Site icon IMLebanon

«حزب الله» يستجلب «داعش» و«يواجهه».. على طريقته!

 

كل ما يمكن قوله إن «حزب الله» بات يمتلك نظرة علمية فيزيائية وكيميائية لتوصيف الوضع الراهن. لا يظنّن أحد أن الحزب يحاول من خلال شروحاته «الوافية» أن يغطّي «السموات بالقبوات».. طبعاً لا، فهو وُجِد أساساً للمشاركة الحروب وجسّ نبض «الوحوش» لترويضها، ثم أن الحزب هو نفسه من يجترح الحلول ويرسم النهايات لحروبه.

لقد انتقل «حزب الله» هذه المرة الى مرحلة التطمينات. فبعدما دخل الحرب «مرغماً لا بطل» الى جانب النظام السوري الديكتاتوري متذرّعاً بحماية المقامات الدينية، ثم بعد ظهور «داعش»، تحوّلت الذريعة الى منع عناصر هذا التنظيم من الدخول الى لبنان، وبالتالي بات هدف الحزب من المشاركة في الحرب «حماية لبنان». وبالتجربة، فإن الحزب قد برهن أن نظريته فشلت يوم اعتدى الإرهابيون على الجيش اللبناني وقتلوا عناصره غدراً وذبحاً.. فهل تصحّ دعوة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الى «عدم الخوف والقلق على الإطلاق»؟ وكيف يثق اللبنانيون كلّهم بحزب فشل في تأمين حماية أمنية لضاحية بيروت؟

لكن رعد واثق من دعوته تلك خصوصاً أن «المقاومة تستطيع استخدام الدواء الناجع مع الوحوش التكفيرية».. تبعاً للأربع سنوات الماضية، فإن «حزب الله» استخدم ثلاثة أنواع من الأدوية، لم يثبت أي نوع منها فعاليته. فالأدوية الفاسدة مثلاً لا تشفي من الأمراض، والكابتاغون يتطلّب مراكز خاصة للشفاء منه، أما المداواة بالحرب والقتل والبراميل المتفجّرة والغازات السامة فلم تجرّ سوى القتل والذبح والغدر. فأي دواء ستستخدم «المقاومة» بعدما تغنّت بصواريخها وسلاحها الإيراني غير الناجع؟

ورفض رعد «الانجرار الى الفتنة» وأبدى حرصه على «سلامة كل فرد في المجتمع»، فيا ليت الحزب كان متيقّظاً للتصريح بهذا الكلام في 7 أيار 2008 و9 حزيران 2013، لما كانت الفتنة وصلت من بيروت الى الجبل في خلال يومين، ولكانت «المقاومة» اعتنت بشركائها البيروتيين ومنعت السلاح غير الشرعي من الاعتداء عليهم.. ولما كان قُتل هاشم السلمان! في الواقع لم تكن المرحلة في العام 2008 مرحلة كلام، فالأفعال وحدها كانت ستأتي بالنتائج المرجوّة، والفارق اليوم أن «حزب الله» يستعرض قوّته كلامياً، بينما لو كانت الأفعال ذات فائدة لكان قضى على «الوحوش» في عقر دارها، وما كان إرهابها سيمتدّ الى لبنان كما هي الحال اليوم.

من مختبرات الأدوية «الناجعة»، ينقل «حزب الله» اللبنانيين الى مركز قياس «داعش».. هو مركز شبيه بمركز بحنّس الجيوفيزيائي ومصلحة الأرصار الجوية في المطار، لكنّه لا يقيس الهزات الأرضية ولا أحوال الطقس، وإنّما يقيس أحوال «داعش»! فقد تحوّل تنظيم «داعش» في مفهوم الحزب الى «بورصة»: «وصل الى سقفه الأعلى وبدأ بالتراجع» يقول نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. 

والمعنى الذي بدأه رعد أكمله قاسم: لا داعي للقلق والخوف، بات بإمكان أبناء عرسال والمناطق الحدودية وأهالي العسكريين المخطوفين أن يناموا بإطمئنان، فـ«داعش» هبط الى أقصى مستوياته! بالأمس تمّ ذبح الجندي عبّاس مدلج فكيف يقتنع اللبنانيون بأن «نجم» التنظيم الإرهابي هبط في أقل من أسبوع؟

حبّذا لو يشرح «حزب الله» للبنانيين المعايير التي استند إليها قبل أن يصل الى هذه الخلاصات. لكن اللبنانيين لن يستغربوا مثل هذه الخلاصات التي تبقى بالنسبة الى الكثيرين مجرّد فرضيات، فالحزب «سيّد» قراره و«مرشد» نفسه، وهو لن يلتفت الى الدولة ليستشيرها في الأمور المستجدة. ولِمَ سيعتمد على الدولة مرجعاً، طالما أنه السيّد والمرشد، وقد أوكل بمهام دينية عدّة لحماية المقامات وسياسية لحماية حدود لبنان؟ كما أنه يملك الدواء «الناجع» وهو مصدر الاطمئنان والراحة، فلا شكّ بأنه حزب «3 بواحد»، كما أنه يُفترض بأن تتعدّد ميزاته بعدما يوسّع دائرة نصائحه وابتكاراته العلمية والإنسانية.