Site icon IMLebanon

النهار: جلسة الأربعاء في مهب ورقة النصاب 14 تبحث عن توافقها و8 تُخفي مرشّحها

مع ان دخول البلاد اجواء عطلة الجمعة العظيمة وعيد الفصح التي تستمر حتى الثلثاء المقبل حجب الى حد بعيد التحركات السياسية الجارية استعدادا لجلسة مجلس النواب الاربعاء المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، فان واقع المشهد السياسي الذي اطلقته دعوة رئيس المجلس نبيه بري الى الجلسة عكس احتدام الاستعدادات في الظل للانطلاقة العملية لهذا الاستحقاق المحفوف بغموض كثيف.

واذ بدا لافتا ان الاجماع الوحيد المتوافر حول التوقعات المسبقة للجلسة الانتخابية الاولى تمحور على استبعاد حصول اي مفاجآت من شأنها ان تفضي الى انتخاب الرئيس بغالبية الثلثين أي 86 نائباً ولو تأمن نصاب الثلثين، فان ذلك لم يوفر بدوره بعد الضمان القاطع لتأمين النصاب وان تكن جميع الكتل النيابية أعربت عن عزمها على توفير النصاب. وستكون هذه النقطة محور الاستنفار النيابي والسياسي الذي سيبلغ ذروته مطلع الاسبوع، علما ان كتلا نيابية عدة ستعقد اجتماعات متعاقبة لدرس المواقف التي تمليها عليها احتمالات الجلسة. وفي هذا السياق، علم ان “جبهة النضال الوطني” برئاسة النائب وليد جنبلاط ستعقد اجتماعا اليوم في دارة جنبلاط في كليمنصو تخصص للنظر في التحضيرات للجلسة الانتخابية وتتناول ايضا ملف سلسلة الرتب والرواتب.

وسئل الرئيس بري مساء امس، اذا كانت الاجواء نضجت لانتخاب رئيس للجمهورية، فأجاب: “اذا عقدت الجلسة اليوم لا رئيس حتى الآن. باختصار الامور ليست ناضجة حتى هذه اللحظة والى يوم الاربعاء المقبل قد تحصل بعض التطورات في هذا الشأن”. وردد بري انه سيدعو كتلته النيابية عشية جلسة الانتخاب للنقاش وفي ضوء ما سيكون عليه الوضع سيقرر من ينتخب. ووافق النائب جنبلاط الرأي انه لن يكشف اسم المرشح الذي سيختاره الا في موعد الجلسة المنتظرة. ولفت في كلام بري قوله ان لقوى 8 آذار مرشحا واحدا هو العماد ميشال عون الذي حجب الترشح عن الآخرين داخل هذا الفريق بينما الامر يختلف عند قوى 14 آذار لان لديها اكثر من مرشح.

وسئل بري كيف ستكون بداية الجلسة، فأجاب بانه سيفتتح الجلسة عند اكتمال نصاب الثلثين. واذا جرى انتخاب الرئيس من الدورة الاولى انتهى الامر والا سنتجه الى دورة ثانية وثالثة. واضاف انه اذا طرح اقتراح عليه لرفع الجلسة للتشاور داخل القاعة سيفسح في المجال من غير ان يختم محضر الجلسة. واذا طلب تأجيل الجلسة بضعة ايام او فقد النصاب يختم المحضر ويدعو الى جلسة ثانية تبدأ طبعا بنصاب الثلثين. وذكر انه اختار موعد 23 نيسان للجلسة بعد مرور اسبوع على الجلسة العامة التي لم تتوصل الى اقرار سلسلة الرتب والرواتب. وشدد على الحفاظ على هيبة الاستحقاق الرئاسي في جلسة الانتخاب، وقال انه لم يختر الخميس 24 نيسان موعدا للجلسة لتزامنه وذكرى مجزرة الابادة الارمنية.

اتصالات
وعلمت “النهار” ان يوم امس شهد اتصالات على محور “المستقبل” ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط ومعراب وبيت الكتائب من اجل التشاور في الاحتمالات المتعلقة بجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية الاربعاء المقبل في حين كان هناك تكتم على ما يدور في اروقة 8 آذار باستثناء نزر يسير من المعلومات. وقالت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات ان فريق 14 آذار يقارب الامر من “ان جلسة الاربعاء استحقاق ديموقراطي”. وفي المقابل تكوّن بعض المعطيات ان فريق 8 آذار لا يريد التفريط بورقة الثلثين التي يجب أن يحظى بها المرشح في الدورة الاولى مما يجعل جلسة الاربعاء في مهب فقدان النصاب.

وفي المعلومات عن آخر التحركات، التقى النائب وليد جنبلاط اول من امس السيد نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري وقت كان الرئيس الحريري على اتصال مع جميع اطراف 14 آذار. كما استقبل جنبلاط امس النائب مروان حماده. ومن المقرر ان يعقد اليوم اجتماع عند جنبلاط بعد اجتماع كتلته لم يعرف من سيحضره لمتابعة المشاورات. وفي موازاة ذلك، يتولى الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد مهمة الاتصالات مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وقت تجري مشاورات مع الرئيس امين الجميل الذي يستعد لاعلان ترشيحه. في المقابل، تردد ان النائب سليمان فرنجية رفض الترشح باسم قوى 8 آذار اذا لم تكن هناك تأكيدات أن أطراف هذه القوى يؤيدون ترشيحه فعلا.

على مستوى ترشيح الرئيس الجميل، علمت “النهار” ان الجميل لن يعلن ترشيحه بعدما صار هذا الترشيح أمراً واقعاً انطلاقاً مما نشرته “النهار” امس. وقد حفل يوم الرئيس الجميل بالاتصالات داخلياً وخارجياً والتي أفضت الى عدم وجود معالم اتفاق ولكن لا يعني ذلك ان هناك اتجاهاً الى خوض معركة تحدّ. وفهم ان المشاورات الجارية تتركز على معيار من هو المرشح الذي يمكنه الحصول على أصوات خارج 14 آذار، كما تتركز على آلية الاتفاق على التأييد المتبادل بين الجميل وجعجع. وحتى ليل امس كانت المفاوضات مستمرة، لكن كل فريق لا يريد ان يكشف أوراقه. ومن المقرر ان يبحث المكتب السياسي الكتائبي الاثنين المقبل في استراتيجية خوض سباق الاستحقاق.

وفي خلاصة يوم الاتصالات أمس لاحظ المراقبون ان المعنيين بهذا الاستحقاق كانوا يسعون الى معرفة ما اذا كانت جلسة الاربعاء ستليها جلسات ام انها ستنتهي بسبب فقدان النصاب اذا لم يكن هناك توافق مسبق على المرشح الذي يؤيده جميع الاطراف؟ وتعززت هذه التساؤلات امس مع تخوف مصادر ديبلوماسية من عدم نجاح انعقاد جلسة الاربعاء، وهذا التخوف مقترن بانسداد التفاهم الاميركي – الايراني على الانتخابات الرئاسية في سوريا وفشل مساعي المبعوث الاخضر الابرهيمي في ترتيب انعقاد مؤتمر جنيف 3 قبل تلك الانتخابات.
ويشار في هذا السياق الى ان رئيس الوزراء تمام سلام زار أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مهنئا بعيد الفصح وبحث معه في أجواء الاستعدادات للجلسة الانتخابية. وكان الراعي رأس رتبة الغسل في سجن رومية.