Site icon IMLebanon

«تبادل رسائل» لتحرير العسكريين.. وسلام في قطر الأحد

الراعي في مؤتمر واشنطن: مسيحيو الشرق مهددون بالزوال والعالم مجبر على إيقاف الوحش الزاحف

«تبادل رسائل» لتحرير العسكريين.. وسلام في قطر الأحد

 

إذا كان مبدأ «التبادل» لا يزال محظوراً تحت وطأة الفيتو الذي وضعته مكونات سياسية وازنة في البلد رفضاً لتحرير العسكريين المخطوفين مقابل إطلاق عدد من سجناء رومية، إلا أنّ «تبادل الرسائل ماشي والمفاوضات ماشية» في سبيل إيصال ملف العسكريين إلى محطته المرجوة بما يتيح إعادة لمّ شملهم مع عائلاتهم وفق ما أكدت مصادر حكومية لـ«المستقبل» مع تشديدها على أنّ الجهود الجدية والمتواصلة في هذا المجال إنما تتم على قاعدة «الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان». وفي حين يُعوّل على الدور الذي يتولاه الوسيط القطري في هذه العملية، من المرتقب بحسب ما علمت «المستقبل» أن يزور رئيس الحكومة تمام سلام الدوحة الأحد المقبل لمتابعة مستجدات ملف العسكريين المخطوفين مع القيادة القطرية في ضوء الجهود التي يبذلها موفدها على خط التواصل مع الجهات الخاطفة.

في الغضون، برزت خلال الساعات الأخيرة علامات استفهام متبادلة بين أهالي العسكريين المخطوفين و«الرابية» انطلقت بسؤال وجّهه الأهالي إلى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عما كان سيفعل «لو كان جبران (باسيل) أسيراً» وذلك في معرض الإعراب عن امتعاضهم من موقفه الرافض لتحرير العسكريين في مقابل الإفراج عن عدد من سجناء رومية، وسرعان ما أتاهم الرد سؤالاً مضاداً من عون طرحه على الأهالي في تغريدة على «تويتر»: «إسألوني ماذا كنت فعلت لو أنني في موقع المسؤولية، عندها تنتفي أي حاجة للسؤال الأول». 

وإذ رصد المراقبون ما بين سطور رد عون على أهالي العسكريين قناعةً ضمنية لديه تؤكد أنّ استقامة الأمور في البلد مرتبطة بمسألة توليه سدة الرئاسة الأولى، كشفت مصادر موثوقة لـ«المستقبل» أنّ اللقاء الأخير الذي جمع عون مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله رسّخ هذه القناعة لدى عون لا سيما في ضوء تيقّنه من استمرار تموضع «حزب الله» خلف ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وفي هذا السياق نقلت المصادر عن نصرالله قوله لعون خلال اللقاء: «جنرال أنت تقود العربة الرئاسية ونحن معك في المقاعد الخلفية، فاذهب بنا أينما شئت».

النازحون

على صعيد آخر متصل بملف النازحين السوريين، تصاعدت خلال الأيام الأخيرة وتيرة الأفعال العنصرية ضدهم بما يشمل اضطهادهم وطردهم واستهداف أماكن إقامتهم بالقنابل الصوتية والرصاص العشوائي في بعض المناطق، ما أسفر مساء أمس عن سقوط جريحين سوريين بهجوم شنه مسلحون يستقلون سيارة على مخيم للاجئين السوريين في القاع في بعلبك.

أما على مستوى المعالجة الرسمية لملف النزوح وأعبائه على الدولة اللبنانية، فقد ترأس رئيس الحكومة أمس الاجتماع الدوري للجنة الوزارية المكلفة متابعة هذا الملف. وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إثر الاجتماع أنّه خلص «في ظل التطورات التي يشهدها لبنان وفي ظل التهديدات التي تعرض لها النازحون السوريون في أكثر من منطقة« إلى التشدد في تطبيق مقررات مجلس الوزراء لناحية ضرورة التدقيق في المسألة الإنسانية للنزوح ونزع صفة النزوح عن كل سوري يعود إلى وطنه، مع إشارته إلى أنّ الاجتماع بحث كذلك في مسألة «إقامة مراكز إيواء نموذجية في المناطق اللبنانية الفاصلة بين الحدودين».

وأكدت مصادر اللجنة الوزارية لـ«المستقبل» أنّ اجتماع الأمس «كان غاية في الجدية بحيث تم في خلاله وضع أسس آليات التعامل مع النازحين«، لافتةً في هذا السياق إلى أنّ «معالم هذه الأسس والآليات ستتضح بصورة مكتملة خلال اجتماع اللجنة الأسبوع المقبل».

بطاركة الشرق

وفي إطار التداخل اللبناني الإقليمي الدولي ربطاً بالأزمة السورية وانعكاساتها على المنطقة، افتتح مؤتمر بطاركة الشرق أعماله أمس في واشنطن دفاعاً عن المسيحيين بلقاء إعلامي في نادي الصحافة، دعا فيه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الولايات المتحدة الأميركية إلى اتخاذ «موقف واضح وخطوات أكثر لحماية المسيحيين الذين يتعرضون للقتل والتهجير على يد «داعش» وغيرها من المنظمات الإرهابية»، وقال: «الشرق هو وطن المسيحيين واليوم هم مهددون بالزوال في ظل ما يحصل»، مشدداً على أنّ «دول العالم مجبرة على إيقاف وردع الوحش الزاحف وإعادة الذين هُجّروا إلى بيوتهم وتأمين الحماية لهم»، مع تأكيده على كون «العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي مسؤولين عن الأسرة البشرية»، متسائلاً في المقابل عن جدوى وجود مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة إذا كان القيّمون عليهما يتغاضون عن «العودة إلى العصر الحجري في زمن العولمة».