المنكوبين الى الواجهة مجددا
المنذر الحسن.. على طريق شقيقيه وأعمامه
داخل أزقّة المنكوبين في مدينة البداوي، وقبل ساعات من شيوع خبر تورّط المنذر الحسن بتزويد الانتحاريين السعوديين بالأحزمة الناسفة في فندق «دو روي» في الروشة، كان الشاب، الذي يحمل الإقامة السويدية، يعيش حياته الاعتياديّة في المنطقة.
يتجوّل الحسن في الأزقة ويتبادل الأحاديث مع أصدقائه، كما اعتاد يوميا منذ عودته إلى المنطقة قبل نحو خمسة أشهر بعد مقتل شقيقيه معتصم وحسن في عملية مزدوجة كانا نفذاها ضد موقع للجيش السوري في محيط قلعة الحصن في ريف مدينة حمص السورية.
وبالرغم من ذلك، قليلون هم الأشخاص الذين يعرفون تفاصيل حياة المنذر، سواء في مسقط رأسه بلدة بزبينا في عكار او في مكان أقامته في المنكوبين، شأنه شأن بقية أشقائه السبعة ويقيم من بقي منهم (كزوجة والده) في السويد.
ولعل الشاب البالغ من العمر 24 عاما، المتحدّر من عائلة ذات فروع ذاع صيتها مؤخرا في الأعمال الأمنية الإرهابية، استطاع منذ عودته إلى المنكوبين ان ينسج بسرعة علاقات جيدة مع محيطه. ويعود السبب في ذلك إلى صلة القرابة مع غالبية أبناء المنطقة الذين يتحدرون من عكار، ولوجود عدد كبير من فروع عائلته فيها، فضلا عن شخصيته «غير المتزمتة والمنفتحة على الآخرين والطريفة»، كما يقول من حوله.
كان الحسن يكثر من المزاح ولا يتحدث كثيرا في الأمور الدينية، من دون أن ينفوا انتقاداته اللاذعة للنظام السوري و«حزب الله»، وهو أمر يشاطره فيه غالبية السكان في تلك المنطقة. وقد كثرت انتقاداته بعد مقتل شقيقيه في سوريا وقبلهما ابن خاله الذي كان ضمن «مجموعة تلكلخ»، وعميه (ملقبين بآل ديب) اللذين قتلا أثناء معارك «فتح الإسلام» في طرابلس ومخيم نهر البارد. فضلاً عن وجود عمه الثالث كموقوف في ألمانيا بتهمة التخطيط لتفجير قطارات، واثنين آخرين في سجن رومية، الأول بتهمة الانتماء لتنظيم «فتح الإسلام»، والثاني بمحاولة تهريب مناظير ليليلة عبر مطار بيروت.
وتشير المعلومات إلى ان المنذر الحسن، الطالب في إحدى جامعات السويد، كان يتردد عادة مع عائلته كل عام إلى المنكوبين لتمضية عطلة الصيف قبل أن يستقر فيها مؤخراً. كما زار سوريا قبل عام حيث توجه إلى قلعة الحصن التي كانت بإمرة زوج خالته أمير «جند الشام» خالد المحمود الملقب بـ«أبو سليمان المهاجر»، والذي قيل إنه ُقتل قبل أشهر، وذلك بعد دخول الجيش السوري إلى القلعة وفرار من فيها باتجاه الأراضي اللبنانية.
ويمكن القول إن خبر تورط الحسن وقع على المنطقة كالصاعقة، لتستعيد «الضجيج الاعلامي» الذي كانت اعتادت عليه منذ سنوات، خصوصا بعد احداث سوريا ومقتل العديد من ابنائها هناك.
وتعتبر المنكوبين من الاحياء الفقيرة والمهمشة على اطراف مدينة طرابلس، ويقيم فيها نحو 10 آلاف شخص معظمهم من عكار والضنية فضلا عن نازحين سوريين، وتنتشر فيها بشكل كبير الرايات الاسلامية وصور قتلى الاشتباكات في سوريا ومع جبل محسن.
ويؤكد إمام «مسجد النور» في المنكوبين الشيخ محمد ابراهيم أنّ «المنطقة ضد أي عمل يستهدف المدنيين والابرياء، ولكن هناك ظلم يلحق بها وبسكانها من قبل الاعلام والاجهزة الامنية، على غرار ما يصيب طرابلس واهل السنة والذين يتعرضون لضغوط وفبركات اعلامية، وتشويه بسمعتهم».
واضاف: «ان اسباب ما يجري هو الظلم، وهو وجود حزب الله في سوريا الذي يصول ويجول بسلاحه، وهذا امر يستفز هذه الشريحة التي تشاهد القتل والتنكيل بالابرياء في سوريا».
وكانت عائلات ديب والحسن وابراهيم اصدروا بيانا أكدوا «براءتنا من كل تفجير للأبرياء، ولا صحة للاخبار المفبركة التي تعمل على توريطنا في تفجيرات تخل بالامن وتروّع الآمنين والتي تخلط السم بالدسم، وإن اخطأ فرد من اولادنا فلا يصح ان يعمم الاتهام على كل الاسرة ولا ان يسرب التحقيق قبل صدور الحكم».
ودانوا «أي عمل تفجيري يروع الناس الآمنين الابرياء اينما كان ولأي طائفة انتموا»، داعين إلى «معالجة أسباب هذه التفجيرات من خلال وقف الاعتقال التعسفي والمداهمات التي تنتهك الحرمات والاذلال والاهانة اثناء التوقيف، وبمنع حزب ايران من قتل الابرياء في الشام».