Site icon IMLebanon

بطاركة الشرق … الى الشرق

العالم يستدرك أخطاءه.

ويستعد ل مواجهة داعش.

إلا أن رحلة بطاركة الشرق الى أربيل هي البداية.

وما حققه الكاردينال الراعي في لقاءاته مع زملائه البطاركة ومع رئيس اقليم كردستان، هو الانتصار على الانفصال.

الآن هناك عالم يتحفز للانتصار على داعش.

وهناك همجية تريد استئصال الحضارة، وتعميم الجهالة.

ثمة أخطاء لا تغتفر.

وكوارث بشرية لا تُقاس بحجم.

إلا داعش وأخواتها وأعمامها والأقرباء، هم أعداء البشرية جمعاء.

ذبح الأميركي على يد داعشي أثار الرئيس الأميركي أوباما.

لكن ذبح المواطنين في الموصل، لم يكن مبرراً لإثارة الرئيسين أوباما وهولاند.

الأميركيون خافوا على أربيل، لأن فيها العشرات من رجال الأعمال الأميركيين، أصبحت أعمالهم ومصالحهم… وحياتهم مهددة، فتحركوا لمواجهة الداعشيين.

والفرنسيون، ومعهم الأم الحنون، عرضوا على المسيحيين استضافتهم، اذا استطاعوا الهروب الى بلادهم، لا اذا ما نجحوا في المكوث في العراق.

وأخيراً… فكّر الرئيس الفرنسي هولاند بمؤتمر في أيلول لانقاذ العالم من أخطار داعش.

أين الفرنسيون من مقاومة ضمير الجنرال ديغول؟

وأين هولاند والاشتراكيون من قيادة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران؟

زعامات تتهاوى.

قيادات تنهار.

وعالم ايزنهاور وديغول، يحل مكانه عالم جورج دبليو بوش وباراك أوباما.

***

من أين نبتت داعش؟

وكيف قامت، وتحولت من منظمة متطرفة، الى دولة عدائية ومعادية للعالم كله؟

لا أحد يبرئ الأغنياء من دعم داعش للانتصار على حملة السلاح في بعض الدول الفتية.

ولا أحد يبرئ بعض دول العالم، مما وقع فيه الأغنياء في بعض البلدان.

إلا أن داعش أمعنت في غيّها.

وغرقت في أوحال الحقد والتعصب.

وراحت تذبح الناس، وتطلب الدين، وهو سماح، بقوة السلاح.

إلا أنها ذبحت الأميركي بمدية، وجعلت الأميركيين يتراجعون عن دعمها والمؤازرة.

وهذا، فإن بداية الخطأ، هو أيضاً بداية الاندثار والسقوط.

قد تكون داعش كبرت بسرعة، لكن سقوطها لا يتم بالسرعة نفسها.

حسناً فعل كاردينال لبنان عندما سُئل، وهو في طريقه الى المطار، عما اذا كان مستعداً للاجتماع الى السيد حسن نصرالله، في كنيسة مار مخايل حيث اجتمع سابقاً بالرئيس الجنرال عون.

وكان جواب الكاردينال: أرحب باللقاء، وليس مهماً أن يتم في كنيسة أو في مكان آخر.

رحلة البطاركة الى بلاد مسعود برازاني، هي رحلة التعقل ضد التحجر.

والبطاركة ذهبوا من بيروت الى أربيل ومن سويسرا الشرق الى كردستان الشرق، لأن الخطر واحد، والانتصار واحد.

ولا شك في أن بطاركة الشرق وجدوا في أربيل، ارادة واحدة ضد التطرف، والتعنت، والتحجر، والتعصب.

والبطاركة كانوا واحداً في الرأي والرؤية، وهكذا هو لبنان المهدد الآن من وحشية داعش وأخواتها.