Site icon IMLebanon

الناس بالناس…

من شاهد احتفال رأس النظام بحكومته الجديدة كاد ان لا يصدّق عينيه مما يرى من بدائع هذا النظام الذي يتصرّف وكأنّه في أيام العز، وكأنّ سوريا بألف خير…

وكأنّه لم يسقط 250 ألف قتيل! وكأنّه لم يسجّل 500 ألف جريح على الأقل!

وكأنّ «داعش» لم يسيطر على نصف سوريا!

وكأنّ سوريا ليست مهدّمة من أدناها الى أقصاها!

وكأنّه لا يوجد مئات آلاف الفقراء والمعدمين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم.

وكأنّه ليس هناك 11 مليون مهجّر في الداخل والخارج، أي نحو نصف الشعب السوري.

ومع ذلك يسمح هذا النظام لنفسه أن يحتفل بهذه الحكومة – المهزلة!

أولاً: يعرف النظام أنّ انتخاباته غير شرعية باعتراف العالم كله.

ويعرف أنّ هناك دولتين في العالم تحتضنانه: إيران لتنفيذ مشروعها في المنطقة، وروسيا التي تبحث منذ أيام القياصرة عن نافذة على «المياه الدافئة» في البحر المتوسط فتعذرت عليها في تركيا، وحصلت عليها من هذا النظام.

وأمس بالذات، وفيما المعارضة تقصف دمشق وبالذات في أحد أبرز شوارعها (ابو رمانة) حيث سقط قتيل على بعد أمتار من مقر إقامة بشار سواء في منزله أم في قصر المهاجرين…

في هذا الوقت كان يقيم احتفالاً بتشكيل حكومة، والواقع أنّه يجدر القول بـ»تعيين» حكومة من مجموعة من الموظفين الذين لا يمثلون أحداً إلاّ أنفسهم!

يحدث هذا فيما «داعش» سيطر على نصف سوريا، ووضع يده على حقول النفط السورية… وها هو اليوم يسعى لأخذ الجولان…

ألا يخجل هذا النظام؟

ألا يسأل نفسه: على ماذا يبسط سلطته وماذا تبقّى من نظامه؟

ألا يتساءل: أين أصبحت الدولة السورية؟ وماذا بقي من هذه الدولة؟

إنّ ما يقوم به هذا النظام هو كذب على الذات لا أكثر ولا أقل، لأنّه لم يعد قادراً أن يكذب على أحد، لا من الشعب السوري ولا أي أحد من الخارج إذ لم يعد أحد يصدّقه… فقد بات الجميع يعرفون هزالة هذا النظام الكاريكاتوري الذي يتواطأ بعض العالم على تمديد إقامته في الحكم فقط من أجل إنهاء ما تبقّى لسوريا من مقوّمات، بعدما أجهز النظام على هذا البلد الشقيق الذي كان ذات يوم قريب رقماً صعباً في المنطقة والإقليم!