آثر رئيس الحكومة تمام سلام العمل بصمت خلال المرحلة التي تلت الشغور في موقع الرئاسة، مع التركيز امام كل زواره على عدم رغبته في تحمل عبء هذه الكأس المرّة وعلى ضرورة ملء المقعد الرئاسي الاول، من دون ان يهرب من تحمل مسؤولية ادارة الدولة على رأس مجلس الوزراء. لذلك فهو يتابع كل الملفات الوازرية بدقة، لا سيما منها ما يتعلق بوضع الادارة والمفاوضات حول سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، والنازحين السوريين والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والامنية، والمالية العامة للدولة، عدا الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية والعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، ولو ظهر ان بعض الوزراء هم وحدهم من يتابع ملفات الحكومة.
وفي هذا الصدد، يتحضر رئيس مجلس الوزراء لزيارة دولة الكويت يوم الاحد المقبل، على رأس وفد وزاري متنوع يضم وزراء: الاتصالات بطرس حرب، المال علي حسن خليل، الشؤون الاجتماعة رشيد درباس، والصحة وائل ابو فاعور، ووفداً ادارياً وإعلامياً، في إطار جولته على عدد من الدول الخليجية لشكرها على دعمها لبنان وانطلاقة عمل الحكومة ومعالجة ازمة النازحين السوريين، خاصة ان الكويت سبق واستقبلت العام الماضي مؤتمراً دولياً لدعم النازحين اقر مبالغ مالية كبيرة لمساعدة لبنان، وأوفت الكويت مع دولة او دولتين فقط بالتزاماتها المالية حيال لبنان.
وتستمر الزيارة يوماً واحداً بحيث يغادر صباحاً ويعود ليلا الى بيروت. ويفترض ان يلتقي سلام خلال الزيارة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وعدداً من الوزراء المعنيين.
وتشير مصادر القصر الحكومي الى ان سلام وإن كان يفضل عدم إثارة أية مشكلات او غبار حول العمل الحكومي، الا انه يتابع يومياً كل الامور المتعلقة بإدارة الدولة، عبر ترؤسه اولا للجان الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء والمتعلقة: بالنازحين والبيئة والنفايات الصلبة، والمياه والطاقة والنفط والعمل والشؤون الاجتماعية والصحة، عدا اجتماعات العمل اليومية مع الوزراء حول كل التفاصيل المتعلقة بإدارة الدولة والمالية العامة، بحيث لا يتحقق إنجاز او يتخذ قرار إلا ويكون تمام سلام في صورته وطبيعته وتفاصيله.
كما تشير المصادر الى الاجتماعات التي يعقدها مع ممثلي البنك الدولي والمنظمات الدولية على اختلافها، ومنها مؤخراً ما سيتناوله مع المفوض العام لمنظمة شؤون اللاجئين الدولية الذي سيزور لبنان اليوم للقاء رئيس الحكومة لمتابعة ملف النازحين، إضافة الى الاجتماعات اليومية مع مسؤولي الادارات التابعة لرئاسة مجلس الوزراء وعددها يوازي او يفوق عدد وزارات الدولة، وورش العمل التي تعقد في السرايا، وهي عصب الدولة عملياً الى جانب الوزارات والادارات العامة.
وتعتبر المصادر «ان شخصية تمام سلام الهادئة والصبورة والمتواضعة والمثابرة والحوارية، منحته ثقة كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة، بدليل حسن العلاقة مع كل الاطراف المكونة للحكومة، ولكنه لا ينسب شيئاً من إنجازات الحكومة لنفسه بل للحكومة، وهو لا يدّعي مثل غيره بطولات او يبني دعاية إعلامية وسياسية لا يحتاجها تاريخه السياسي، فثمة امور يقوم بها يومياً لا يراها الآخرون الا من يعملون في السرايا».