Site icon IMLebanon

“حرب العقوبات” أي تداعيات على المنطقة؟

قياسا على العقوبات التي اتخذتها الولايات المتحدة والدول الاوروبية في حق شخصيات وشركات سورية للضغط على النظام منذ ثلاث سنوات من دون قدرتها على ردعه عن قمع شعبه، تحوط شكوك كبيرة العقوبات التي اتخذتها واشنطن واوروبا ضد مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشركات على صلة به لجهة فاعليتها في ردع موسكو عن الدفع في اتجاه شرذمة اوكرانيا وتقسيمها. اذ ان المدى الحيوي التي تراه روسيا لنفسها في اوكرانيا لن يوقف بوتين في رأي كثر في الوقت الذي تقول مصادر ديبلوماسية متابعة ان الاجراءات هي لمنع بوتين عن المضي قدما في زعزعة استقرار اوكرانيا وليس التراجع عن ضم القرم. لكن مراقبين يتطلعون الى الاجراءات العقابية التي تم اتخاذها بعد تمهيد لاسابيع عدة من اجل رصد جملة امور من بينها اولا ما اذا كانت الادارة الاميركية في اقدامها على هذه الخطوات وتشجيع اوروبا على اجراءات مماثلة حسمت امرها لجهة توجيه رسالة علنية واضحة وليس فقط عبر الاتصالات المباشرة بين الرئيسين الاميركي والروسي اضافة الى مدى قوة هذه الرسالة من جهة وما اذا كانت ستساهم في توجيه رسالة قوية من جانب واشنطن الى انها لن تتهاون او تتراجع، وانها ستتصدى بقوة في سياستها الخارجية لاي تحد لهيبتها من جهة اخرى خصوصا في ظل تراجعات لهذه السياسة في المنطقة مما يمكن ان يردع روسيا عن المضي قدما في خربطة الوضع الاوكراني نتيجة التضييق عليها اقتصاديا في الدرجة الاولى. اذ ان حسم الادارة موقفها وتوجيهها رسالة قوية وموجعة بهذا المعنى الى روسيا، سيعني تردد صداها في انحاء عدة في العالم بما فيها منطقة الشرق الاوسط وقد يفرض على دول عدة اعادة النظر في حساباتها.

ومن الامور التي يتابعها المراقبون ما يتصل بامكان تحول التجاذب حول اوكرانيا الى صراع سياسي حاد يمكن ان يؤدي تفاقمه الى تصدع التفاهمات المحتملة حول جملة مسائل مشتركة، او الى وقف التصعيد واعادة الحياة الى تفاهم جنيف اخيرا، او ايضا احتمال تحوله الى حرب باردة بين الولايات المتحدة وروسيا حيث يمكن ان تستعاد فصولها ايضا عبر حروب بالواسطة في مناطق الصراع كما حصل في افغانستان سابقا حين دعمت اميركا المجاهدين ضد الاحتلال الروسي وتسببت بهزيمة روسيا. ونقاط التركيز في هذا الاطار تتمحور مجددا حول ما اذا كان يمكن ان تتعقد الامور على الملف النووي الايراني علما انه بقي في منأى حتى الآن عن الصراع حول اوكرانيا، كما على الوضع السوري علما انه دخل في مرحلة ستاتيكو ليست معروفة الى متى يمكن ان تستمر طويلا. اي ان الوضع السوري بعناوينه الكبيرة سيكون في ثلاجة الانتظار لمدة غير معروفة في انتظار التوافق الدولي والتوافق الاقليمي على حد سواء لكن مع استمرار الحرب ميدانيا. ولذلك فان هذه الانتخابات لا تكتسب اهمية كبيرة في ظل المعطيات القائمة التي تفيد ان الازمة مستمرة بكل عناصرها وسط استمرار وجود الاسد في السلطة علما انه استفاد جدا حتى الآن من واقع التباعد الاميركي الروسي والذي يمكن ان يعزز له توظيفه ظروف الصراع المتصاعد. لذلك يولي المراقبون اهمية للرسائل الجديدة لجهة مضمونها كما لجهة مدى جديتها وفاعليتها اضافة الى اثرها في لجم البناء او محاولة توظيف انطلاقا من اشتعال الصراع وعدم امكان التلاقي في المدى المنظور على اي جوامع مشتركة لايجاد حلول للكثير من المسائل العالقة.