Site icon IMLebanon

انقلاب جعجع على الترشح

 

يرى مجلس المطارنة الموارنة في فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية  «عجزا سياسيا»، لا بد عندها من توقع خطوة عملية تهدف الى اعادة الامور الى نصابها، اقله بالنسبة الى الاقطاب الموارنة الذين على علاقة مباشرة بــ «العجز» الفاضح الذي من الواجب  اخذه في الاعتبار، قبل ان تتطور الامور الى ما يشبه العجز الوطني والاخلاقي، لاسيما عندما يقال صراحة في اوساط الطائفة السنية – الشيعية ان المسيحيين مطالبون بمرشح يعرف ما يريده المسيحيون «كي ننتخبه». وهذا ما يقال في الاوساط السياسية والطائفية كي لا تقول الاوساط الطوائفية والمذهبية التي يهمها ان لا يتفق المسيحيون على مرشح واحد  او اثنين مهما اختلفت منطلقات  هؤلاء (…)

رب قائل انه يستحيل على بكركي الخوض في من تراه اهلا للمنصب الرئاسي، لكن ان يستمر المجلس في لعب ورقة النصاب، فذلك سيؤثر على هذا الاستحقاق في صلب الهدف المرجو منه، طالما ان الغاية لا تبرر الوسيلة من وراء افقاد الجلسات نصابها للمرة الثالثة على التوالي  وليس من ينظر الى البعد الوطني لعدم ملء المركز المرشح لان يصل الى حد الفراغ بعد الخامس والعشرين من ايار الجاري.

ورب قائل ايضا ان المسيحيين عموما والموارنة خصوصا هم الذين يتسببون بتعزيز عوامل الفرقة بين بعضهم البعض، وهذا مدعاة  الى تمزيق البلد جراء عدم حسم الخيارات التي يتكرر الكلام عليها من جانب جميع المعنيين، من غير ان يظهر تصرف مسيحي في حجم المسؤولية، لاسيما ان تعطيل النصاب يجسد خرقا للدستور ويزيد من معدل التباين المسيحي – المسيحي، والا لن يكون معني لبقاء المنصب شاغرا، مع علم الجميع بلا استثناء ان من سيتأثر به هو الواقع المسيحي والوطني في آن، على رغم ما يقال بصدد «عدم حسم الخيارات التوافقية» بحسب ما قاله نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خصوصا في مجال تحديد عبارة «الرئيس من دون لون وطعم ورائحة «لاننا نريد رئيسا يستثمر قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته لما فيه مصلحة لبنان وقدرته ومستقبله»!

واللافت اكثر  من كل ما عداه قول «الجنرال»  عون في اعقاب لقائه الاخير مع رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل في الرابية ان «الانتخابات في موعدها وقد اتفقنا مع رئيس الكتائب على ذلك، من غير ان يبرر اسبابا ومعاني غياب نوابه عن جلسة انتخاب الرئيس الا اذا كان «دولته» يقصد ترشيحه المرتقب، في حال انسحب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لما فيه مصلحة عون (…)

كما شدد الرئيس الجميل على القول ان «التحرك الذي يقوم به عشية الاستحقاق الرئاسي يؤكد ما فيه ضرورة الحفاظ على المؤسسات والاستقرار لتحقيق السلام اللبناني المنشود (…) ومن الضروري ان يتم الاستحقاق الرئاسي في المهل الدستورية لانقاذ الجمهورية (…) والا فان المؤسسات ستكون على كف عفريت ولا نعرف في أي توجه سيكون مستقبلنا».

ولجهة موقف العماد عون،  فان الرئيس الجميل قال عنه انه موقف مفيد وايجابي جدا وتوافقنا على بذل كل  الجهود من اجل اتمام هذا الاستحقاق في اسرع وقت ممكن (…)

وتذكر العماد عون في مناسبة زيارة الجميل الى الرابية «اننا في مرحلة جديدة من التعاون مع فخامة  الرئيس لانه كان معبرا في ما قاله (…)  ولدينا اصرار على ان الانتخابات يجب ان تحصل في موعدها قبل 25 الجاري»، لكنه لم يشر الى موقف تكتله  من حضور جلسات الانتخاب الا في حال اعلن شخصيا ترشحه للانتخابات في خطوة «وفاقية توافقية» لن يكون فيها مجال لمرشح آخر خصوصا سمير جعجع.

وفي السياق عينه ثمة من يشدد على ان الرئيس الجميل استمزج رأي العماد المتقاعد في حال امكن عقد اجتماع ثلاثي مع جعجع على امل زحزحة الاخير عن ترشحه باسم قوى 14  اذار وكان جواب الجميل انه ينتظر كلمة ايجابية من قبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على امل الاتكال على ترشيح الجميل بمستوى البديل، لكن ذلك لم يلق تقبلا من جانب عون الذي تساءل عما يمنع ان يكون هو البديل في حال تراجع جعجع ومعه قوى 14 اذار، خصوصا ان هناك من رسم خريطة بديلة لجعجع يحل فيها محله الوزير بطرس حرب حيث لا يعقل  ان تقبل قوى 14  اذار بعون لكنها لن ترفض تأييد حرب كمرشح تسوية قياسا على جميع الاسماء المطروحة؟!