Site icon IMLebanon

بري يتمّسك بالاستحقاق الرئاسي اأولاً والثقة من قبل «المستقبل»

بري يتمّسك بالاستحقاق الرئاسي اأولاً والثقة من قبل «المستقبل»

مُبادرة الحريري تنتظر موقف نصرالله لطيّ الفراغ وتطويق الفتنة

عون يُخرج ذاته من تسويات تأتي «بتوافقي ولا تحترم ناخبيه»

يأتي الخطاب الذي يلقيه مساء اليوم الجمعة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد المواقف النوعية الاخيرة لكل من رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ولرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون واستحوذ الملف الرئاسي على جانب محوري واساسي لناحية الرسائل المتبادلة التي وجهها «الزعيمان» وتضمنت رؤية كل منهما سبل اخراج البلاد من الفراغ الرئاسي وتداعياته على اكثر من صعيد امني وبنيوي…

والخطاب الذي يتضمن حكماً من قبل السيد نصرالله موقفاً من القضية الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية على غزة وشعبها، تتفاوت المعلومات قبيل سماعه عن مدى مقاربة الملف اللبناني وازمة الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً ان مبادرة الحريري مما تشهده الساحة اللبنانية من تحديات سياسية ومخاطر امنية، تعني مباشرة العماد عون فيما خص الجانب الرئاسي نظرا لدوره وموقعه في هذه المعادلة وتستهدف حصرا «حزب الله» لناحية قتاله في سوريا مع ما رتبت هذه الخطوة من تداعيات.

لكن من غير الممكن حسب اوساط سياسية في قوى 14 اذار، ان يتجاوز الامين العام لـ«حزب الله» ما تضمنته مبادرة الحريري بعدما حركت الواقع الرئاسي باعلانه المباشرة باتصالات مع فريقي 8 و14 آذار للتوصل الى حل رئاسي يجنب البلاد مخاطر الفراغ القاتل، لا سيما ان كلاً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية ومرشح قوى 14 اذار الدكتور سمير جعجع وعدد من فعاليات قوى 14آذار رحبت بها، وهي ستستكمل من اجل توافق هذا الفريق السياسي على عدة اسماء لمناقشة مدة قابلية قوى 8 آذار للموافقة عليها، في ظل حركة اتصالات ومتابعة «هاتفية» يجريهما رئيس «المستقبل» في موازاة جولات وتحركات رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة والسيد نادر الحريري على افرقاء هذا الفريق…

وتجد الاوساط ايضاً، بأن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن استحالة اختيار رئيس للحكومة قبيل انتخاب رئيس للجمهورية، في رد مباشر على اعلان الحريري عن موانع انتخاب رئيس للمجلس النيابي قبيل انهاء صفحة الفراغ، بأنه الى جانب تضمنه موقفا لـ«شد عصب» القواعد والمناصرين في هذه البيئة، هو في الوقت ذاته يحمل اقرارا مباشراً ويتلاقى مع هواجس الحريري بأنه لا يمكن استباق الاستحقاق الرئاسي المؤجل. بما يعني ان حاجة البلاد تكمن في انتخاب رئيس لجمهوريتها ولذلك كانت المبادرة… في حين ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، اعرب عن ملاقاته لها.. لا سيما في شقها الرئاسي…

وفي منطق الاوساط، بأن الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين تشكل قاسماً مشتركاً في مواجهة العدو الاسرائيلي ومشاريعه واجرامه بين الرئيس الحريري وبين السيد نصرالله، ولذلك فان الاندفاع في تحصين لبنان في مواجهة مساوئ الفراغ، تكمن في مدى اعرابه في خطاب اليوم عن تقدمه نحو الحل للأزمة الرئاسية من زاوية مقابلة لقوى 14 اذار التي ستشكل لائحة من اسماء عدة، وهو ما يتطلب أن يلجأ «حزب الله» الى هكذا خطوة مع حلفائه في هذا المحور.

عدا ذلك تلفت الاوساط، فقد سرد الحريري في مبادرته عدة مخاطر تهدد لبنان واعلن بأن تصرفات واعتداءات «داعش» في العراق وسوريا هي تعدي على دينه ومعتقده الاسلامي وكذلك هي تعديات على اخوانه، وهو ما يجب ان يدفع بـ«حزب الله» للتعاون من باب الدخول في مخرج لازمة الفراغ في نقاشات وحوار بما يؤدي لاحقا للعمل المشترك والجماعي تحت سقف الدولة ومؤسساتها لمواجهة هذه الجماعات الارهابية اسوة «بداعش»… اذ ان انجاز الاستحقاق يعزز المناخ الايجابي وينعكس اندفاعا على عمل المؤسسات كافة ولكن ذلك يتطلب تضافر القرار السياسي لكافة القوى اللبنانية بحيث ينحصر الواقع الداخلي في مواجهة الفتنة التي تصيب كل اللبنانيين دون تفرقة…

وفي السياق ذاته يفضل مصدر مقرب من الرئيس بري عدم الانتفاضة في التفاؤل. معتبرا بان الحل المالي الذي حصل مؤخرا وكان تيار المستقبل شريكا فيه، يشكل اساس الثقة المطلوبة، واذ اننا في حركة حوار مستمر وقد كان متفهما الى ان السنيورة لناحية رفض الرئيس بري ان يعمد وزير المالية الى اخطاء، لا بل هو ايضا اقر بالخطأ الذي مارسه سابقا.

لكن فيما خص الملف الرئاسي يكمل المصدر بأن الحوار مستمر والمطلوب بناء الثقة، وممكن ان تشكل هذه الخطوة بداية نحو التفاهمات الاخرى. لكن الرئيس بري يتمسك ايضا بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية قبل اي استحقاق اخر، اذ ان اي استحقاق قبل الرئاسي هو في حد ذاته ازمة، اذ لو جرت الانتخابات النيابية وانتخب النواب رئيسا للمجلس، فان ليس بالامكان تشكيل حكومة لعدم وجود رئيس للجمهورية اذا ما استمر الفراغ. ولذلك الرئيس بري يتطلع ايضا الى حل جذري اصلاحي.

لكن ما هو الكلام عند العماد عون المعني في هذا الاستحقاق… في ضوء ما اعلن وما هو مرتقب من قبل السيد نصر الله.

تجزم اوساط محيطة برئيس تكتل التغيير والاصلاح بانه غير معني في تسويات او تفاهمات تكون على حساب ايصال رئيس ضعيف للجمهورية، او يخضع لتجاذبات ويعدل في مواقفه على ضوء التوازنات الاقليمية. لكن في الوقت ذاته هو مستمر في مشروعه الرئاسي الاصلاحي. ويحترم قرار ناخبيه الذين اقترعوا له لعلمهم بانه مرشح رئاسي ونال هذا الصدد النيابي، ولذلك لن يتخلى عن الوكالة التي اعطوها له. قبيل العودة مجددا الى خيار الشعب وذلك من خلال انتخابات نيابية جديدة تقرر الاجماع، ام من خلال اعتماد مبادرته الرئاسية وتتابع الاوساط بان الظروف الاقليمية لا تزال لصالح المحور الداعم للعماد عون ومن غير الممكن انجاز اي صفقة على حسابه او تفاهم دون موافقته عليها. وهذا المحور لم يتراجع بعد عن تأييد العماد عون في كل خطواته نظرا لحاجتهم لدوره وموقعه ولا نية للمغامرة في الالتفاف عليه نظرا لما لقرار فك تحالفه عندها من خسارة…. عليهم…