Site icon IMLebanon

تسريبات بري عن الرئاسة؟!

 

حسنا قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «مجلسا لا يعمل ولا ينتج، لا يستحق التمديد له»، وهيهات لو تمسك الرئيس بري بوجهة نظره طالما انه مقتنع بان «المجلس مشلول»، فيما يبقى سؤال عمن دفع النائب نقولا فتوش الى تقديم «اقتراح قانون يقضي بالتمديد لمجلسنا الكريم»، نظرا لتعذر قيامه بمهامه، وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية بما في ذلك الاعداد لقانون الانتخابات النيابية، وفي الحالين جاء اقتراح فتوش وكأنه «ليس من بنات افكاره» الا في حال كانت رغبة جدية بالتمديد بعكس ما اشار اليه الرئيس نجيب ميقاتي نقلا عن الرئيس بري!

اما القول ان مجالات انتخاب رئيس الجمهورية فهي غير متوفرة طالما ان المقاطعة النيابية لجلسات الانتخاب غير منصوص عنها في الدستور والقوانين، غير ان الاعراف واضحة في هذا الصدد حيث تجيز بان يغيب النائب عملا بوجهة نظره، فضلا عن ان الاقتراح مرشح لان يبقى اقتراحا في حال قاطعه احد الوزراء من النواب!

وفي المقابل، هناك اخبار وتسريبات تقول ان الانتخابات الرئاسية ستجري في وقت غير بعيد، وهكذا بالنسبة الى الانتخابات النيابية من غير حاجة الى اقرار قانون جديد، وهذا مرتقب بعد انتخاب الرئيس الجديد ومن ثم بامكان مجلس النواب القيام بالمبادرة على اساس استعادة نشاطه من خلال شرط الانتخاب الرئاسي اولا.

ومن اهم ما جرى البحث فيه وراء ابواب مغلقة هو التمديد لمجلس النواب شرط حسم فترة التمديد من حساب الانتخاب المتأخر، من غير حاجة الى حسابات  متأخرة او متقدمة قياسا على لعبة «السبعة والنصف» التي تجعل من في يده ورق اللعب يربح بنسبة ما في يده  من ارقام حتى وان كانت في مستوى ما بيد خصمه؟!

هذا اللعب بالنظام يتعدى مستوى اللعب في الدستور والقوانين والاعراف، حتى وان كان المقصود منها اصلاح خلل ضارب في القدم، لان من تذكر التمديد لمجلس النواب كان ولا يزال يعرف ان الامور لن تمر بالسهولة التي يتصورها فتوش وغيره؟!

اما وقد قال الرئيس بري وجهة نظره، فان الذين لا يزالون يتصورون العكس فانهم يرون مجالات لا يصل اليها نظر الساعين الى التمديد بعكس كل ما يقال عن ان المجلس غير منتج ولا مجال لمكافأته على فشله في ان يكون منتجا بالنسبة الى اي موضوع كان مطروحا عليه، ان كان انتخاب رئيس للجمهورية او التمديد للمجلس وهي امور يعرف الجميع انها صعبة المعالجة مهما اختلفت الاعتبارات؟!

واذا كان من مجال لتصديق ما يقال عن عدم التمديد لمجلس النواب، فثمة من لا يصدق بتاتا فكرة انتخاب رئيس للجمهورية قياسا على ما يجري الكلام عليه كتسريبات من شأن الخوض فيها اعتبار الامور مشدودة باتجاه الكذب وليس العكس، مع علم من لم يعلم بعد ان الرئيس بري لم يقل ما نقل عنه، وهو لو اراد تأكيد روايته «لقال ذلك بعضمة لسانه»، لاسيما ان الكلام الاول قاله الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا بد كان يرغب في الشيء وعكسه؟!

لقد سبق القول في مناسبة الانتخابات الرئاسية ان العماد المتقاعد ميشال عون لو اراد الوصول الى الرئاسة لما تأخر لحظة عن ترشيح نفسه، فيما لا يزال يدور ويحور وليس من بوسعه القول عنه انه مرشح، الا في حال كان تفاهم مع حليفه حزب الله على مقاطعة جلسات الانتخاب منعا لحصول نصاب قانوني، لاسيما ان الجنرال يعرف ان قوى 14 اذار قادرة على مبادلته المقاطعة بمقاطعة والعياذ بالله، خصوصا ان الرئاسة مرشحة لان تطير من بين يديه، من غير حاجة الى ان يكون الخصم هو رئيس حزب القوات اللبنانية؟!

وفي عود على بدء، من الضروري انتظار بعض الوقت لمعرفة مدى جدية الرئيس بري في عدم التمديد لمجلس النواب، بما في ذلك انتخاب رئيس ليس بالضرورة ان يكون جعجع او عون، لاسيما ان اللعبة السياسية في حال اكتمال عناصرها ستؤدي تلقائيا الى ما يسمح بانتظار مفاجآت بحسب ما ترى اوساط سياسية وديبلوماسية مطلعة يفهم من تسريباتها ان التمديد لمجلس النواب واقع بعكس كل ما يقال عكس ذلك، خصوصا ان مجالات اللعب على الالفاظ تبقى واردة عند جميع من لديه معرفة ولو بسيطة في الاصول السياسية المعتمدة في لبنان؟!