بات رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط متمسّكاً بترشيح النائب هنري حلو أكثر من أي وقت مضى، والدلالة على ذلك تأكيده أنه لو اتفق الرئيس سعد الحريري والنائب ميشال عون على المرشّح الرئاسي، فإنه سيستمرّ بالنائب حلو مرشّحاً رئاسياً، يقول مقربون منه، مهما اشتدّت التحالفات المناهضة له، أو مورست عليه ضغوطات. وكان النائب جنبلاط قال في مجلس خاص، أنه لا يبغي التصويت لمرشّح 8 أو 14 آذار، إنما هو اختار أحد نواب كتلته كمرشّح رئاسي ليس للمناورة كما يظنّ البعض، وقد شرح أمام زواره وطنية ومارونية النائب حلو، مؤكداً أنه سيسير به حتى النهاية، وإلى حين وصول التسوية إلى خواتيمها فلكل حادث حديث. وبالتالي، فإن رئيس «اللقاء الديمقراطي»، وبحسب المقربين منه، لن يمانع في قيام مرشّحه الرئاسي بسلسلة لقاءات ستشمل النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع، بعدما كان سبق له أن التقى الرئيس أمين الجميّل والبطريرك الماروني بشارة الراعي، إضافة إلى قيادات سياسية وروحية.
وفي هذا السياق، اشار مقربون الى أن جنبلاط يعلم أن لا تسوية قريبة، وهو لهذه الغاية يملأ الوقت الضائع بهدوء دون أن يلتزم بأي جهة سياسية، إذ لا ينفكّ من توجيه الإنتقادات في مجلسه الخاصة، لمعظم القوى السياسية «التي تغرّد خارج الوقائع المحلية والإقليمية والدولية»، ونقل المقربون انه وصل اليه استياء حزب الله ربطاً بموقفه المؤيّد للزيارة التي قام بها البطريرك الراعي إلى الأراضي المقدّسة، بحيث جاء موقفه لافتاً ومميّزاً، كما أنه فاجأ الكثيرين، في الوقت الذي غابت فيه بعض المواقف القيادية المسيحية عن الوقوف إلى جانب البطريرك الماروني، مع العلم أن هذه القيادات لطالما ادّعت الحفاظ على حقوق المسيحيين، وسبق أن وجّهت الدعوات في السنوات الماضية لعودة اللاجئين إلى إسرائيل بعد خروجها من الجنوب.
وفي هذا السياق، رفض المقربون أن يكون موقف زعيم المختارة من زيارة الراعي إلى الأراضي المقدّسة المحتلة مناورة أو مجرّد تعزيز المرشّح حلو على الصعيد المسيحي، وأكدت أن هذا الموقف مبدئي، وهو داعم للبطريرك الراعي، ويندرج في سياق التقارب بينهما، خصوصاً أن جنبلاط مرتاح وممتنّ للخطاب البطريركي تجاه المختارة خلال مصالحة بريح.
وكشف المقربون عن ان جنبلاط يستعدّ للقيام بجولة أوروبية يزور خلالها موسكو وباريس، وستكون له مواقف لافتة في ضوء محادثاته مع المسؤولين في العاصمتين، والتي سيبحث خلالها في مستقبل المنطقة إنطلاقاً من الملفات الإقليمية وانعكاساتها المباشرة على الساحة اللبنانية، ولا سيما في موضوع الإستحقاق الرئاسي، ومن أبرز هذه الملفات سيكون ملف المحادثات الإيرانية مع الولايات المتحدة الأميركية ومع بعض الدول الأوروبية، تزامناً مع التوجّهات الإيرانية تجاه الرياض واحتمال توظيف هذه التطوّرات في إنضاج التسوية في المنطقة، وبالتالي في لبنان. وركّزوا على أن جنبلاط يراقب تطوّر الأزمات والصراعات الجارية في دول الجوار للبناء عليها في تحرّكاته المقبلة على الصعيد المحلي.
وفي هذا المجال، تحدّث المقربون عن أن السفير الأميركي في لبنان دافيد هيل قد وضع رئيس الإشتراكي في أجواء ونتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخاطفة إلى بيروت، مما يؤكد أن جنبلاط، ومن خلال تمسّكه المعلن بمرشّح «اللقاء الديمقراطي» إلى رئاسة الجمهورية، يدرك تماماً صعوبة حصول تسوية محلية في المرحلة الراهنة، وكذلك بالنسبة لموقفه «غير الشعبي» من مشروع سلسلة الرتب والرواتب، والذي بُني على تقارير مالية تلقاها من مختصّين في المجال الإقتصادي والمالي، والذين نصحوه بدقّ ناقوس الخطر والتنبيه من انعكاسات زيادة الأعباء المالية على الخزينة العامة، وبالتالي، فهو رفض الدخول في لعبة المزايدات «الإنتخابية» التي لا تحقّق المصلحة العامة للبلاد.