تبدأ اليوم المرحلة الثانية والأخيرة من امتحانات شهادة الثانوية العامة، لفرعي الاجتماع والاقتصاد والآداب والإنسانيات، والتي يتقدم إليها نحو 22 ألف طالب. وكانت امتحانات علوم الحياة والعلوم العامة قد انتهت أمس، غير أن اللافت ما سجل من محاولات غش، في استغلال واضح للأوضاع الأمنية التي شهدتها البلاد في نهاية الأسبوع الماضي.
وجال رئيس المنطقة التربوية لبيروت وضواحيها محمد الجمل على مراكز الامتحانات الرسمية المعتمدة في العاصمة، مطلعا على سير العمل فيها، مجددا تأكيد «أهمية الحفاظ على مستوى الشهادة اللبنانية، بخاصة أنها تضاهي بأهميتها ومستواها الشهادات الرسمية في العديد من دول العالم».
ونوه بـ«الروح العالية التي تمتع بها الطلاب، بخاصة بعد القلق الذي عاشوه»، وأشاد بـ«الجهود التي بذلت لإجراء الامتحانات الرسمية».
ويمتحن اليوم طلاب الاقتصاد والاجتماع (19400 مرشح) في مادتي التاريخ والاقتصاد، وطلاب الآداب والإنسانيات (2500 مرشح) في مادتي التاريخ والفلسفة العربية، وسط تأكيدات من وزارة التربية والتعليم العالي، وتحديداً من دائرة الامتحانات، أنها لن تتساهل مع أي محاولة غش سوف تحصل، في ظل تنامي هذه المحاولات في اليوميين الماضيين، مستفيدين من الوضع الأمني الذي عرفته البلاد وتحديداً يوم الجمعة الماضية.
وكشفت المعلومات عن ضبط أحد الطلاب في قاعة الامتحانات، في أحد المراكز في جبل لبنان، ووجدت لديه «ساعة الكترونية» مبرمجة تحتوي على كم من المعلومات والأجوبة، وعمل على مصادرة الساعة، وحرمانه من متابعة الامتحانات.
وفي محلة الغبيري، ضبط طالبان ومع كل منهما هاتف خلوي في داخل غرفة الامتحانات، بعدما اكتشف أمرهما، من خلال سماعة الاذن التي كانا يضعانها خلسة. وضبطت حالة مماثلة في مركز «ثانوية حارة حريك». وفي «ثانوية رأس النبع الرسمية» سابقاً، «ثانوية الرئيس رياض الصلح الرسمية للبنين» ألقى عناصر من «الاستقصاء» في قوى الأمن الداخلي على طالب، عمل على تزوير إخراج القيد، وانتحال صفة طالب آخر، وتم اقتياده إلى خارج المركز.
وأكدت مصادر في وزارة التربية، أنها فوجئت هذا العام بعدد محاولات الغش في الامتحانات، خصوصاً لجهة إدخال هواتف خلوية إلى مراكز الامتحانات، علماً أن التعاميم السابقة تنبّه الطلاب إلى ضرورة عدم إحضار أي هاتف معهم منعا لمصادرته.
ولفتت إلى وجود بعض الحالات، التي تتمثل في مشاركة أشخاص يعملون على تقديم مواد معينة في الامتحانات، بدلاً من الخضوع لجميع المواد، وأن هذه التجارة باتت مزدهرة، فبعدما كان يتم ضبط حالة أو حالتين، باتت تصل إلى أكثر من عشر حالات بمجملها، طوال أيام الامتحانات.
وتشدد المصادر على أن لا تراخي في موضوع الامتحانات وفي سمعة الشهادة الرسمية، وأنه في حال نجح البعض في الغش، فإن ذلك لا يعني أن الإدارة لا تسهر على حسن سير الامتحانات، وإن سجلت بعض حالات الغش على نطاق ضيق، مثل أن يستعين طالب بزميل له بسؤال ما، أو ببعض الكلمات.
وتلفت المصادر إلى تسجيل عدد لا بأس به من حالات المرض لدى التلامذة والطلاب، في شهادتي الثانوية العامة والمتوسطة، خصوصاً حالات مثل الصرع، والربو، ومشاكل في القلب وحالات عصبية.
وعلى الرغم من استشهاد والده، الملازم محمود جمال الدين، في متفجرة ضهر البيدر، أصرّ أحمد على متابعة الامتحانات الرسمية، لتحقيق حلم والده في الدخول إلى قوى الأمن الداخلي، وقد أثنى على هذا الموقف الأساتذة والمراقبون، في «ثانوية حوش الأمراء الرسمية» حيث خضع أحمد لامتحانات شهادة الثانوية العامة، كونه يستعد للدخول إلى قوى الأمن الداخلي، تلبية لرغبة والده.
عماد الزغبي