Site icon IMLebanon

جعجع انتزع حقّ «الفيتو» من الحريري على أسماء المرشّحين

 

اذا كانت زلات اللسان امراً طبيعياً لدى بعض السياسيين كما حصل مع الرئيس امين الجميل اثناء القائه كلمته في المهرجان الكبير لـ«ثورة الارز» حيث ذكر العماد ميشال عون بدلاً من الرئيس ميشال سليمان وتراجع عنها وكذلك الامر مع امير الكويت الذي رحب بالرئيس ميشال عون سليمان، الا ان زلة لسان النائب وليد جنبلاط في مهرجان المصالحة في بلدة بريح حيث رحب بالعماد ميشال عون وتراجع عنها ممازحاً ومعتبراً انها نتيجة الهواجس التي تسكنه حيال رفضه وصول عون الى بعبدا وعلى قاعدة «كفى جنرالات»، فان جنبلاط – بحسب اوساط متابعة لمواقفه – الذي يتمتع بذكاء حاد ودهاء يشهد له غالباً ما كان يوجه الرسائل الى من يعنيهم الامر عبر زلات اللسان التي تعبر فعلاً عن موقفه الحقيقي، وفق الاوساط المقربة من الزعيم الاشتراكي.

يوم توقيع «الاتفاق الثلاثي» تقول الاوساط في دمشق بين الرئيس نبيه بري والوزير الراحل ايلي حبيقة وجنبلاط سئل الاخير عن رأيه فاجاب: «عسى ان يطبق هذا الاتفاق في عهد ولدي تيمور» وكان الاخير لا يزال في سن الطفولة، ولكن الاتفاق سرعان ما سقط بعد اسبوعين تقريباً على توقيعه لتشهد بعده المنطقة الشرقية وفق توصيفها في تلك المرحلة تطورات دراماتيكية وتحولات نوعية ادت في النتيجة الى خروج حبيقة من المنطقة المذكورة وسيطرة «القوات اللبنانية» بقيادة الدكتور سمير جعجع على معظم الساحة المسيحية.

واشارت الاوساط الى ان زلة لسان جنبلاط حول «الجنس العاطل» في توصيف الاقطاب الموارنة، ان دلت على شيء فعلى الواقع المأساوي في التناحر بين ديوك هذه الطائفة الذين لم يقاتلوا كما تقاتلوا، فهم اكثر من يتقن فن الحروب ولكنهم لا يحسنون قطف الانتصارات اذا جاز التعبير، عبر تاريخهم الطويل الحافل بالدماء والدموع، ولعل اللافت ان جنبلاط غالباً ما يرسل توضيحات اثر اجرائه مقابلات مع الاعلام يفسر فيها بعض المواقف الا انه بذلك يكون قد اوصل عمداً الرسالة التي يريد ثم يتراجع عنها على خلفية ان محاوره اساء الفهم.

ولفتت الاوساط الى ان زلة جنبلاط في بريح تركت اسئلة كثيرة وعلامات استفهام حول ما رمى اليه الزعيم الاشتراكي فهل قصد بذلك تسمية عون رئيساً للجمهورية ام انه اراد تأكيد رفضه لوصول الجنرال الى بعبدا، علماً ان الكلمة التي القاها كانت مكتوبة ولا تحتمل زلات اللسان، ولعل البارز ان جنبلاط غادر اثرها الى باريس يرافقه الوزير وائل بو فاعور ليلتقي وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ويجتمع بالرئيس سعد الحريري الذي استقبل جعجع في لقاءين متتاليين قبل ان يغادر الى السعودية ليستقبل رئيس الحكومة تمام سلام.

وتؤكد الاوساط ان هذا الاسبوع يسرق النوم من عيون المرشحين الكبار وفي طليعتهم سيد الرابية الذي يعكف فريقه على تكثيف الاتصالات استعداداً لجلسة الخميس التي تفصل بين الرئاسة والفراغ واذا كانت المعلومات التي تسربت عن اللقاءين بين الحريري وجعجع بأن الاخير اعطي حق «الفيتو» على اسماء المرشحين، فان صحت التسريبات، فهذا الامر يؤكد على تقدم البحث في اسماء الطامحين للكرسي الاولى من الصف السياسي الثاني الذي يفتقد الى الشعبوية وان تأكيد السفير السعودي علي عواض العسيري على «رئيس توفيقي» قادر على الجمع يدل على ذلك خصوصاً ان الجنرال الذي لم يعلن ترشيحه حتى الآن هو مرشح تحد بالنسبة لجعجع ولمسيحيي فريق 14 آذار الذي قيل ان الحريري نصح عون باقناعهم بقبول ترشيحه حاصراً المشكلة داخل الساحة المسيحية، فهل ينجح اللاعبون الاقليميون في حسم موضوع انتخاب رئيس الجمهورية ام ان الطبق الرئاسي لا يزال على نار خفيفة في انتظار الانتخابات في سوريا والعراق ومصر لتبني الدول الكبرى على النتائج مقتضاها.