Site icon IMLebanon

بداية محور سعودي ــ مصري ــ أردني لمحاربة النفوذ الإيراني ــ السوري وحزب الله

بداية محور سعودي ــ مصري ــ أردني لمحاربة النفوذ الإيراني ــ السوري وحزب الله

«داعش» يتقدّم نحو الحدود السعوديّة وحرب طهران ــ الرياض تشتعل أكثر

إدارة الصراع والمواجهة بين الأمير بندر والفريق قاسم سليماني

حرب إيران ــ السعوديّة تنعكس على لبنان ولا انتخابات رئاسيّة قريباً

تتقدم قوات «داعش» ببطء باتجاه الحدود السعودية التي هي على مسافة 100 كلم من الحدود العراقية، حيث احتل «داعش» مدينة الربّة.

وفي هذا الاطار، يبدو ان الصراع الايراني – السعودي وصل الى حد كبير من المواجهة حيث يقود الصراع من الجانب السعودي الامير بندر بن سلطان مستشار الملك عبدالله، ومن الجانب الايراني الفريق قاسم سليماني قائد الحرس الثوري.

المعركة اليوم هي حول العراق، وتحاول السعودية بناء تحالف ثلاثي مع مصر والاردن وتقوم بتمويلها مع دولة الامارات العربية من اجل ان يؤدي الاردن ومصر عبر اجهزة مخابراتهما دورا على الساحات العراقية والسورية واللبنانية ضد النفوذ الايراني المنتشر بقوة في هذه البلدان.

ولولا الوجود الايراني، لكانت سقطت بغداد ووصلت اليها وحدات القبائل والثوار مع «تنظيم دولة الخلافة الاسلامية» داعش المتهمة بأعمال الارهاب.

ماذا في الوضع الميداني في العراق ؟

واصلت القوات المسلحة العراقية امس عملياتها العسكرية للقضاء على ارهابيي ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام التابع لتنظيم القاعدة الارهابي وحققت تقدما ملحوظا في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى ولا سيما عقب انتهاجها استراتيجية جديدة تمثلت باستهداف متزعمي الارهابيين بالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة.

ونقل موقع شبكة الإعلام العراقي عن الفريق قاسم عطا المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية قوله خلال مؤتمر صحافي عقده امس: «إن القطعات العسكرية مستمرة في عملياتها النوعية بهدف دحر العناصر الإرهابية من أجل تطهير البلاد منها».

وأضاف «إن طيران الجيش تمكن من قتل ما يسمى بأمير منطقة المشاهدة شمال العاصمة بغداد المدعو حسين فراس المشهداني الملقب بأبو همام وعدد من مرافقيه من بينهم أسعد علي مصلح وقيس أبو عائشة».

وتابع إن «القوات الأمنية أحبطت هجوما إرهابيا على مصفاة بيجي أمس» مشيرا إلى أنها «تمكنت من قتل 90 إرهابيا شاركوا في الهجوم فضلا عن حرق ثماني سيارات».

ولفت عطا إلى أن «طيران الجيش العراقي تمكن من تدمير جرافة تم تصفحيها واستخدمت بالهجوم على المصفاة» مشيرا إلى أن «الإرهابيين ربما يستخدمون أساليب أخرى لكن طيران الجيش متنبه واستطلاعه مستمر لإحباط أي هجوم».

كما أشار الفريق عطا إلى أن الإرهابيين قاموا بتفخيخ مبنى محافظة صلاح الدين وأثناء العملية حصل انفجار أسفر عن مقتل أكثر من 20 إرهابيا مبينا أن «العمليات في سامراء مستمرة للسيطرة على المناطق وتطهير الطرق المؤدية الى تكريت».

وفي سياق متصل لفت الفريق عطا إلى أن الأجهزة الأمنية تدقق بتسجيل الفيديو المنسوب للإرهابي أبو بكر البغدادي متزعم ما يسمى بـ «تنظيم دولة العراق والشام» الإرهابي في الموصل مؤكدا أن الإعلان عن التفاصيل سيتم حال التأكد من المعلومات المتوافرة.

وفي إطار العمليات العسكرية للقوات العراقية قال نائب قائد عمليات الانبار غرب العراق اللواء الركن عبد الله البيدر لشبكة الاعلام العراقي «إن العمليات العسكرية الأخيرة استخدمت خططا تكتيكية جديدة مكنت قواتنا من القضاء على العشرات من عناصر التنظيم الارهابي» مشيرا إلى اقتراب موعد حسم المعركة مع العصابات الإرهابية.

وأفاد مصدر أمني أمس بأن الطيران العراقي كبد عناصر «داعش» خسائر جسيمة خلال هجوم قاموا به على قاعدة «سبايكر» في مدينة تكريت، صدته قوات الجيش العراقي، فيما اعتقلت قوة أمنية قياديين اثنين لـ «داعش» جنوب تكريت.

