Site icon IMLebanon

“تعهد بكركي” الرئاسي الى الواجهة مجددا/ مم يحذر جعجع وأي تفعيل لدور جنبلاط؟

 

لم تحجب عطلة عيد العمل أمس التفاعلات التصاعدية لما بات يمكن تسميته أزمة الاستحقاق الرئاسي منذ راحت ظاهرة تعطيل نصاب الجلسات الانتخابية تحكم حصارها على المسار الدستوري والسياسي للاستحقاق . وإذا كان من مؤشر أساسي على تصاعد التداعيات لهذا التعطيل المنهجي فهو برز مع ملامح تنافر واضح بين بكركي والفئات المعطلة للنصاب على خلفية اخلال الفريقين المسيحيين في محور ٨ آذار التيار الوطني الحر وتيار المردة بالتعهدات التي تم التوصل اليها في لقاءات بكركي بين الأقطاب السياسيين الموارنة برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن ابرزها التزام تأمين النصاب للجلسات وعدم التغيب عنها . هذا التنافر بدأ يطل برأسه من خلال الموقف المتقدم الجديد الذي أعلنه البطريرك الراعي عقب لقائه مساء الاربعاء الماضي في باريس الرئيس سعد الحريري بما يوازي تحريم تعطيل النصاب . وبنبرة حادة لم تخف استياءه من تعطيل الجلستين السابقتين للانتخابات الرئاسية أعلن الراعي انه ” لا يحق للنائب الغياب عن جلسات الانتخاب لان حضوره واجب وطني ودستوري وضميري ” وذهب أيضاً الى وصف الفراغ الرئاسي بانه ” جرم وطني كبير بحق لبنان ” . ولعل الموقف الاخر الذي لا يقل دلالة تمثل في نفي البطريرك تكرارا ان يكون لديه اي مرشح رئاسي اذ قال انه لا يسمح لنفسه بطرح اسماء.

وإذ لوحظ ان وزير العمل الكتائبي سجعان قزي اثار بدوره أمس مسألة تعهد بكركي للاقطاب الموارنة الذي تعرض للانتهاك في الجلستين توقعت أوساط معنية ان يتخذ هذا الامر بعدا ساخنا في قابل الايام وسط تنامي الحديث مجددا عن عودة كرة الازمة الرئاسية في حيز أساسي منها الى مرمى القوى المسيحية في ظل عاملين : الاول معرفة مدى استعداد القوى المسيحية في فريق ٨ آذار للمضي في لعبة تعطيل النصاب للجلسات وتاليا تحمل الوزر الاساسي لخطر الاقتراب من نهاية المهلة الدستورية من دون انتخاب رئيس جديد ما دامت القاعدة التي باتت تحاصر الاستحقاق هي اما الفراغ وأما انتخاب مرشح غير معلن بعد لفريق ٨ آذار .والثاني استكشاف حقيقة ما أشيع عن ان الحوار الحريري – العوني أفضى من جملة ما أفضى اليه الى ضرورة تحقيق توافق مسيحي – مسيحي للعبور الى المرحلة الحاسمة من الانتخابات .

في ظل هذه المعطيات المعقدة لا تبدو الاوساط المعنية متفائلة باي تطور إيجابي وشيك من شأنه تبديل وتيرة التعطيل الجارية خصوصا بعد الكلام الصريح للرجل الثاني في ” حزب الله ” الشيخ نعيم قاسم الذي استبعد صراحة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل الوقائع الراهنة واعترف جهرا بالمضي في تعطيل النصاب . كما ان الاوساط نفسها توقفت عند المواقف البارزة لرئيس حزب ” القوات اللبنانية ” سمير جعجع أمس امام حشد طلابي في معراب واعتبرت انها مواقف تكتسب دلالات مهمة خصوصا لجهة تحذير جعجع بعد يوم من وصفه لتعطيل نصاب جلسة الانتخاب بانه ٧ أيار اخر . ذلك ان جعجع أعاد الصراع أمس وتكرارا الى سوية صراع على مشروع الدولة متهما فريق ٨ آذار بانه يريد رئيساً يضمن مخططه بعدم قيام الدولة . وإذ اعتبر ان ترشحه يمثل ترشح بشير الجميل ورينه معوض ورفيق الحريري وبيار الجميل وسائر شهداء ثورة الأرز حذر من انهم يريدون اخذنا مجددا الى الدوحة او باريس او اي عاصمة اخرى ” ولكننا هذه المرة لن نذهب الى اي مكان ” . ورأت الاوساط ان تركيز جعجع على البعد المتعلق باستدراج الخارج الى التدخل في الاستحقاق ينطوي ضمنا على تنبيه من إمكان تطور موقف ٨ آذار الى ما يتجاوز التعطيل الدستوري وهو امر يستدعي التوقف عنده مليا .

في اي حال تقول الاوساط المعنية نفسها ان الايام القليلة المقبلة مرشحة لتوسيع رقعة المشاورات الداخلية في كل الاتجاهات . وكان اللقاء الذي جمع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والوزير بطرس حرب لافتا في سياق توسيع الاتصالات بحثا عن أفكار وآفاق جديدة لإخراج المأزق الرئاسي من المراوحة والتعطيل ، خصوصا ان ثمة من يتوقع تفعيلا لدور جنبلاط في السعي الى فتح ثغرة توافقية في ظل الاتصال الذي تلقاه اول من أمس من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند والذي كان من شأنه ان أضاء على دور جنبلاط في هذا المعترك .