Site icon IMLebanon

«الناتو» والأسد..

 

قُضيَ الأمر الذي فيه «استجدى» الوزير الخطير وليد المعلم، العالم قبول أوراق اعتماد رئيسه بشار الأسد كجزء من الحرب الدولية على الارهاب.. بل ان قمّة «الناتو» في الواقع حسمت وأقفلت نقاشاً مفتوحاً منذ بدء الثورة السورية. وهو نقاش كان صاخباً أحياناً، على طريقة الرئيس فرانسوا هولاند (في الأسبوع الماضي) وخافتاً في معظم الأحيان على الطريقة التي اعتمدتها دوائر صنع القرار في معظم الدول العربية والأجنبية التي أذهلتها قصص الاجرام والوحشية الأسدية، وأقلقتها التأثيرات المحتملة لتمدّد الحالة السورية خارج حدودها.

وحُسِمَ الأمر في المكان المناسب، والأكثر عملياً في الغرب. وتحت أوسع خيمة دولية متحركة باقية صاحية حيّة من بين كل البنى التي أنشأتها الحرب الباردة.. و«الناتو» بهذا المعنى تحديداً، أهم بما لا يقاس من الأمم المتحدة!

وذلك يعني، ان الوضع السوري قطع مرحلة من مرحلتين: الأولى هي أن الأسد لن يبقى! وان سلطته غير مؤهّلة بكل المقاييس، لأي دور في مستقبل سوريا. لكن المرحلة الثانية التي تتصل بمن سيعقبه تبقى في علم الغيب حتى إشعار آخر!. ذلك أنها مرتبطة حُكماً بتطورات الحرب وبتفاصيلها وإفرازاتها، وبنحو ألف مليون تفصيل يبدأ بعضه في موسكو ولا ينتهي في إيران ومفاوضاتها النووية!

لكن المفارقة هي أن المنطق يأخذ مداه وريادته للمرة الأولى تقريباً في الوضع السوري.. وذلك يقول ان الحرب على «داعش» هي في عمقها الحقيقي التام حرب ضد «صنّاعه وضد الماكينة التي أنتجته بقدر ما هي حرب ضد تفاصيله الانتشارية والتنظيمية. وحرب كهذه لا يمكن أن تكون مبهمة مادامت «أهدافها» واضحة الى هذا الحد.. وليس الرئيس أوباما من يأمر (أخيراً) بالانخراط في مواجهة ناقصة! سَلَفه بوش كان معلّماً في الاندفاع ولم ينتظر أحداً في العراق في نيسان 2003 ولا في أفغانستان في تشرين الأول 2001. لكن أوباما المتردّد والمنكفئ و«المضطر» ليس من تلك الطينة، وإلا صحّ فيه المثل العربي المألوف: صَامَ وصامَ ثم فطر على بصلة!

.. حلف «الناتو» أكد بالأمس، ما أشاعته صدمة «داعش» الأحجية من أن سلطة الأسد صارت من الماضي، وان الحرب المفتوحة على ذلك التنظيم هي الخطوة الأولى (المنتظرة) لإنهاء الحرب النكبوية والاجرامية ضد شعب سوريا.