جعجع وعون:الكباش حتى الرمق الأخير في الملف الرئاسي قناعة معراب «لا حدود لها» بنجاح تجربتها الرئاسيّة لولا الجنرال الرابية مُستمرّة في المعركة السريّة للاستحقاق
لا يزال رئيس القوات مقتنعاً بانه فعل عين الصواب عندما ترشح للانتخابات الرئاسية في الدورات المتتالية التي جرت قبل ان تدخل البلاد في الفراغ الرئاسي القاتل، ولا يزال سمير جعجع بحسب مصادر مسيحية على موقفه المبدئي في تحميل عون مسؤولية الفراغ وايصال البلاد الى التعطيل والفراغ ولا يزال يضع الحق كل الحق على رئيس الاصلاح والتغيير في ايصال الأمور الى ما وصلت اليه بسبب اصرار التيار الوطني الحر على خيار «عون او لا أحد» في الرئاسة. ورغم اقتراب موعد التاسع من حزيران فان رئيس القوات الذي يدرك تمام الادراك ان فرصه معدومة في الحصول على لقب صاحب الفخامة، لم يطرح اي خيارات بديلة وواقعية لخلافتة في الترشيح، ويرمي الكرة كلها في ملعب الجنرال. وحال رئيس القوات لا تختلف عن حال زعيم الرابية الذي يعتبر نفسه «الأفضل والأكثر استحقاقاً لكرسي بعبدا». خصوصاً انه يتربع على عرش اكبر كتلة مسيحية وهو الأكثر تمثيلاً لدى المسيحيين. ونتيجة هذا التعنت وهذه القناعات حل الفراغ الذي حذر منه البطريرك الراعي والعاملون في الملف الرئاسي بدون ان تلوح في الأفق بعد اي صيغة او ملامح لما سيحل بالكرسي الاولى.
ولعل السؤال البديهي في ظل الفراغ القائم اليوم، ماذا جنى كل من عون وجعجع من الكباش الرئاسي الذي سلط الضوء مجدداً على نزاع عون وجعجع واختلافهما المزمن و«المريض» في السياسة، فسمير جعجع خرج من معركة الرئاسة بنقمة اكبر من الفريق السياسي المعادي له وبتأييد وضغط كبير من فريق 14 آذار، فيما ميشال عون لا يزال يبحث عن مخرج والابواب تفتح ثم تغلق فجأة بوجهه.
لا يزال سمير جعجع تقول مصادر مقربة منه يشعر حتى الساعة ان ترشيحه للانتخابات الرئاسية رغم كل ما قيل وقال فيها، من اكثر الأمور الإيجابية التي فعلها في حياته السياسية فالترشح للرئاسة الأولى حق لكل لبناني ، وحق اساسي لأي قيادي في ثورة الأرز، وزعيم معراب يعتبر خوضه الاستحقاق والاصوات التي حصل عليها انتصاراً سياسياً، في حين يرى ان ما فعله الأخصام من تطيير نصاب إفلاس سياسي، وعليه فان جعجع بينه وبين نفسه يحصي الأرباح التي حققها والمكاسب على الشكل التالي:
يدرك رئيس القوات تضيف المصادر انه كان افضل اللاعبين في الملف الرئاسي داخلياً وانه استطاع إحراج خصمه المسيحي الأول ميشال عون، لا بل احرق له كل مراكبه الرئاسية. والأكثر من ذلك فان جعجع بحسب القواتيين تمكن من تسجيل سكور قوي في مرمى 8 آذار باسقاط مرشحها الافتراضي ميشال عون.
استطاع سمير جعجع بحسب المصادر ان يقول: الأمر لي في الاستحقاق في صفوف 14 آذار، وان يجمع كل فريق 14 آذار حول ترشحه ولو رغماً عن ارادة البعض وخصوصاً المرشحين المسيحيين الذين يعتبرون ان جعجع ضيع حلمهم الرئاسي ، واثبت جعجع انه المرشح الأقوى في 14 آذار وان حلفه مع سعد الحريري «لا غش او لبس فيه» وان الخطوط المفتوحة بين الرابية والمستقبل لا تقدم ولا تؤخر في ما كتب في الاستحقاق.
لكن اذا كانت معراب لا تسلم بالخسارة فان لدى الرابية الكثير من المعطيات التي تحاول البناء عليها لاكمال المشوار الرئاسي. القناعة العونية على حد ما تقول مصادرفي التيار الوطني الحرّ ان الفرصة لا تزال متوفرة، تماماً كما أنجزت الحكومة والبيان الوزاري، والتعيينات والخطة الأمنية وتفاهم حزب الله والمستقبل حول العناوين الأمنية، فان الاستحقاق الرئاسي سيكون مصيره كحال هذه الملفات التي استتبعت تفاهم كل القوى وتقديم تنازلات وتسوية بين الأفرقاء. والقناعة العونية ان المستقبل وجد نفسه مضطراً لمسايرة معراب أولاً لأن الظروف الإقليمية لانتخاب رئيس ليست مؤاتية بعد، واما لأن الحريري وجد نفسه محشوراً ومحرجاً مع فريق 14 آذار وغير قادر على التفريط بانجاز ثورة الأرز. وحتى الساعة لم تصدر مواقف مزعجة من الفريق العوني قد تعكر صفو العلاقة بالمستقبل وذلك دليل كما تقول المصادر على ان التيار الوطني الحر لا يزال يعول على المستقبل في الاستحقاق الرئاسي، وفي حال تعذر الحصول على دعم الأخير في الاستحقاق فان التيار ليس في صدد زعزعة تقاربه بالمستقبل للسبب الرئاسي لأنه سيتفهم الخصوصية التي املت على سعد الحريري مواقفه، وبالتالي فان التفاهم مع المستقبل سيبقى قائماً ولن يقفل باب التفاوض باقفال الملف الرئاسي، فالتفاوض يمكن ان يحصل على المرشح التوافقي وعلى قيادة الجيش وملفات كثيرة، فالمهم ان الفريقين يحرصان على عدم تفويت الفرصة وخلخلة ما تم انجازه حتى الآن والذي انعكس على مجمل الأوضاع السياسية وألأمنية في البلاد وبانتظار ان تتبين ملامح الاتفاق بين السعودية وايران وان تكشف السعودية عن مرشحها المفضل للاستحقاق اللبناني.