Site icon IMLebanon

جولة كيري لن تفضي الى تسوية «رئاسيّة» وتوافق على شخصيّة مُعيّنة لا دعوة لبكركي الى عصيان مدني

جولة كيري لن تفضي الى تسوية «رئاسيّة» وتوافق على شخصيّة مُعيّنة لا دعوة لبكركي الى عصيان مدني

. سلاحها الكلمة

تكثّفت الإتصالات في الأيام القليلة الماضية على عدة محاور بغية الخروج من النفق المظلم، وتحديداً حول الإستحقاق الرئاسي الذي بدا ضبابياً ويبشّر بفراغ طويل الأمد، وذلك ما يكشف عنه أحد الوزراء الحزبيين ممّن لهم صلات وثيقة محلية وإقليمية ودولية، وعلى اطلاع بما يحصل على الساحة الداخلية من لقاءات واتصالات جرت في الأيام القليلة الماضية على أكثر من محور. والخلاصة التي تمخّضت عنها هذه المساعي، لا تؤشّر إلى إيجابات أو بوادر عن انتخاب قريب لرئيس الجمهورية، وهذا ما أوحت به بعض المحطات والعناوين التي تصب في خانة السلبيات، إذ بداية يقول الوزير المذكور، أن جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة، لن تؤدي إلى «خبطة» سياسية أو مفاجأة قد تفضي لاحقاً إلى تسوية أو حلول معينة تنتج إنتخابات رئاسية وتوافق حول شخصية معينة، الأمر الذي أوحت به لقاءات كيري مع الرئيسين نبيه بري وتمام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي سلّمه كتاباً خطياً حول ضرورة تفعيل الإدارة الأميركية اتصالاتها وممارسة ضغوطاتها باتجاه العواصم المعنية بالملف اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن.

وعلى الرغم من تشدّد البطريرك الراعي في هذا المطلب خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي، إنما استدلّ من كلام كيري وبعض الإشارات التي يمكن البناء عليها في سياق مؤتمره الصحافي في السراي، أن لا شيء يدلّ على حراك أميركي فاعل وحاسم تجاه الإنتخابات الرئاسية، وهنا يقول الوزير أنه قد بدا واضحاً لكل من التقى الوزير كيري أن الإدارة الأميركية مهتمة اليوم بما يحصل في جزيرة القرم أكثر مما يحصل في بيروت، لأن الملف اللبناني لم يعد من الأولويات الأميركية، ولهذه الغاية تم تجيير هذا الملف لفرنسا، وبالتالي، فإن واشنطن لم تعد تعير لبنان إهتماماتها كما في السابق، ومن هنا يتخوّف البعض من إطالة أمد الشغور الرئاسي، وعدم تمكّن قوى 14 آذار من تسمية هذا المرشّح أو ذاك، حتى وإن انسحب الدكتور سمير جعجع، وجرى الإتفاق على شخصية أخرى من 14 آذار، الأمر الذي قد يشكّل ورقة ضغط على قوى 8 آذار التي تعتبر أن ترشّح جعجع تحدّياً واستفزازاً لها.

وفي مجال آخر، تتحدّث المعلومات، وبعد حراك المؤسّسات المارونية على القيادات والأقطاب الموارنة جملة تناقضات وخلافات لا حدود لها، خصوصاً بعد كلام العماد ميشال عون عن النائب وليد جنبلاط، وعلم في هذا الإطار، أن اللقاء الذي عقد في بكركي بين الراعي والمؤسّسات المارونية كان صاخباً بعدما طرح البعض مسألة تحكّم بعض القوى السياسية بمصير ومسار إستحقاق الرئاسة وعدم الإلتزام بمذكرة بكركي، وكذلك للقاء البطريرك والأقطاب الموارنة الأربعة، وكان سيد بكركي حاسماً ومتشدّداً في ضرورة انتخاب رئيس جديد في اقرب وقت ممكن، وإلا ستكون هنالك خطوات غير محسوبة. وفي هذا الإطار، ينفي رئيس المجلس العام الماروني الوزير الأسبق وديع الخازن أن يكون هناك أي توجّه من قبل سيد بكركي للدعوة إلى عصيان مدني، باعتبار أن بكركي تعبّر ديمقراطياً عن كل الإستحقاقات والمحطات السياسية وما سوى ذلك من «قطوعات» سياسية وغير سياسية، ويلفت إلى أنه ليس لدى البطريرك الماروني إلا سلاح الكلمة، وستكون له مواقف حاسمة بشأن الإستحقاق الرئاسي المتعثّر، حفاظاً على هذا الموقع المسيحي والوطني الأول في البلاد، مثنياً على دور الرئيس نبيه بري ومواقفه الآيلة إلى الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد. ويؤكد بأن الإتصالات التي قام بها في الأيام القليلة الماضية مع دوائر الفاتيكان صبّت في خانة قطع الطريق على الفراغ الحاصل في سدّة الرئاسة الأولى، وعدم إطالته.