وقال المصدر التابع لشرطة محافظة صلاح الدين، إن «عناصر تنظيم داعش نفذوا، منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم، هجومًا على قاعدة سبايكر في مدينة تكريت، فيما ردت القوات الأمنية المتواجدة بالقاعدة عليهم، وتمكنت من صد الهجوم»

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «طيران الجيش قام بقصف المهاجمين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى»، مشيرا إلى أن «اشتباكات متقطعة لا تزال مستمرة حتى الآن حول محيط القاعدة».

من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني آخر في شرطة صلاح الدين، امس، بأن قوة أمنية اعتقلت قياديين اثنين من تنظيم «داعش» جنوب تكريت.

وقال المصدر إن «قوة تابعة للشرطة الاتحادية تمكنت، امس، من اعتقال قياديين اثنين في تنظيم داعش الإرهابي بمنطقة مكيشيفة جنوب تكريت، لدى محاولتهما الهرب من منطقة العوجة باتجاه سامراء»، وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القوة اقتادت المعتقلين الى مركز أمني للتحقيق معهما».

كما أعلن قائد شرطة الانبار اللواء اسماعيل المحلاوى عن تشكيل أربعة أفواج طوارئ بهدف مواجهة الإرهاب مؤكدا أن أغلب عناصر تلك الأفواج هم من المتطوعين من أبناء العشائر الذين تم تدريبهم باكاديمية الشرطة في الحبانية.

بدوره أكد المشرف على تدريب المتطوعين العميد الركن حسين المعمورى في تصريح للشبكة وجود اقبال كبير على الانخراط في صفوف القوات الامنية من قبل أبناء العشائر لحماية مدنهم من دنس الإرهاب.

وفي السياق نفسه قال قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمرى للشبكة إن «القوات الامنية تمكنت خلال عملية نوعية من تدمير 7 سيارات وقتل من فيها جنوب منطقة الدواليب شرق بعقوبة» حيث تواصل القوات الأمنية عمليات تطهير ديالى من العصابات التكفيرية.

كما بدأت القوات العراقية بناء جدار دفاعي يحيط ببعض أجزاء محافظة ديالى لمنع تسلل العناصر الإرهابية.

وقال قادة عسكريون إن الجدار سيكون بارتفاع نحو مترين وأقيم في المناطق المتاخمة لمنطقة العظيم وسوف يساعد في صد الإرهابيين كما حفرت القوات العراقية أيضا الخنادق ونصبت الكمائن في مناطق أخرى.

وفي محافظة بابل قتلت القوات العراقية اربعة قناصين تابعين لتنظيم دولة العراق والشام الارهابي في منطقة جرف الصخر شمال المحافظة.

وقال عضو مجلس محافظة بابل صادق المحنة لشبكة الاعلام العراقي إن «عصابات التنظيم الارهابي تعرضوا الى خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات خلال الاسبوع الماضي مع تواصل العمليات النوعية بالقصف الجوي والمدفعي ومهاجمة القوات الأمنية لمعاقل الارهابيين» مشيرا إلى أن أهالي منطقة جرف الصخر نزحوا منها خلال الأيام الماضية بعد أن حاولت العصابات الإرهابية تحويلهم الى دروع بشرية مبينا أن عدم وجود المدنيين سهل على القوات الأمنية التقدم في المنطقة.

من جانبه قال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا في تصريح صحفي «إن اعلان تنظيم «دولة العراق والشام» الإرهابي لما يسمى «الخلافة الاسلامية» كشف عن خيوط المؤامرة التي يتعرض لها العراق وهي تهدف إلى الهيمنة على الموارد الاقتصادية وإسقاط العملية السياسية وقتل الشعب العراقي وانتهاك مقدساته داعيا الى ضرورة النظر بعمق الى هذا المخطط الاجرامي التكفيري الاقصائي الذى يريد أن يقصي مذاهب وطوائف داخل العراق».

وحمل الملا التدخلات الاجنبية والوهن السياسى مسؤولية ايصال العراق إلى الحال الراهن.

البارزاني

وفي المواقف، اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، امس، أن تفكك العراق أمر لم يعد ممكنا إيقافه، وفيما بيّن ان البرلمان الكردستاني يعد الآن لاجراء استفتاء على استقلال الإقليم، أكد أن الولايات المتحدة الاميركية لن تعارض خطوة الانفصال.

وفي لقاء مع صحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية قال البارزاني إن «تفكك العراق أمر لم يعد ممكنا إيقافه، لأننا نمتلك هوية كردية وأخرى سنية، وثالثة شيعية ورابعة مسيحية، لكن ليس لدينا هوية عراقية»، مشيراً إلى «الوضع الحالي في العراق يتسم بالتهديد بالنظر إلى تقدم ميليشيات الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش الإرهابية».

ولفت البارزاني إلى أن «البرلمان الكردستاني يعد الآن لاستفتاء على استقلال الإقليم»، مردفاً أنه «لا يتوقع معارضة لهذه الخطوة من جانب الولايات المتحدة».

وحول العلاقة مع تركيا، أشار مسعود البارزاني إلى أنها «تحسنت خلال الأعوام العشرة الماضية بصورة هائلة»، وتابع بأن العلاقة «حسنة جداً ويمكن وصف تركيا بأنها جار جيد».

