلومات، لافتا الى ان طرابلس غالية كثيرا على الحريري وهي في قلبه وعقله وكل المحاولات المعروفة الاهداف لن تصل الى نتيجة في ظل وعي وادراك ابناء المدينة لمن كان الى جانبهم في السراء والضراء.