Site icon IMLebanon

الوداع

يمكننا القول ببساطة كلية وبهدوء تام: وداعاً للحرية.

وداعاً للديموقراطية.

وداعاً لهذا الذي كان لبنان يمتاز به على دول الإقليم كلّها.

لا نصدّق أنّ المجلس النيابي الكريم عجز عن التوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية.

وهذا يؤكد أنّ كل التفاعل في ما بعد الحرب اللبنانية هو عملية تكاذب بتكاذب…

بدأت القصّة بالانتخابات النيابية:

أولاً: فشلوا في الاتفاق على إقرار قانون جديد للإنتخابات.

ثانياً: فشلوا في إجراء الانتخابات فمدّد النواب لأنفسهم 18 شهراً تنتهي في الخريف المقبل.

وها هم اليوم عاجزون عن الاتفاق على شخص الرئيس وحتى على مواصفاته بين من يزعم أفضلية لـ»الأقوى» ومن يؤثر «المعتدل».

… وبالتالي هم عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية.. تلك هي الحقيقة الوحيدة الصارخة… وما عداها كلام فارغ!

وبالرغم من أنّنا لا نريد أن نتشاءم فلا يزال هناك بصيص أمل وإن ضئيلاً ينبثق من الظلمة ومن الجدران المغلقة.. وهذا ما يتمثل في وجود الحكومة الجامعة.

والحمد لله على وجود هذه الحكومة التي هي شبه ملاذ أخير في وقت يشغر الموقع الرئاسي ولا يبدو متيسّراً إجراء الانتخابات النيابية في الأشهر المقبلة!

فلنطلع من مقولة «لبنانيون قادرون»، ومقولة «رئيس قوي»، ومقولة «إستحقاق لبناني»… الى ما هنالك من الشعارات التي ثبت اليوم أنها، كلها، سقطت أمام الأمر الواقع.

فلنعترف أنّه قبل أن يتم التوافق بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية فلن يكون هناك رئيس في لبنان.

هذه قلناها منذ أشهر ونردّدها اليوم بعدما بات الأمر الواقع فارضاً ذاته علينا شغوراً في رئاسة الجمهورية، وما يستتبعه من تداعيات.

وكلمة أخيرة،

كم سنترحّم على أيام فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي يغادر قصر بعبدا غداً مرتاح الضمير، وضّاء الجبين، مطمئن القلب، مرتاح الضمير…

وفي تقديري أنّ الاسلوب الذي تعامل به مجلس النواب (وبعض النواب بالذات) مع رسالة فخامته لا يليق بالمجلس نفسه وليس بالرئيس.