لبنان وانتخاب الرئيس

وفي الساحة الداخلية، يبدو ان الحرب الايرانية ـ العراقية ستنعكس على لبنان إذ تؤكد المعلومات ان لا انتخابات لرئيس جمهورية، وبالتالي بدأ البحث جديا بالتمديد لمجلس النواب.

ماذا في الانتخابات الرئاسية؟

تقول مصادر ديبلوماسية ان حالة الشغور ستبقى في موقع رئاسة الجمهورية لفترة طويلة في ظل انسداد آفاق الحلول. واشارت الى ان الكباش الايراني – السعودي على اوجّه والدولتان ليستا مستعدتين للتفاهم حول اي ملف جانبي، خصوصا الملف الرئاسي اللبناني.

واعتبرت المصادر ان حالة المراوحة المستمرة من شأنها ان تزيد حالة الانكشاف الامني والسياسي للساحة اللبنانية القابعة على فوهة بركان الخطر الارهابي التكفيري القابل للانفجار فيها.

واشارت المصادر الى ان الناخب الاول والاخير في الانتخابات الرئاسية ما زال خارج حدود لبنان، والجميع ينتظر حراكه بامتداداته الاقليمية والدولية. ولفتت الى ان الهجوم الداعشي على الانبار عقد امكانية التوصل الى التقارب الايراني – السعودي، فالسعودية كانت تريد ازاحة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مقابل تمرير انتخاب شخصية لبنانية لرئاسة الجمهورية ترضى عنها ايران وحزب الله.

الا ان هذه المقايضة، بحسب المصادر، لن ترى النور لان الايرانيين ليسوا في صدد تقديم تنازلات بحجم التفريط بالمالكي، فضلا عن انهم ليسوا ضعفاء في لبنان لتتم مساومتهم في ملف يشكل فيه حلفاؤهم، وفي مقدمهم حزب الله، عامل قوة فيه.

التمديد للمجلس

هذا، ويبدو ان التمديد للمجلس النيابي بات وفق مصادر نيابية، امرا واقعا، وسيحصل في ظل التطورات الامنية والاحداث. واشارت المصادر الى ان التمديد يحظى بغطاء وموافقة دولية واقليمية، وبموافقة من اطراف لبنانيين ممن تتوافق مصالحهم، وتتقاطع مع الرغبة بحصول التمديد، في ظل غياب رئيس الجمهورية.

واعتبرت المصادر ان التمديد ارتفعت حظوظه، وان الجهات الاقليمية والدولية تغطي طرح اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، وهي ستغض النظر عن التمديد للمجلس الحالي كما فعلت مع المجلس السابق.

الراعي

وفي المواقف، ناشد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من جديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعوة المجلس الى جلسات انتخابية يومية، وقد اصبحت إلزامية وحصرية بموجب الدستور. وتوجه للذين يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية بشكل مباشر او غير مباشر، ومن يتستر وراءهم من الداخل والخارج، بأنهم ينزلون ضررا كبيرا بلبنان. فدولة لبنان ليست ملكاً لاحد، بل هي وديعة ثمينة مؤتمن عليها جميع اللبنانيين. ولبنان دولة تنتمي الى منظمة الامم المتحدة وهو عضو فيها واحد مؤسسيها، والى جامعة الدول العربية كذلك. فيجب ان يظل مكان رئيس الجمهورية محفوظا فيهما. انه لعار كبير ان يكون كرسيه فيهما شاغرا.

بري

وقال الرئيس نبيه بري امام زواره امس حول كلام الراعي: ان تعيين الجلسة هو امر نظامي، وفي حال حصل اي شيء جديد انا مستعد كما رددت انني سأدعو الى جلسة في اليوم التالي.

اضاف بري: ما زلنا في مرحلة انتظار، والذي زاد هذا الانتظار هو الوضع في المنطقة.

الخطة الامنية في طرابلس

وتقول مصادر طرابلسية «ان عدد الموقوفين في سجن روميه تجاوز السبعين موقوفا طرابلسيا حتى الان، والحبل على الجرار في ظل تطبيق الخطة الامنية وحرص الجيش اللبناني على منع عقارب الساعة من العودة الى الوراء». واشارت المصادر الى «ان هؤلاء الموقوفين ادلوا باعترافات تمس بقيادات مسؤولة في تيار المستقبل».

وفي المجال نفسه، وجه قائد محور الريفا «ابو تيمور الدندشي» الموقوف في سجن روميه جراء الحوادث الاخيرة في طرابلس، رسالة صوتية دعا فيها الى تطبيق الخطة الامنية في المدينة بالتوازي، وتوقيف جميع المتورطين.

وهدد دندشي في رسالته العميد حمود، واعلن عن البدء بإضراب عن الطعام.

هذا، وسيرت امس عناصر من قوى الامن الداخلي دوريات في عدد من اسواق المدينة، واقامت حواجز نقالة في الشوارع الرئيسة وفتشت السيارات ودققت في الهويات، وحجزت السيارات المخالفة وسطرت محاضر ضبط بالمخالفين.