بري يطالب «الدول» بجسر جوي لدعم الجيش
اللقاء السعودي ـ الإيراني: بداية إيجابية.. ولبنان حاضر
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والتسعين على التوالي.
أكثر من ثلاثين عائلة لبنانية تعوّل على أي جهد لبناني أو إقليمي لفك أسر العسكريين الذين خطفتهم المجموعات التكفيرية ابان «غزوة عرسال».
وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وضعت ملفات المنطقة، ومنها الملف اللبناني، على طاولة الحوار السعودي ـ الإيراني، في ظل مناخات جديدة في كل من طهران والرياض منذ أسابيع عدة.
فقد ذكرت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في جدة لـ«السفير» أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان عقد لقاء «إيجابياً جداً» مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في جدة، أمس، وأشارت الى أن العلاقات بين البلدين «وضعت على سكة إيجابية».
وقد ناقش الفيصل وعبد اللهيان التطورات في الإقليم وسبل «مواجهة التطرف والإرهاب»، بحسب السفير الإيراني لدى «منظمة التعاون الإسلامي» رضا حميد دهقاني.
وقال دهقاني في اتصال مع «السفير» إن لقاء الفيصل ـ عبد اللهيان «كان إيجابياً جداً ومثمراً وبناء، وستكون نتائجه لمصلحة البلدين والأمة العربية والإسلامية».
وأشار رداً على سؤال إلى أن الأبواب كانت وستبقى مفتوحة بين البلدين.
وأوضح دهقاني أن المباحثات السعودية ـ الإيرانية تناولت العلاقات الثنائية والعديد من التطورات والتحديات الإقليمية، ولا سيما كيفية مواجهة التطرف والإرهاب والهجوم الوحشي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وضرورة اتحاد الدول الإسلامية والشعوب مع بعضها البعض لمواجهة هذه التحديات.
وعما إذا تم تحديد موعد لزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الرياض، قال دهقاني في تصريحات صحافية من جدة إن «هذا أمر مرتبط بالمستقبل.. وهو أمر حتمي إن شاء الله».
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز»، إن «الاجتماع (مع الفيصل) عقد في أجواء إيجابية وبناءة للغاية».
وعلمت «السفير» أن عبد اللهيان أدى برفقة دهقاني، مراسم العمرة، أمس، على أن يغادر السعودية اليوم.
ووصفت مصادر ديبلوماسية أجواء العاصمتين السعودية والإيرانية، عشية زيارة عبد اللهيان، بأنها «إيجابية للغاية»، وقالت لـ«السفير» إنه من المهم جداً ترقب العودة السياسية الحقيقية لرئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري الى بيروت في مرحلة قريبة «لأنه سيترتب على الزيارة الإيرانية عناصر ومتطلبات جديدة، سيتمّ تلمّسها في خطاب كل من المستقبل وحزب الله».
وقالت مصادر حكومية لبنانية واسعة الاطلاع لـ«السفير» إنه سبق زيارة عبد اللهيان الى جدة «تغيير جدي وإيجابي كبير على صعيد السياسة السعودية سواء في الداخل السعودي أو على الصعيد الإقليمي وقد بدأنا نلمس نتائجه في المنطقة.. ولبنان».
بري يتصل بالحريري مستعجلاً تسييل الهبتين
وفيما يزور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان العاصمة الفرنسية، مطلع أيلول المقبل، عوّل الرئيس نبيه بري على هذه الزيارة، لتحريك هبة الثلاثة مليارات دولار المخصصة لدعم الجيش اللبناني.
وعُلم أن بري اتصل أمس بالرئيس سعد الحريري واستعجله السعي الى وضع مبلغي المليار دولار والثلاثة مليارات دولار موضع التنفيذ لتسليح الجيش.
والتقى بري، للغاية نفسها، سفراء الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان (5+1)، في عين التينة، وتوجّه اليهم بالقول: هناك مواضيع عدة للبحث معكم، كالاستحقاق الرئاسي وملف النازحين السوريين، وينابيع المياه الحلوة في البحر، لكنني سأكتفي بموضوع واحد وهو تسليح الجيش استناداً الى اللوائح التي قدّمها قائد الجيش حول حاجات المؤسسة العسكرية.
وأضاف بري مخاطباً ضيوفه: ينبغي تجاوز الإجراءات الروتينية والبيروقراطية الادارية في هذه العملية لضمان وصول السلاح الى الجيش بأسرع وقت ممكن، بل أنا أطلب جسراً جوياً للجيش لانه يخوض معركة ضد الارهاب، وهذا هو الاساس في اجتماعي معكم.
وأكد بري ان لبنان لا يترك ديناً معلقاً في ذمته، مستشهداً في هذا المجال بما حصل العام 1983 «حين قُصفنا بالاسلحة الاميركية، وعندما تألفت أول حكومة بعد ذلك العام 1984 سدّدنا ثمن القنابل التي قُصفنا بها. لذا، لا بد من تجاوز الشكليات الروتينية لتأمين حاجات الجيش من السلاح»، مشدداً على أهمية الاستثمار في الأمن.
وبعد مداخلة بري، تناوب السفراء في تأكيد دعمهم للجيش واستعداد دولهم لمدّه بالسلاح.