Site icon IMLebanon

بري يقرع «جرس» التوافق.. والحريري يختبر النوايا

الجيش يصدّ مسلحين سوريين في الجرود ويمشّط السلسلة الشرقية
بري يقرع «جرس» التوافق.. والحريري يختبر النوايا

 

على أمل أن تكون «الثالثة ثابتة»، ضرب رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً جديداً للدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية في 7 أيار المقبل بعدما لم يلق الجرس الذي قرعه نصاب الثلثين اللازم لانعقاد جلسة الأمس التي بلغ عدد الحضور فيها 75 نائباً من كتل الرابع عشر من آذار و»التنمية والتحرير» و»جبهة النضال الوطني». في ضوء ذلك، وبينما دقّ رئيس مجلس النواب نبيه بري «جرس» التوافق ونقلت مصادر نيابية لـ«المستقبل» تأكيده أنه بصدد إطلاق «جولة مشاورات مع الكتل النيابية بغية إيجاد أرضية مشتركة تتيح التوصل إلى إسم مرشح توافقي يؤمن تبنيه اكتمال النصاب وإنجاز الانتخاب قبل انقضاء المواعيد الدستورية»، برزت مساء أمس خلوة بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في باريس أطلق في خلالها الحريري مرحلة اختبار النوايا من خلال تأكيد «رفضه المطلق» للفراغ الرئاسي وإشارته إلى إمكانية تفاديه «إذا كان صحيحاً ما تؤكده كل القوى السياسية من رفضها لهذا الفراغ«. بينما لفتت أمس مجاهرة «حزب الله» بأنه يتعمّد تطيير نصاب إنتخابات الرئاسة تحت وطأة توجّسه من «ألا يُدبَّر أمر معين في الخفاء ونفاجأ بأمور لا تنسجم مع كيفية العمل لإنتاج رئيس جمهورية» وفق تعبير نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم.

الحريري والراعي

إذاً، يواصل الرئيس الحريري مشاوراته المكثفة بهدف تجنيب سدة الرئاسة الأولى كأس الشغور، وقد إستقبل مساء أمس في دارته في باريس البطريرك الراعي وعقد معه خلوة بحثا في خلالها على مدى ما يقارب الساعة «مجمل التطورات في لبنان، وخصوصاً ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي». وأوضح المكتب الإعلامي للحريري أنه أكد خلال اللقاء «رفضه المطلق لحصول الفراغ في منصب الرئاسة الأولى، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود المطلوبة بين جميع اللبنانيين لإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري«، وأشار الحريري قائلاً للبطريرك: «إذا كان صحيحاً ما تؤكده كل القوى السياسية من رفضها للفراغ وحرصها على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، فهذا يعني أن يُنجَز الاستحقاق الرئاسي وأنه بإمكان لبنان واللبنانيين تفادي الوقوع بالفراغ».

إشارة إلى أنّ اللقاء حضره كل من مطران باريس للموارنة المونسنيور مارون ناصر الجميل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في البطريركية المارونية وليد غياض.

اتصالات ومواقف

وبينما كانت قد إستقطبت مشاورات الحريري أمس الأول مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إهتمام مختلف الأفرقاء تحليلاً وتأويلاً خلال الساعات الأخيرة، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل أمس أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الحريري وتداول معه «في الوضع الراهن من مختلف جوانبه»، بالإضافة إلى إطلاعه على أجواء اللقاء مع باسيل في باريس. في وقت أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ التواصل بين «تيار المستقبل» و»التيار الوطني الحر» هو تواصل «مفيد لكل اللبنانيين»، إلا أنه شدد في الوقت عينه على استمراره في الترشح وعدم حصول أي تغيير في موقف قوى 14 آذار حيال هذا الموضوع، لافتاً الإنتباه إلى أنّ المشكلة ليست في ترشحه بل في «تعطيل فريق 8 آذار المستمر حتى ضمان الوصول إلى مرشح يناسبهم»، وذكّر في هذا السياق بأنّ هذا الفريق «سبق أن عطل الانتخابات الرئاسية عام 2008، وهو اليوم يحاول تكرار السيناريو نفسه». فيما تلقى رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» النائب وليد جنبلاط أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أكد لجنبلاط «أهمية حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وأن يكون مدخلاً لمزيد من الاستقرار والتفاهم بين اللبنانيين».

كمين

أمنياً، طغى أمس إشتباك دورية من الجيش مع «مجموعة مسلحة كمنت لها في جرود منطقة الرهوة – عرسال ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين بجروح مختلفة»، حسبما أوضح بيان المؤسسة العسكرية. وعلى الأثر عزز الجيش قواته الميدانية في المنطقة وأطلق حملة تمشيط مؤللة ومروحية في جرود السلسلة الشرقية لملاحقة المسلحين، مشيراً في بيانات متلاحقة إلى أنّ وحداته شنت عمليات دهم «لأماكن ومصادر إطلاق النار» ونفذت عملية تفتيش واسعة في المنطقة حيث تبيّن أنّ «المسلحين فروا إلى جهة مجهولة». وليلاً أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ الجيش ألقى القبض على أربعة سوريين في الرهوة، بعدما تمكن من تدمير عدد من الآليات التي تحمل رشاشات متوسطة ومنصات مضادة للطائرات.

وعن طبيعة الكمين والمجموعة المسلحة التي تقف وراءه، أوضحت مصادر معنيّة لـ»المستقبل» أنّه وبينما كانت دورية عسكرية تقوم «بتفقد روتيني للمنطقة التي جرى فيها الإستهداف، تفاجأت بإطلاق نار مباغت عليها من جهة التلال والجبال المحيطة ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف الدورية التي سارعت على الفور إلى الرد على مصادر النيران والإشتباك مع المسلحين وصدّهم».

وإذ جزمت في المقابل بأنّ المجموعة المسلحة تكبدت «خسائر بشرية مؤكدة بين قتيل وجريح»، لفتت المصادر إلى صعوبة حصر أعداد هؤلاء القتلى والجرحى «ربطاً بوعورة المناطق الجردية التي يتوارون فيها». ورداً على سؤال، أكدت المصادر أن هذه «المجموعة تضم في صفوفها مسلحين سوريين يبدو أنهم كانوا قد انكفأوا في الجبال والأودية الجردية إبان تنفيذ الجيش عملية انتشاره الأخيرة في جرود المنطقة»، لافتةً إلى أنّ «الإشتباك الذي حصل بالأمس أتى نتيجة تضييق الخناق عليهم وانكشاف البقعة الجغرافية التي يتوارون فيها».

مجلس الوزراء

في إطار متابعة جدول أعمال مجلس الوزراء غداً الجمعة، جددت مصادر وزارية التأكيد لـ«المستقبل» أنّ الجلسة التي ستبحث في 40 بنداً إدارياً أغلبها يتعلق بنقل اعتمادات لوزارات «لن تشهد تعيينات على مستوى المحافظين لا سيما لعكار وبعلبك الهرمل، ولا تعيين مدير عام لوزارة العدل، بانتظار التوصل إلى سلة تعيينات توافقية في هذا الملف».

الحوار

أما في ما يتصل بانعقاد هيئة الحوار الوطني في جلستها المرتقبة الإثنين المقبل لاستكمال مناقشة بند الإستراتيجية الدفاعية، فقد أكدت مصادر قصر بعبدا لـ»المستقبل» أنّ «أياً من أعضاء الهيئة لم يبلغ رئاسة الجمهورية رسمياً بعدم حضوره الجلسة»، مع تشديدها على كون الإستحقاق الرئاسي «لا يؤثر على استمرارية جلسات الحوار».