Site icon IMLebanon

انفتاح «عوني» على «الإسلاميين»

 

شكلت الزيارة التي قام وفد هيئة قضاء طرابلس في «التيار الوطني الحر» بتكليف من العماد ميشال عون، الى عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ سالم الرافعي في منزله في الكورة، اختراقا إيجابيا للشارع السني في عاصمة الشمال.

هدف اللقاء كان واضحا. إعادة التواصل معه وكــسر الجلــيد الذي تراكم خلال الفترة الماضية بفعل بعض المواقف السياسية التي يطلقها وزراء ونواب «التيار»، وكانت الحالة الاسلامية تجد فيها استهدافا لها، وتعتبرها موجهة فقط الى فئة من اللبنانيين دون سواها.

وأوحت الزيارة أن عون قرر إعادة النظر في مواقفه تجاه الحالة الاسلامية، بعدما وصلته أصداء الحملات التي يتعرض لها تياره في كثير من المناطق السنية بفعل التعاطي السياسي والاعلامي معها على أساس أنها حاضنة للتطرف والارهاب، وخصوصا في طرابلس.

وفي هذا الاطار، أكّد منسق قضاء طرابلس في «التيار» طوني ماروني لـ«السفير» أن «الظروف العصيبة التي مرت فيها طرابلس أدت الى انقطاع التواصل بين كثير من المكونات السياسية، وربما يكون هذا البعد قد تسبب في الجفاء.

وأعلن أنه «بعد عودة المدينة لممارسة حياتها الطبيعية سنقوم بسلسلة زيارات للقيادات السياسية والدينية، وكنا بدأناها خلال عيد الفطر من منزل المفتي الشيخ مالك الشعار، وذلك بهدف إحياء التواصل وإعادة اللحمة، والتأكيد على صيغة التعايش التي تتميز بها الفيحاء».

وأشار مطلعون على أجواء اللقاء الى أنه كان إيجابيا جدا، وتميز بصراحة متناهية، فصارح الرافعي وفد «التيار» بعتب الشارع الاسلامي على بعض المواقف التي تتخذها قياداته «والتي لا ترى في البلد سوى جهة واحدة مظلومة ومهدورة حقوقها، في حين هناك طوائف وفي مقدمتها الطائفة السنية تشعر أنها مغبونة وتحتاج الى من يدافع عنها والى من يسعى لرفع الظلم عن أبنائها القابعين في السجون اللبنانية من دون محاكمات. ودعا جميع الأطراف إلى الابتعاد عن كل الخطابات والمواقف التي تثير النعرات الطائفية لا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان».

في حين نقل وفد «التيار» تحية عون الى الرافعي وتهنئته له بالسلامة بعد الاصابة التي تعرض لها في عرسال، وشدد على ضرورة الاستمرار في التواصل والحوار من أجل تعزيز العلاقات وتقريب وجهات النظر في مختلف القضايا.

وأكد وفد «التيار» رفضه المطلق للاساءة للشعائر الدينية الاسلامية والمسيحية، مشددا على التمسك بالتعاون بين كل المكونات السياسية والدينية اللبنانية بما يساهم في إيجاد شبكة أمان لمواجهة شتى أنواع الفتن التي يسعى المستفيدون من عودة الفوضى، الى زرع بذورها بين اللبنانيين.

وضم وفد التيار الوطني الحر كلاً من: المنسق طوني ماروني، منسق طرابلس المهندس عفيف نسيم، مسؤول الاتصال السياسي إحسان اليافي، ومسؤول لجنة التواصل داني سابا.

وكان الوفد زار بداية عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ نبيل رحيم في مكتبه في طرابلس، ثم انتقل الجميع الى دارة الشيخ الرافعي حيث سلمه ماروني نسخة من رسالة عون إلى السينودوس من اجل المشرق في العام 2010، والتي تضمنت الدعوة إلى عدم «أبلسة الدين الإسلامي» والتحذير من «الإسلاموفوبيا»، ومن إمكانية تهجير المسيحيين من بعض البلاد العربية.

وقد أثنى الرافعي بدوره على هذه الرسالة مثمناً مضمونها، ومؤكداً على الثوابت التي نتفق عليها جميعاً وهي إدانة الظلم من أي طرف أتى، ونصرة المظلوم أياً كان بغض النظر عن دينه أو طائفته.