Site icon IMLebanon

حسابات حزب الله

 

يتّفق الرئيس ميشال سليمان والرئيس تمام سلام وربما يتّفق معهما رئيس مجلس النواب نبيه بري على توصيف الوضع بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي الذي سيدخل قريباً جداً في مراحله النهائية بأنه مُقلق وغير مُريح، ولا يُوحي بأن اللبنانيين قادرين علي إنتاج رئيس لهم من دون تدخّل خارجي، ذلك أن ممارسات حزب الله وحليفه الرئيسي العماد ميشال عون في اللجوء الى تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس إن دلّ على شيء إنما يدلّ على أن هذا الفريق ما زال يتصرّف كما تصرّف في الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في العام 2008 بعد انعقاد مؤتمر الدوحة في أعقاب السابع من أيار والاتفاق على رئيس وسطي على مسافة واحدة من الجميع، وما إصراره على تعطيل نصاب الجلسات الانتخابية التي يدعو إليها رئيس مجلس النواب سوى دليل قاطع على أنه (حزب الله) يرفض ممارسة اللعبة الانتخابية وفق الأصول الديمقراطية ويصرّ على أن يكون له اليد الطولى في اختيار رئيس الجمهورية يحافظ على المقاومة، ويسير وفق توجهات الحزب، سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الإقليمي ويغطي على ممارساته.
وهذا الكلام يُنسب الى أحد قيادات حزب الله وهو نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي حدّد هذه المواصفات للرئيس الذي يقبل به حزب الله ويسمح بانتخابه في المجلس النيابي من قبل نواب الأمة، وهو في هذا الخيار يُسقط من حسابه ترشيح وتبنّي ترشيح العماد ميشال عون الذي ما زال يراهن على إقناع رئيس تيار المستقبل بتجاوز الانقسام العمودي الحاصل والانقلاب على حلفائه في الرابع عشر من آذار لينتخب رئيس التيار الوطني الحر الذي يتمسّك بتحالفه مع حزب الله حتى ولو كان يعلم بأن الحزب يناور في موضوع الانتخابات الرئاسية ويواصل البحث عن مرشح لا يكون في أي حال من الأحوال العماد ميشال عون نفسه ولا حتى من تياره الذي يقوده عملياً، علماً بأن تبنّي حزب الله للعماد عون يوفّر له بنسب كبيرة فرص الفوز بالانتخابات على منافسه الدكتور سمير جعجع بأكثرية 65 صوتاً كما ينصّ على ذلك الدستور اللبناني على اعتبار أن مجموع كتلة تحالف قوى الثامن من آذار تضم حتى الآن 61 صوتاً ولا تحتاج إلا الى نصف عدد نواب جبهة النضال الوطني لكسب معركة رئاسة الجمهورية في حال تراجع حزب الله عن البحث عن البدائل، ووافق على إكمال نصاب جلسة الانتخاب الرئاسية بإلغائه قرار تعطيل النصاب.
قد يكون حزب الله يعرف كل هذه الأمور والسيناريوات، وينتظر الوقت المناسب لتنفيذ خططه، لكن تصرفه حتى الأن لا يدل على رغبة عنده في إتمام الاستحقاق الرئاسي وفق المعادلة القائمة حالياً.