ضبط شبكة إرهابية في الشمال.. وسلام يطمئن الخليجيين «الوضع تحت السيطرة»
«حزب الله» يحتلّ الطفيل وأهلها ينزحون
من مرارة الشعور بتربع الشغور على كرسي الرئاسة الأولى جاء إعلان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عيد الأب «يُتم العائلة اللبنانية لأنها حُرمت من أبيها رئيس الجمهورية»، ومن موقع الشعور بالمسؤولية التي ألقاها الدستور «وكالةً» على مجلس الوزراء أبدى الرئيس تمام سلام عزمه على عقد جلسة للمجلس هذا الأسبوع «لمعالجة الوضع الدستوري المستجد» بعد حلحلة «عقدة منهجية عمل الحكومة» مع تشديده في الوقت عينه على كون أية دولة بلا رئيس تبقى «دولة غير مكتملة العناصر». وفي الغضون عادت بلدة الطفيل إلى الواجهة مجدداً من زاوية مختلفة هذه المرة تجسّدت بسقوطها كلياً في قبضة «حزب الله» وكتائب الأسد أمس ما دفع نحو 110 عائلات لبنانية وسورية إلى النزوح منها باتجاه الداخل اللبناني وفق ما أعلن رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير لـ«المستقبل»، بينما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عدم وجود إصابات تُذكر في صفوف نازحي الطفيل جراء القصف الذي تعرضت له البلدة، وقال لـ«المستقبل»: المعلومات تشير إلى أنّ الثوار انسحبوا من الطفيل منذ يومين عندما تركز القصف عليها، ثم نزح من بقي فيها من الأهالي إلى عرسال فتولينا الاهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم.
أمنياً، وفي سياق متقاطع مع الحرص الذي أبداه سلام من الكويت على طمأنة دول مجلس التعاون الخليجي إلى استتباب الأمن في لبنان، أفادت مصادر أمنية «المستقبل» أنّ «مخابرات الجيش تمكنت أمس من إلقاء القبض في الشمال على شبكة مؤلفة من ثلاثة أفراد لها علاقة بعمليات إرهابية ليست بالضرورة متصلة بتفجير ضهر البيدر أو بمداهمات فندق «نابوليون» السبت الفائت»، في حين أوضحت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ«المستقبل» أنّ الشخص الفرنسي من أصل عربي الذي أوقف خلال هذه المداهمات وتبيّن خلال التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أنه رأس مدبّر لإحدى الشبكات الإرهابية إنما أصله من دولة «جزر القمر».
وأمس أعلنت قيادة الجيش توقيف «اللبنانيين عمر مناور الصاطم وإبراهيم علي البريدي والسوريين عطا الله راشد البري وعبد الله محمود البكور وجودت رشيد كمون، عند حاجز حربتا – اللبوة للاشتباه بانتمائهم الى إحدى المنظمات الإرهابية». وبينما سارعت وسائل إعلامية إلى تناقل معلومات مفادها أنّ الموقوف الساطم هو «ابن عم الإرهابي قتيبة الصاطم الذي كان قد أقدم على تفجير نفسه في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت»، أصدرت عائلة الصاطم في وادي خالد بياناً، مساء أمس، أوضحت فيه أن «عمر مناور الصاطم (والدته سعاد) الذي أوقفه الجيش اليوم (أمس) غير مطلوب من الدولة اللبنانية، بينما عمر أحمد الصاطم (والدته الشيخة) هو المطلوب من الدولة»، مبدية استياءها «مما يجري لجهة تشابه الأسماء واللغط الحاصل مع كل فرد من عائلة الصاطم».
الطفيل
إذاً، سقطت بلدة الطفيل في قبضة «حزب الله» وكتائب النظام السوري خلال الساعات الماضية وعلمت «المستقبل» أنّ مواطنين نازحين من البلدة أفادوا الجهات اللبنانية المعنيّة بأنّ القصف كان قد بدأ يشتد على الطفيل منذ يومين بالتزامن مع توغّل عناصر الحزب وكتائب الأسد فيها، ثم ما لبث أن أكد آخر النازحين أمس سقوط البلدة بالكامل.
من جهته، أوضح اللواء خير لـ«المستقبل» أنّ «50 عائلة لبنانية نزح أفرادها أمس من الطفيل إلى بلدة عرسال حيث بقي 8 عائلات منهم في البلدة فقط، بينما توزعت العائلات النازحة الأخرى على مناطق لبنانية متعددة للإقامة لدى أقارب أو أصحاب لهم»، مشيراً كذلك إلى «نزوح 60 عائلة سورية كانت تقطن الطفيل إلى عرسال». وأضاف خير: «حيال هذا الواقع، وبتوجيه من دولة رئيس الحكومة تمام سلام، سارعنا في الهيئة العليا للإغاثة اعتباراً من الأمس إلى إرسال مواد غذائية وخيم لإيواء العائلات النازحة من الطفيل».
وفي سياق متصل بالأحداث السورية المتداخلة لبنانياً، كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أنّ «مقاتلي المعارضة نفذوا خلال الأيام الماضية سلسلة عمليات مباغتة على مواقع وحواجز لقوات النظام السوري و«حزب الله» في سهل رنكوس وقرى مجاورة»، مؤكداً أنّ «14 قتيلاً على الأقل من «حزب الله» سقطوا خلال مواجهات القلمون».
سلام
أجرى رئيس الحكومة تمام سلام محادثات رسمية في الكويت أمس توّجها بلقاء أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وشملت كلاً من رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح ورئيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر، إضافةً إلى عقد اجتماع موسع في ديوان رئاسة مجلس الوزراء بين سلام ونظيره الكويتي بحضور أعضاء الوفد اللبناني المرافق وعدد من الوزراء والمسؤولين الكويتيين تم في خلاله استعراض الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين وبحث سبل معالجة عدد من الملفات لا سيما منها المتعلقة بالنازحين السوريين.
وشدد سلام خلال مؤتمر صحافي لخّص فيه محصلة زيارته الكويت على كون «الوضع الأمني في لبنان مستقراً وتحت السيطرة»، وحثّ رعايا دول مجلس التعاون الخليجي على زيارة لبنان مطمئنين إلى أمنهم وسلامتهم، آملاً رداً على سؤال في أن تعود دولة الإمارات العربية المتحدة عن قرار دعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان وعدم التوجه إليه ربطاً بالاضطرابات الأمنية. وعن ملف النازحين، لفت سلام إلى أنه عرض مع المسؤولين الكويتيين هذا الملف مؤكداً أنهم «قدموا وما زالوا يقدمون كل الدعم والمؤازرة لاحتضان لبنان هذه الحالة الصعبة جداً».
ونقلت مصادر الوفد الوزاري المرافق لـ«المستقبل» أنّ المسؤولين الكويتيين أكدوا خلال محادثاتهم مع الرئيس سلام «وقوف الحكومة الكويتية إلى جانب لبنان وحرصها على أمنه واستقرار أوضاعه»، كاشفةً أنّ «الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وافق على منح الدولة اللبنانية قرضاً بقيمة 55 مليون دولار لتمويل إنشاء مشروع سكة حديد، بالإضافة إلى موافقة الصندوق على تمويل إنشاء وحدات جديدة للكهرباء بدل إعادة تأهيل عدد من الوحدات القديمة».