بري حذّر من خطر داعش على لبنان وطالب بدعم الجيش لمحاربة الإرهاب
اللقاء السعودي ــ الإيراني إيجابي وتركيز على الملفين العراقي والسوري
اعلن تنظيم «داعش» في بيان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي انه «سيقوم بقتل أول عسكري لبناني بعد 24 ساعة ويليه قتل عسكري كل 3 أيام من تاريخ هذا الانذار، ان لم يتم تحييد «حزب الله» عن المفاوضات، والبدء بعمل جدي من قبل الحكومة اللبنانية للوصول الى حل لهذه الازمة التي تم توريط الجميع فيها بخدعة من «حزب الله» وقد اعذر من انذر».
وجاء في بيان تنظيم «داعش»:
«قبلت الدولة الاسلامية – ولاية دمشق – قاطع القلمون ان تدخل في مفاوضات غير مباشرة مع الدولة اللبنانية للإفراج عن الاسرى لديها مقابل الافراج عن بعض المعتقلين لدينا واحترام حقوق النازحين وصون كرامتهم. ولكن حزب اللات وبسبب تحكمه بمفاصل الدولة اللبنانية، قام بأعمال إجرامية الهدف منها عرقلة المفاوضات، من حرق للمخيمات وتهجير النازحين والقيام بحملة اعتقالات ومنع المنظمات من دخول عرسال وتقديم مواد اغاثية وادوية للاطفال. لذا نتمنى على الدولة اللبنانية ألاّ تكون سبباً في قتل ما بين ايدينا من اسرى فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص. انتم ترفضون المفاوضات بعرقلتها وتضيقون على النازحين، ونحن ننذركم بأننا سنقوم بقتل أول عسكري بين ايدينا بعد 24 ساعة، ويليه قتل عسكري كل ثلاثة ايام من تاريخ هذا الانذار اذا لم يتم تحييد حزب اللات عن المفاوضات والبدء بعمل جدي من قبل الحكومة اللبنانية للوصول الى حل لهذه الأزمة التي تم توريط الجميع فيها بخدعة من حزب اللات. وقد اعذر من انذر والسلام على من اتبع الهدى».
اما على صعيد ملف الاتصالات بشأن المخطوفين، فكان البارز امس رفض هيئة علماء المسلمين تحديد وساطتها واعلن عضو الهيئة عدنان امامه «ان ما جمد الوساطة ما زال قائما ولم يتغير شيئ».
اما رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ مالك حديده، فأكد ان مطالب المسلحين لم تكن تعجيزية باستثناء بعض المطالب الانسانية وانسحاب «حزب الله» من سوريا وتحديداً الصراع في القلمون. وهذا المطلب يأتي انسجاما مع ما قررته الدولة اللبنانية من عدم الدخول في الصراع في سوريا، فيما أكد عضو اخر في الهيئة «ان هيئة العلماء لن تستأنف تحركها الا بتكليف من الحكومة وبموافقة على مبدإ المقايضة. وطالب عضو الهيئة الحكومة تلبية شروط المسلحين بالتفاوض. وقد ذكرت الهيئة الحكومة بأن واشنطن بادلت جنديا بخمسة قادة من طالبان، واسرائيل بادلت شاليط بالمئات.
وكان اجتماع عقد بين اهالي المخطوفين ووزير الداخلية نهاد المشنوق في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي بدأ اتصالاته السرية البعيدة عن الاضواء لمعالجة الملف كونه يتطلب اكبر قدر من السرية. وسيتابع اللواء ابراهيم مع دولتي قطر وتركيا هذا الموضوع، خصوصاً ان الدولة اللبنانية تنتظر الشروط النهائية للخاطفين التي سيتم نقلها الى اللواء ابراهيم عبر الجانبين القطري والتركي.
اما بالنسبة للأوضاع في عرسال، فقد ترددت معلومات عن قيادة المجموعات المسلحة في جرود عرسال انها ارسلت بطلب 19 شابا من عرسال لسؤالهم عن علاقتهم بالجيش والقوى الامنية، فيما أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عدم صحة هذه الاخبار وأن الوضع في المدينة جيد ولا حركة للمسلحين.
لقاء بري مع السفراء الخمسة
الى ذلك، كانت الاوضاع الامنية الداهمة في البلاد العنوان الاساسي في اللقاءات التي اجراها الرئيس نبيه بري خلال اليومين الماضيين جراء التقارير التي تلقاها عن خطورة الاوضاع الامنية امتداداً من عرسال الى البقاع وصولاً الى طرابلس والمخيمات وحاجة الجيش السريعة الى الاسلحة، وهذا الامر دفع الرئيس بري الى التدخل شخصيا على خط معالجة الاوضاع الخطرة، وتحديداً في عرسال حيث استدعى سفراء الدول الكبرى الممثلة في مجلس الامن بالاضافة الى ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي.
