Site icon IMLebanon

تحضيرات لحراك مسيحي في مواجهة الفراغ

الفاتيكان يضغط دولياً لإنجاز الاستحقاق

تحضيرات لحراك مسيحي في مواجهة الفراغ

غدا كسابقه: لا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية. ينسحب الامر على ما بعد الغد وعلى ما يليه. يشرق فجر 25 أيار على الفراغ في جمهورية الانقسامات. فما الذي سيحمله 26 أيار؟ على اي ايقاع ستسير الحياة السياسية؟ كيف ستسيّر شؤون الدولة؟ هل من مخاوف على الاستقرار؟ من سيبادر الى تقريب وجهات النظر؟ الى متى سيشغل الفراغ قصر بعبدا؟ هل ينسحب على جلسات المجلس النيابي والحكومة في محاولة ضغط؟ هل يتحرك المجتمع المدني؟ هل تتأثر حياة الناس اليومية؟.

تبدو الاجابة على السؤال الاخير اسهل الاجابات. فالناس المشغولة بهمومها الحياتية تتعاطى منذ زمن طويل مع القضايا السياسية من باب التسالي، الا حين تشتعل الساحات والمساحات بالتحريض. حينها فقط، «يا غيرة الدين». وفي هذا السياق، وعلى الرغم من التباكي والتحذير والخوف من شغور المركز «المسيحي» الاول، الا انه يسجل للجمهور المسيحي «تعقله» في التعاطي مع الفراغ الزاحف الى بعبدا. فبالمقارنة مع الاصداء والاصوات التي صدرت عشية انتخاب رئيس المجلس النيابي غداة انتخابات 2009 وما رافقها من ايحاءات المس بموقع الرئيس نبيه بري، ومقارنة بكيفية التعاطي مع اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، يبدو المسيحيون اكثر الطوائف استسلاما لقدرية يفترض انهم لا يحبذونها كثيرا. فهم المتمسكون بالحرية، حتى ايمانيا، اصبحوا ميالين الى تقبل القضاء والقدر كواقع لا مفر منه. ولهذا استطراداته التي لا مجال لها في معرض البحث عن اجابات لما بعد الـ25 من الشهر الجاري.

ومع ذلك، فثمة حراك يتحضر في اوساط سياسية ومدنية قريبة من الكنيسة، لمواجهة اليوم الاول من الفراغ وما سيليه. حراك يتكتم اصحابه عن الافصاح عنه وعن خطواته وآلياته، وان كانوا يؤكدون انه حاصل وان «الامور لن تمر مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن».

وفي انتظار بلورة هذا الحراك وادواته ومدى شعبيته، تبدي اوساط سياسية قريبة من «14 آذار» تخوفها من «تفلت امني يعيد البلاد الى اجواء التفجيرات او الاغتيالات او حتى الصراعات الامنية المتنقلة». الا ان سياسيا مخضرما ينقل عن مصادر امنية حسمها بـ«عدم السماح بأي اخلال بالامن تحت اي ذريعة او عنوان. فالقوى الامنية ستعزز من حضورها وستكون حاسمة في القضاء على كل اشارة لاستغلال الفراغ في رئاسة الجمهورية لزعزعة الامن». يساعدها في ذلك، بحسب السياسي نفسه، «المظلة الدولية التي تحرص على استقرار البلد. فما لم يكن مسموحا في خلال السنوات الماضية التي كانت حبلى بكل الامكانات لتفجير الاوضاع لبنانيا، لن يكون مسموحا اليوم تحت اي ظرف. فالامن خط احمر. بالتالي لا خوف على السلم ولا على الامن».

لكن السؤال يبقى ملحاحا. من سيكسر الجمود؟ اية ظروف مستجدة ستتيح لرئيس جديد الوصول الى بعبدا بعد 25 ايار؟

يتفق عدد من النواب المسيحيين، في مقلبي الانقسامات، على ان «التأثير اللبناني في انتخاب رئيس تضاءل الى حدود الصفر. والرهان على توافق خارجي اصبح الخيار الوحيد». يتوقعون ان «يتواصل الضغط الفاتيكاني ويتزايد في عواصم القرار الغربية تحديدا». ويراهنون على «اتفاقات ايرانية ـ سعودية، وحتى مصرية، رغم انشغالات مصر بهمومها الرئاسية، من اجل الاتيان برئيس يعيد محورية موقع الرئاسة اللبنانية الى الحياة السياسية. فالافق المسدود محليا لن يوصل الى اي مكان، بل سيعزز قصور اللبنانيين عن ادارة شؤونهم الداخلية. وبالتالي سينزل الوحي على اللبنانيين متى نضجت ظروفه الخارجية». يعتبر هؤلاء ان «الفراغ سيزيد من انكشاف البلد وحاجته الى ضابط ايقاع قادر على امتصاص الجمر المقيم تحت رماد التسوية الحكومية الهشة، في انتظار تبيان الخيط الاسود من الابيض في المنطقة. فما نعيشه اليوم هو فترة سماح فرضتها الظروف، وكسب للوقت في زمن الانشغالات الكبرى عن قضايانا الصغرى، ومن بينها انتخابات الرئاسة».

«في النهاية سيكون لنا رئيس للجمهورية». يقول السياسي المخضرم هذه العبارة مشيرا الى ان «البلد سيسير على حدي التوتر السياسي والطائفي وصولا الى انتخاب رئيس يُرضي جميع الاطراف علنا ولا يُرضي احدا ضمنا. رئيس يتكيف مع الصراعات من حولنا، ويمرر الازمات بأقل قدر ممكن من الاضرار الداخلية. وسوى ذلك، تكهنات وامنيات في الوقت الضائع، من دون استبعاد بعض العروض الترفيهية على الطريقة اللبنانية».