ووضع بري السفراء في خطورة الاوضاع وطالبهم بكل جدية بالاسراع في دعم الجيش والقوى الامنية وترجمة مواقف هذه الدول لدعم لبنان. وحذر بري السفراء من خطر «داعش» على الاوضاع في لبنان. وحرص على القول «يجب تجاوز كل الروتين لتقديم المساعدات والاسلحة اللازمة للجيش في اقرب وقت، واشار بري الى ان موضوع تسليح الجيش كان الامر الوحيد الذي اثاره بشكل اساسي مع السفراء.
وقدم السفراء مداخلات عن ضرورة دعم لبنان وخصوصاً الجيش وحيوا موقف لبنان في التصدي للارهاب.
وقدم السفير الاميركي ديفيد هيل مداخلة عن خطر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا «داعش» والمجموعات المتطرفة الاخرى وسعيها الى إحداث الفوضى والانقسامات، وهذا يهدد لبنان، داعيا الى وحدة اللبنانيين لمواجهة هذا الخطر، مؤكداً وقوف اميركا الى جانب لبنان. ودعا لانتخاب رئيس للجمهورية لانه رمز الوحدة، ومن دون الرئيس يبقى لبنان ضعيفاً، وكذلك اصدقاء لبنان. أما المستفيدون فهم المتطرفون وان عملية اختيار الرئيس تعود للبنانيين، لكن على القيادات اللبنانية تهيئة الظروف للانتخابات.
كما سيتشاور الرئيس بري مع الرئيس سلام في الامور خلال الساعات المقبلة والاتفاق على الخطوات المطلوبة من اجل تحصين الوضع الامني في البلاد، وكذلك سيلتقي العديد من القوى السياسية.
بري اتصل بالحريري
قال الرئيس نبيه بري انه اراد ان يجتمع بالسفراء الخمسة سوياً ليوضح لهم ان هناك مواضيع عديدة يمكن ان تبحث ومنها موضوع النازحين السوريين والاستحقاق الرئاسي والمياه الحلوة في البحر وملف النفط «لكنني حصرت موضوع الاجتماع في ملف واحد وهو تسليح الجيش اللبناني استناداً الى اللوائح التي قدمها قائد الجيش العماد جان قهوجي».
وشدد الرئيس بري امام السفراء على ضرورة تجاوز الروتين بايصال السلاح الى الجيش اللبناني مطالباً بجسر جوي للجيش لمده بالسلاح ليخوض معركته ضد الارهاب. وقال لبنان لا يعرف ديناً بذمته لقد قصفنا عام 1983 بالاسلحة الاميركية وفي اول حكومة 1984 سددنا ثمن القنابل التي قصفتنا. وفي المقابل، اكد السفراء على دعمهم للجيش اللبناني.
من جهة اخرى، اتصل الرئيس بري بالرئيس سعد الحريري من اجل التعجيل بتنفيذ صرف مبلغ المليار دولار المقدم من خادم الحرمين الشريفين لتسلح الجيش اللبناني وكذلك بثلاث مليارات دولار المقدمة للجيش خصوصا ان ولي العهد السعودي الامير سلمان عبد العزيز سيزور فرنسا في الايام المقبلة مع الامل بتحقيق هذا الامر.
اللقاء السعودي – الايراني
ورغم الاهتمام بالامور الامنية، فان الانظار بقيت متجهة الى السعودية ومتابعة اللقاء السعودي – الايراني عبر مساعد وزير الخارجية الايراني امير عبد الحسين لهيان ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. وقد تزامن هذا اللقاء مع الاعلان الايراني عن ارسال سفير الى الرياض واستعداد لتحسين العلاقات. واشارت المعلومات الى ان النقاش يتركز على الملفين العراقي والسوري بالدرجة الاولى، وان لبنان ليس على جدول الاعمال، وربما يتم التطرق اليه على هامش المباحثات وليس كبند اساسي، خصوصا ان قيادات في 8 اذار اكدت ان الملف الرئاسي هو في يد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهو من يقرر في هذا الملف بالتشاور مع حلفائه، وان ايران لا يمكن ان تضغط على حلفائها في هذا الملف.
الملف الرئاسي
من جهة اخرى، كشف الرئيس بري امام زواره عن اتصالات في شأن الملف الرئاسي، خصوصا مع النائب وليد جنبلاط لحسمه قريبا. لكن العقد المحلية ما زالت على حالها، بيد ان الاتصالات المحلية تهدف الى وضع الملف لتوفير المناخات الملائمة لانتخاب الرئيس وإيجاد قوة دفع داخلية.